« قائمة الدروس
بحث الأصول الأستاذ سید علي الموسوي اردبیلي

46/07/18

بسم الله الرحمن الرحیم

 الإشکالات على كلام فخر المحقّقين والمحقق النراقيّ/ تنبيهات مفهوم الشرط/المفاهيم

الموضوع: المفاهيم/ تنبيهات مفهوم الشرط/ الإشکالات على كلام فخر المحقّقين والمحقق النراقيّ

 

يرد على كلام فخر المحقّقين والمحقق النراقي أوّلاً: أنّ عدم جواز اجتماع علّتين على معلول واحد إنّما يخصّ ما كان المعلول بسيطاً من جميع الجهات كما مرّ كراراً، وإلا ففيما إذا كان للمعلول جهات عديدة، فقد يقع من كلّ جهة معلولاً لعلّة مستقلّة، وعليه فلا يمتنع أن يكون وجوب فعل واحد من جهة معلولاً لعلّة ومن جهة أُخرى معلولاً لعلّة ثانية.

وثانياً: ليست علل الأُمور الاعتباريّة مثل الوجوب والحرمة والملكيّة والزوجيّة وأمثالها مصالح ومفاسد واقعيّة، بل المصالح والمفاسد إنّما تكون عللاً للجعل الشرعيّ، والأُمور الاعتباريّة المذكورة معاليل لهذا الجعل. وعليه فلا وجه لأن نعتبر الأسباب الشرعيّة كاشفة عن المصالح والمفاسد ومعرّفة لها فقط.

ولا يبعد أن تكون عدّة مصالح عللاً لجعل السببيّة لعدّة أسباب من جهات متعدّدة لمسبّب واحد، لأنّ الشيء الواحد قد يشتمل على مصالح ومفاسد متعدّدة من جهات عدّة، كما ورد في قوله تعالى بالنسبة إلى مصالح الخمر والقمار ومفاسدهما: (فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا)[1] .

وثالثاً: إنّ الأحكام المتعلّقة بالوجود بما هو هو، لا يختلف فيها الوجود الذهني عن الخارجي، وإذا قلنا بأنّ الوجود الواحد لا يمكن أن يقع معلولاً لعلّتين، فهذه القاعدة تجري في الموجود الذهني أيضاً كما تجري في الخارجي.

ومن العجيب دعوى إمكان تبدّل عدّة موجودات ذهنيّة إلى موجود ذهني واحد، لأنّ تعدّد الموجود الذهني ناتج عن تعدّد اللحاظ، وإذا تعدّد اللحاظ فلا معنى لوحدة الملحوظ.

فإن قيل: قد يقع الملحوظ الواحد متعلّقاً للحاظات مختلفة من جهات عديدة.

قلت: إنّ الجهات إذا تعدّدت وتعلّق كلّ لحاظ بالشيء من قبل إحدى تلك الجهات، فالملحوظ يتعدّد أيضاً، ولا يمكن ادّعاء وحدة الملحوظ.

وسنطرح تكملة الإشكال في الجلسة القادمة إن شاء الله.


logo