« فهرست دروس
درس خارج فقه الأستاذ السيد رحيم التوکّل

1404/07/29

بسم الله الرحمن الرحیم

فی مطلوبیة تکثیر الولد/فی تحدید النسل و تقلیل الموالید /مستحدثه

 

موضوع: مستحدثه /فی تحدید النسل و تقلیل الموالید /فی مطلوبیة تکثیر الولد

 

و لذا ان محط البحث لکان حول الموضوع فی نفسه من الجواز او الحرمة فاذا طرء علی الموضوع شئ غیر ما کان موجوداً سابقاً للزم النظر فیه ثم الحکم بالوجوب او الحرمة او الجواز و الاستحباب و الکراهة لان الناس مکلفون بالشرائط الموجودة الطاریة مع امکان التغییر فی الحکم.

و فی المقام روایات متعددة فی موضوعات مختلفة یمکن ان تجمع حول امر واحد و هو ان تکثیر الاولاد – فی نفسه – امر مرغوب فیه فی الشریعة و هذا یحصل فی النکاح و لذا امر الناس بالتزویج و النهی عن العزوبة و ان برکات الزواج لاتنحصر فی الدنیا بل تجری للامة الاسلامیة مع جریانها فی طول الزمان و ان فی الاولاد و العشیرة عزة و اقتدار بین الناس مع ان النبی9یفتخر یوم القیامة بکثرة الامة و ان النکاح سنة من الرسول9و لایجوز الاعراض عن السنة و لا باس بذکر بعض الروایات المربوطة بالمقام مع انه لایخفی علیک ان للازم من هذه النکات التی ذکرناه آنفاً عدم صحة العقم و التقلیل فی الموالید الا ان یعرض امر یستدعی ذلک مع عدم عمومیة ذلک بل تنحصر بمورده و لزوم عدم التعدی من مورد الی سائر الموارد فی طول الزمان مع لزوم النظر الی مفاد بعض الآیات الشریفة المربوطة بالمقام.

منها: قال رسول الله9: من أحب أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليلقه بزوجة[1] .

و ایضاً عنه9ما بنی فی الاسلام بناءً احب الی الله عزوجل و الانجز من التزویج[2] .

و لایخفی علیک انه مع کثرة ورود هذه الروایات فی المقام لایضرنا ضعف السند فی بعضها لان مفادها قد تجاوز عن حدّ التواتر.

و منها قال رسول الله9کثیراً مایقول من کان یحب ان یتبع سنتی فلیتزوج فان من سنتی التزویج[3] .

و منها ما ورد فی لزوم کون الزوجة ولوداً.

صحیحة محمد بن مسلم عن ابی جعفر7قال قال رسول الله9تزوّجوا بکراً ولوداً و لاتزوجوا حسناء جمیلة عاقراً فانی اباهی بکم الامم یوم القیامة[4] .

و منها صحیحة عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه 7 قال« جاء رجل الى رسول اللّه 9فقال: يا نبى اللّه ان لي ابنة عم قد رضيت جمالها و حسنها و دينها و لكنها عاقر؟ فقال: لا تزوجها- و ساق الى أن قال:- فجاء رجل من الغد الى النبيّ9فقال مثل ذلك، فقال: تزوج سوءاء ولودا فانى مكاثر بكم الأمم يوم القيامة، قال فقلت لابى عبد اللّه7: ما السوءاء؟ قال: القبيحة[5] .

و الدلالة لما نحن بصدده واضحة.

و منها : قال رسول الله9تناکحوا تکثروا فانی اباهی بکم الامم یوم القیامة حتی بالسقط[6] .

و دلالتها فی المقام واضحة.

و الظاهر من السقط و المباهاة به یوم القیامة لکان بعد ولوج الروح حتی یحتسب انه من امة النبی9 ولکن قبل ولوج الروح لایطلق علیه انه انسان فلایدخل فی الامة لان العلقة دم و المضغة لحم و اللحم و العظام لاتعدان من الانسان فبما ذکرناه یظهر ان الاطلاق من بانه من الامة للزم ان یکون بعد ولوج الروح.

و بعبارة اخری انه بعد استقرار النطفة فی الرحم نفخ فیه الروح النباتی للنمو و الرشد و التکامل فی الجسم ثم نفخ فیه الروح الحیوانی فاذا بلغت الی اربعة اشهر ینفخ فیه الروح الناطقة فبعد ذلک یحتسب انه انسان فیصح اطلاق انه من الامة علیه.

 


[1] : بحار الانوار، علامه السید محمد باقر المجلسی، ج100 ص220، سید ابراهیم المیانجی-محمد باقر البهبودی ناشر دار احیاء التراث.
[2] : المهجة البیضاء ج3 ص3و54.
[4] : وسائل الشیعه، محمد بن حسن الحر العاملی، ج20 ص54، الناشر موسسه اهل البیت علیهم السلام لاحیاء التراث.
logo