« فهرست دروس

الأستاذ السيد ابوالفضل الطباطبائي

بحث الفقه

45/11/04

بسم الله الرحمن الرحيم

الدفن في المسجد أو بناء المسجد على القبور(القول الثالث: جواز الدفن في المسجد)/الباب الثالث: هندسة المسجد /فقه‌المسجد (مسجد طراز انقلاب اسلامي)

 

الموضوع: فقه‌المسجد (مسجد طراز انقلاب اسلامي)/الباب الثالث: هندسة المسجد /الدفن في المسجد أو بناء المسجد على القبور(القول الثالث: جواز الدفن في المسجد)

 

نعم قيل بأن الدفن في المسجد جائز، لأنه لم يدل على الحرمة والكراهة دليل عقل ولا عقلايي ولامن النقل، بل يمكن الاستدلال ببعض الأدلة على جواز الدفن.

وهنا دليلان يدلان على الجواز:

الأول: طائفة من الروايات الدالة على دفن الصديقة فاطمة الزهراء في المسجد وكذلك دفت بعض الانبياء وبنات الانبياء في المسجد.

مثل ما رواه الكليني في الكافي عن الامام الرضا في دفنها.

عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا عَنْ قَبْرِ فَاطِمَةَ فَقَالَ: «دُفِنَتْ فِي بَيْتِهَا فَلَمَّا زَادَتْ بَنُو أُمَيَّةَ فِي الْمَسْجِدِ صَارَتْ فِي الْمَسْجِدِ»[1] .

يقول العلامة المجلسي في ذيل الرواية:

«ويمكن الاستدلال به على جواز الدفن في المسجد»[2] .

ومثل ما قاله الشيخ الصدوق:

قَالَ مُصَنِّفُ هَذَا الْكِتَابِ رَحِمَهُ اللَّهُ:

«اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ فِي مَوْضِعِ قَبْرِ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ فَمِنْهُمْ مَنْ رَوَى أَنَّهَا دُفِنَتْ فِي الْبَقِيعِ‌، وَمِنْهُمْ مَنْ رَوَى أَنَّهَا دُفِنَتْ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ.

وَأَنَّ النَّبِيَّ إِنَّمَا قَالَ: مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ. لِأَنَّ قَبْرَهَا بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ وَمِنْهُمْ مَنْ رَوَى أَنَّهَا دُفِنَتْ فِي بَيْتِهَا فَلَمَّا زَادَتْ بَنُو أُمَيَّةَ فِي الْمَسْجِدِ صَارَتْ فِي الْمَسْجِدِ وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عِنْدِي وَإِنِّي لَمَّا حَجَجْتُ بَيْتَ اللَّهِ الْحَرَامَ كَانَ رُجُوعِي عَلَى الْمَدِينَةِ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ زِيَارَةِ رَسُولِ اللَّهِ قَصَدْتُ إِلَى بَيْتِ فَاطِمَةَ وَهُوَ مِنْ عِنْدِ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِي تُدْخَلُ إِلَيْهَا مِنْ بَابِ جَبْرَئِيلَ إِلَى مُؤَخَّرِ الْحَظِيرَةِ الَّتِي فِيهَا النَّبِيُّ فَقُمْتُ عِنْدَ الْحَظِيرَةِ وَيَسَارِي إِلَيْهَا وَجَعَلْتُ ظَهْرِي إِلَى الْقِبْلَةِ وَاسْتَقْبَلْتُهَا بِوَجْهِي وَأَنَا عَلَى‌ غُسْلٍ...»[3] .

والراوايات التي تدل على دفن بعض الأنبياء بين الركن والمقام وفي ساير المساجد.

مثل ما رواه الكليني في الكافي:

عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَنِ الْمُفَضَّلِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: «صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُمِائَةِ نَبِيٍّ وَإِنَّ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ لَمَشْحُونٌ مِنْ قُبُورِ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ آدَمَ لَفِي حَرَمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»[4] .

مثل مرسلة ابن ابي عمير عن الامام الصادق

الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي لَأَكْرَهُ الصَّلَاةَ فِي مَسَاجِدِهِمْ فَقَالَ: «لَا تَكْرَهْ فَمَا مِنْ مَسْجِدٍ بُنِيَ إِلَّا عَلَى قَبْرِ نَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِيٍّ قُتِلَ فَأَصَابَ تِلْكَ الْبُقْعَةَ رَشَّةٌ مِنْ دَمِهِ فَأَحَبَّ اللَّهُ أَنْ يُذْكَر فِيهَا فَأَدِّ فِيهَا الْفَرِيضَةَ وَالنَّوَافِلَ وَاقْضِ فِيهَا مَا فَاتَكَ»[5] .


logo