1403/09/21
بسم الله الرحمن الرحیم
تلقیح مصنوعی/القرابة /كتاب النكاح
موضوع: كتاب النكاح/القرابة /تلقیح مصنوعی
و من الروایات: ما عن النبي صلّى الله عليه وآله قال: من فجر بامرأة و لها بعل انفجر من فرجها من صديد جهنم واد مسيرة خمسمأة عام يتأذى أهل النار من نتن ريحهما، وكانا من أشد الناس عذابا .[1]
اقول: ان مضمون هذه الروایة هو مضمون الروایة السابقة و لا بأس بذکر بعض النکات.
الاول: ان المراد من قوله- فجر- هو الزناء لانه فجور بین الناس و اثم فی نظر الله تعالی .
الثانی: ان هذا الاثم یکون شدیداً و عظیماً سیما اذا کان مع امرأة لها بعل.
الثالث: قوله و انفجر من فرجهما ایضاً قرینة واضحة علی تحقق الزناء لان الزناء یتحقق بدخول فی الفرج و لذا یخرج من هذا العضو ریح نتن.
الرابع: ان قوله فی جهنم واحد مسیر خمسة ماة عام لایناسب لما نحن بصدده من تزریق[2] نطفة رجل الی رحم امرأته مع عدم تحقق حرام بای وجه کان مع رضایة الزوجین.
الخامس: قوله و کانا اشد الناس عذاباً فنقول هل التزریق کان اشد عذاباً عند الله تبارک و تعالی و کان اقبح ام الزناء بین رجل و امراة لها بعل.
فقوله علیه السلام کان اشد الناس هل یکون للزنا او للتزریق و الامر واضح بادنی تأمل.
السادس: ان محط البحث فی الروایة هو الزناء مع امرأة لها بعل و هذا هو الذی یترتب علیه ذلک العذاب الشدید فاین هذا و ما نحن بصدده من الاهتمام بعدم تحقق حرام برأسه فضلا عن الزناء بامراة ذات بعل.
و من البدیهی لایصح سریان هذا الحکم الی مانحن بصدده لان فی الزناء بذات بعل مفاسد متعددة من فجور امرأة و فجور بعلها و فجور من اتی بهذه المرأة حراماً و فجور للولد الحاصل من هذا الارتباط المحرم و هذا یکون شروع بعمل قبیح و لایبعد سریان هذا الامر السخیف الی مرات بعد هذه المرة و کذا سائر ذلک الی سائر الافراد.
و لذا یقال فی حقه اشد الناس عذاباً لعدم تقیید هذا الفعل بفرد واحد و زمان واحد.
و من الروایات ما عن عن النبي صلّى الله عليه وآله في حديث المناهي قال: ألا و من زنا بامرأة مسلمة أو يهودية أو نصرانية أو مجوسية حرة أو أمة ثم لم يتب منه و مات مصرا عليه فتح الله تعالى له في قبره ثلاثمأة باب يخرج منها حیتان و عقارب وثعبان من النار، فهو يحترق إلى يوم القيامة، فإذا بعث من قبره تأذي الناس من نتن ريحه .[3]
و فی الروایة مواضع للنظر.
الاول: ان محط الکلام فیها لکان حول عنوان الزناء و هذا العنوان لایترتب علی التلقیح الاصطناعی لا عرفاً و لا عقلاً و لا شرعاً لان الزناء عنوان خاص و تجاوز لحریم امراة اجنبیة سواء کان برضاها او بغیر رضاها و ان المقصود فی الزناء هو اطفاء الشهوة و علیه مفاسد عدیدة و لکن المقصود فی التلقیح هو المعالجة و رفع المشاجرة و المنازعة.