« قائمة الدروس
بحث الأصول الأستاذ سید علي الموسوي اردبیلي

47/04/11

بسم الله الرحمن الرحیم

 تعريف العموم/ المقدمات /العامّ و الخاصّ

الموضوع: العامّ و الخاصّ / المقدمات / تعريف العموم

 

العامّ و الخاصّ

قبل الدخول في مبحث العامّ والخاصّ، لابدّ من ذكر عدّة نكات تمهيديّة:

المقدّمة الأُولی: تعریف العموم

يقول الآخوند الخراساني: إنّ التعريف الذي ذكره الأُصوليّون لمفهوم «العموم» ليس تعريفاً حدّيّاً، بل هو شرح اسمي لبيان مفهوم جامع بين الأُمور التي لا شكّ في كونها من أفراد العامّ ليشار إليه عند إثبات أحكامه، إذ بعد وضوح الأفراد والمصاديق التي هي محلّ البحث من جهة الأحكام، لا يتعلّق الغرض ببيان حقيقة العامّ، حيث لا يکون بمفهومه مورداً لحكم من الأحكام.

ثمّ قال في بيان هذا التعريف: العموم هو شمول المفهوم لجميع ما يصلح أن ينطبق عليه ذلك المفهوم.[1]

غير أنّ هذا التعريف يشمل الشمول المستند إلى القرينة أيضاً.

ولأجل تصحيحه ينبغي أن يقال: «إنّ العموم هو شمول وضعي للمفهوم» ليتبيّن بذلك خروج الشمول المستند إلى القرينة عن دائرته.

هذا مضافاً إلى أنّ إدخال هذا القيد يقتضي خروج انطباق العناوين الكلّية على أفرادها ـ كشمول مفهوم «الإنسان» لأفراده ـ عن مورد التعريف أيضاً؛ لأنّ شمول العنوان الكلّي لأفراده ليس وضعيّاً بل هو عقلي.

ثمّ ينبغي الالتفات إلى أنّ العموم يستفاد تارةً من الهيئة التي وقع فيها اللفظ ـ كما في الجمع المعرّف باللام ـ وتارةً يستفاد من النسبة الواقعة بين لفظ دالّ على معنىً من المعاني ولفظ آخر أُضيف إليه، كلفظتي «كلّ» و«جميع» و نظائرهما.

وعلى هذا ينبغي أن يعلم أنّ الألفاظ المعروفة بـ «ألفاظ العموم» لا تدلّ بنفسها على العموم، بل إنّما يستفاد العموم من إضافتها إلى ألفاظ أُخرى لها أفراد وهي قابلة للشمول عليها.

إلّا أنّ الشهيد الصدر قد ادّعی أنّ كلمة: «كلّ» في نحو قوله: «أكرم كلّ عالم» لا تقتضي شمول لفظ «عالم» جميع أفراده؛ لأنّ «کلّ» ليس كـ «اللام» الداخلة على اسم الجمع حتّی تکون آلة للدلالة على نسبة الاستيعاب بحيث يشمل مدخولها جميع أفراده من هذه الجهة، بل هي اسم مستقلّ مفاده مفهوم يتضمّن أفراد مفهوم آخر وقع مدخولاً له.

وقد استشهد على ذلك بأنّ لفظ «كلّ» يعامل في الاستعمال معاملة الاسم، ولأجل ذلك يصحّ استعماله مبتدأً في الجملة، وهذا يكشف عن أنّ مفاده ليس من قبيل المعاني الحرفيّة التي تفيد نسبة الاستيعاب ليصبح مدخوله شاملاً لأفراده بهذا السبب، بل إنّ المستوعِب للأفراد هو هذا المفهوم الاسمي نفسه، وأمّا المستوعَب فهم أفراد المفهوم الآخر الواقع مدخولاً له.[2]

ومن الواضح أنّه لو صحّ هذا المدّعى، فإنّ مقتضاه أن ينظر إلى لفظ «كلّ» على أنّه يشتمل على أفراد جميع المفاهيم، إذ من البديهي أنّ المعنى المقصود من هذا اللفظ لا يتغيّر بتعدّد المدخولات. وبناءً عليه يجب الالتزام بأنّ دخول لفظ «كلّ» على أيّ مدخول يؤدّي إلى تحصيصه بجزء يشمل أفراد مفهوم المدخول.

إلّا أنّ الاعتراضات الواردة على هذا المدّعى كما يلي:

أوّلاً: إنّه لا يتوافق مع المعنى المتبادر إلى الذهن من لفظ «كلّ»، إذ من الواضح أنّه عند سماع هذا اللفظ، لا تتبادر إلى الذهن أفراد مفهوم آخر.

وسنطرح بقيّة الاعتراضات في الجلسة المقبلة إن شاء الله.

 


logo