89/02/21
بسم الله الرحمن الرحیم
الکلام فی التخییر بین الاقل والاکثر/الفصل الرابع:فی مقدمة الواجب /المقصد الاول:فی الامر
موضوع: المقصد الاول:فی الامر/الفصل الرابع:فی مقدمة الواجب /الکلام فی التخییر بین الاقل والاکثر
قال صاحب الكفاية (ره):
«بقى الكلام فى انه هل يمكن التخيير عقلا[1] او شرعا بين الاقل و الاكثر أو لا ؟ ربما يقال بانه محال، فان الاقل اذا وجد كان هو الواجب لا محالة ولو كان في ضمن الاكثر لحصول الغرض به و كان الزائد عليه من أجزاء الأكثر زائدا على الواجب لكنه ليس كذلك فانه اذا فرض ان المحصل للغرض فيما اذا وجد الاكثر هو الاكثر لا الاقل الذى في ضمنه بمعنى أن يكون لجميع اجزائه حينئذ دخل في حصوله وان كان الاقل لو لم يكن فى ضمنه كان وافيا به ايضا فلا محيص عن التخيير بينهما ...» [2]
اقول:
بقى الكلام في أنه هل يمكن التخيير عقلا او شرعا بين الاقل و الاكثر ام لا ؟
ربما قيل بعدم امكانه وأنه محال وقوعا وقيل فى وجه الاستحالة ان الاقل اذا وجد كان هو الواجب و حصل الغرض به وسقط الأمر و مع سقوطه لا يقع الاكثر على صفة الوجوب وكان الامر به لغوا فكيف يكون المكلف مخيرا بينهما ففى التخيير بين التسبيحة الواحدة و التسبيحات الثلاث بمجرد الاتيان بالواحدة حصل الغرض الباعث على الأمر بها وسقط الامر الوجوبي المتعلق بها فكيف يقرض ان تقع التسبيحات الثلاث على صفة الوجوب ؟ والأمر بالاكثر يكون لغوا لا يصدر من الحكيم.
جواب صاحب الكفاية (ره):
اجاب صاحب الكفاية عن ا اشكال عدم امكان التخيير بين الاقل و الاكثر بانه يمكن أن يكون الغرض قائما بالاقل بشرط عدم انضمام الأكثر به بان يكون الاقل ماخوذاً بشرط لا عن الاكثر.
فالغرض يترتب على الاقل بشرط عدم انضمام الأكثر ومع أنضمام الاكثر به يترتب الغرض على الأكثر أى المجموع لا على الاقل الذى في ضمنه فيمكن تصوير الاقل بشرط لا و الاكثر بشرط شیء.
و يلاحظ عليه
هذا التصوير خارج عن محل النزاع لان التخيير بين الاقل الماخوذ بشرط لا عن الزيادة و بين الاكثر المشروط بالزيادة ممكن و واقع فى الشرعيات الا انه خارج عن محل الكلام لانه تخيير بين المتبائنين فان التخيير بين الطبيعة بشرط لا و الطبيعة بشرط شيء يكون من قبيل المتبائنين.
و اما اذا لوحظ الاقل لا بشرط كما فيما نحن فيه و هو المراد من مسئلة دوران الأمر بين الاقل و الأكثر فيقال لا يتصور التخيير بينه و بين الاكثر اذ بصرف تحقق الاقل يحصل الغرض و يسقط الأمر ولا يبقى لطلب الاكثر مجال فالتخيير بين الاقل و الاكثر محال.
و تصوير المحقق الخراساني في امكان التخيير بين الاقل و الاكثر بنحو اخذ الأقل بشرط لا و الاكثر بشرط الشيء فهذا في الحقيقة تصور المتبائنين.