46/11/23
بسم الله الرحمن الرحیم
بيان الملاک – مفهوم اللقب/مفهوم الغاية، مفهوم اللقب/المفاهيم
الموضوع: المفاهيم/مفهوم الغاية، مفهوم اللقب/ بيان الملاک – مفهوم اللقب
مرّ الإشكال في بيان الملاك الملاك الذي ذكره السيّد الخوئي في مقام الإثبات لكون الغاية غاية للحكم أو للموضوع أو للمتعلّق.
ومن الأفضل أن يقال في بيان هذا الضابط: إنّه إذا كان المتعلّق أو الموضوع من الأُمور المستمرّة عرفاً بحيث يكون له بدء وختم وينتظر المخاطب بيان نهايته ـ كالصوم في قوله تعالی: ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾[1] أو الجهاد في قوله تعالی: ﴿فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ﴾[2] ـ فالغاية المذكورة في الكلام في هذه الصورة تُحمل على كونه غايةً لهما، وإلّا كانت غاية للحكم، سواء استفيد الحكم من الهيئة أو من المادّة.
وبهذا يتبيّن أنّ الغاية الواردة في آية الوضوء هي غاية للمتعلّق ـ أي الغسل ـ وليست غاية للموضوع ـ أي اليد ـ لأنّ الشيء المستمرّ عرفاً في هذه الآية والمحتاج إلى بيان الغاية هو المتعلّق لا الموضو
مفهوم اللقب
في بداية البحث، ينبغي أن نعرف المراد من اللقب عند الأُصوليّين من خلال مراجعة كلماتهم.
قال الآمدي في بيان المراد من اللقب: «صورته أن يعلّق الحكم إمّا باسم جنس، كالتنصيص على الأشياء الستّة[3] بتحريم الربا، أو باسم علم كقول القائل: «زيد قائم أو قام».»[4]
أمّا صاحب الفصول فيقول: «من المفاهيم مفهوم اللقب، وهو نفي الحكم عمّا لم يتناوله الاسم.»[5]
وقال صاحب الهداية أيضاً: «المعروف بينهم التعبير به عن تعليق الحكم بالاسم، سواءً كان من الأعلام الشخصيّة أو من أسماء الأجناس من الأعمال، كأسماء العبادات والمعاملات، أو من سائر الأجناس أو الأنواع. وقيّده بعضهم بما إذا كان معرّفاً باللام وأطلق الباقون. ومنهم من قيّد الاسم بغير الصفة، وهو الظاهر من الباقين، لإطلاقهم اللقب في مقابلة الوصف.
وزعم بعضهم أنّهم لم يفرّقوا بين كون الاسم المخصوص بالذكر جنساً أو نوعاً أو وصفاً، كـ «لا تصحب فاسقاً»، فيكون الفرق بين اللقب والوصف بذكر الموصوف وعدمه. وقد عرفت أنّ مفهوم الوصف أعمّ منه، فاللقب ما عداه.
وحكي عن بعضهم الفرق بين أسماء الأنواع فجعل لها مفهوماً دون أسماء الأشخاص، مع أنّ المعروف تمثيل المسألة بمثل: «زيد في الدار» وتصريحهم بالأعلام الشخصيّة في العنوان والاحتجاج.»[6]
إلّا أنّ للشيخ الأعظم بياناً آخر للمراد باللقب سنطرحه في الجلسة القادمة إن شاء الله.