47/04/20
بسم الله الرحمن الرحیم
الإشکال علی مدعی الميرزا النائيني – المقدّمة الثالثة/ المقدمات /العام و الخاص
الموضوع: العام و الخاص / المقدمات / الإشکال علی مدعی الميرزا النائيني – المقدّمة الثالثة
قال الميرزا النائيني في تتمّة كلامه أنّه في مقام الشكّ في أنّ العموم المستفاد من الكلام هل هو استغراقي أو مجموعي، فمقتضى الأصل أن يحمل على العموم الاستغراقي، لأنّ تحقّق العموم المجموعي موقوف على اعتبار الأُمور المتعدّدة أمراً واحداً ليترتّب عليه حكم واحد، وهذا الاعتبار عناية زائدة تحتاج إفادتها إلى مؤونة وقرينة أُخرى.[1]
ولكن بالنظر إلى ما تقدّم في بيان كيفيّة النسبة بين المفهوم الكلّي وأفراده في كلّ واحد من أقسام العموم، يتّضح أنّ مدعاه غير قابل للالتزام، لأنّ القدر المتيقّن من الوضع في الأقسام الثلاثة إنّما هو شمول العامّ لأفراده، وأمّا تعيين نحو لحاظ الأفراد في أحد أنحائه الثلاثة ـ أي: «لا بشرط القسمي» و«بشرط شيء» و«بشرط لا» ـ فيحتاج إلى مؤونة زائدة.
وبعبارة أُخرى: إنّ نسبة العامّ المجموعي والعامّ الاستغراقي والعام البدلي إلى بعضها نسبة التباين، ولا يوجد بينها قدر متيقّن يمكن الاعتماد عليه في مقام الشكّ لجعل الأصل في انتساب العامّ إلى أحد هذه الأقسام.
المقدّمة الثالثة: عدم صدق تعريف العامّ علی الأعداد
قال صاحب الکفاية: إنّ شمول لفظ «عشرة» وأمثاله لآحاده المندرجة تحته، ليس من باب العموم، لأنّ مفهومه لا يصلح للانطباق على كلّ واحد من الآحاد على حدة.[2]
وأورد المحقّق الإصفهاني إشكالاً على مدّعى المحقّق الخراساني حيث قال: إنّ كلّ مرتبة من مراتب العدد، مركّبة من آحاد، و«الواحد» منطبق على كلّ واحد منها، فـ «العشرة» تشتمل على «الواحد» إلى حدّها، وعدم انطباق العشرة بما هي على الواحد، لا يقدح في ذلك، كما أنّ «كلّ عالم» لا ينطبق على أفراد العالم، بل إنّ مدخول أداة العموم مع لحاظ سعته هو الذي ينطبق على الأفراد المتعدّدة.
فملاك الانطباق هو الذات المشتملة على الشمول من غير لحاظ جهة الاستغراق، وإلّا لم يكن له إلّا مصداق واحد.
ثمّ قال في مقام دفع هذا الإشكال: إنّ الفرق بين المقامين هو أنّ «العشرة» مفهوم مستقلّ متميّز عن «الواحد» وسائر مراتب العدد، و«الواحد» ليس جزءً من مفهومها، بخلاف مدخول «كلّ»، فإنّه ذو قابليّة ذاتيّة للانطباق على الأفراد المتعدّدة، وتكتسب الشمول والاستغراق بواسطة أداة العموم.[3]
ونوکل دراسة هذه المطالب إلى الجلسة القادمة إن شاء الله.