46/04/22
بسم الله الرحمن الرحیم
أفضليّة الرّجل وقيّوميته بالطّبع والتّکوين/ النشوز /القسم، النشوز، الشقاق
الموضوع: القسم، النشوز، الشقاق / النشوز / أفضليّة الرّجل وقيّوميته بالطّبع والتّکوين
ما ذكرناه في الجلسة السابقة من أنّ الآية الشريفة تريد بيان واقع طبعيّ وتكوينيّ لا يعود السير على خلاف اتّجاهه بنتيجة محمودة ممّا أُشير إليه في الآيات السابقة عليه، حيث إنّه عندما يقول تعالى: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ﴾[1] فإنّ المراد منه ليس أنّ طلب جهات تفوّق الآخرين أمر غير مشروع ومحرّم، وإنّما النهي في هذه الآية الشريفة إرشاد إلى أنّ الإنسان إذا ترك جهة تفوّقه وطالب بجهات يتفوّق الآخرون عليه فيها، فإنّه لا يصل إلى النتيجة المطلوبة، وجهوده محكومة بالفشل.
وعلى هذا الأساس فإنّ من الممکن اعتبار ما ورد بعد ذلك في الآية الشريفة حيث قال تعالى: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ﴾ نتيجةً للمقدّمة المذكورة في صدر الآية بأن نعتبر معناها أنّه كما ينال الرجال نصيبهم في صورة المضيّ في طريق المواهب والمزايا والتفوّق الذي يتميّزون به، فكذلك الحال بالنسبة إلى النساء حيث لهنّ أن ينلن نصيبهنّ في حال المضيّ في الطريق المتناسب مع اقتضاءات طبعهنّ والذي يملكن التفوّق والتميّز فيه.
والوجه في تمييز الله تعالى وتفضيله كلاً من الرجل والمرأة إزاء الآخر من بعض الجهات هو أنّ ذلك يسبّب تغطية كلّ منهما نقائص الآخر وتلبية حاجاته، وأن تتشابك حياة الزوجين مع بعضهما من مختلف الجهات ـ أي ما تشير إليه الآية الكريمة ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكـُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾[2] ـ وعليه فإنّ الزوجية القائمة بينهما تصبح زوجيّة راسخة يُضمن استمرارها وبقاؤها.
غير أنّ ذلك لا يعني أن يكون خلق الرجل والمرأة تكويناً بحيث تصبح الزوجيّة بينهما أمراً قهريّاً، وإنّما يراد به أنّ الله تعالى جعل في طينتهما المقتضي لهذه الزوجيّة، وأمّا فعليّة هذا الاقتضاء أو عدمها فإنّها بيدهما.