الأستاذ السيدجعفر الحکيم
بحث الکلام
35/11/06
بسم الله الرحمن الرحيم
التوحيد
الموضوع: التوحيد
الحديث يقع في الجدول الاول المتضمن للعناوين التي كان اولها مفردة الدين وقبل الشروع في مستوى التعريف والمنشئ لابد من تقديم مقدمة.
ان وسيلة الاثبات هي اداة التواصل والتفاهم ولكن هل يمكن الانطلاق من نقطة مشتركة ومعقولة نراهن فيها على اتفاق الجميع وتكون اسس التواصل المشترك فيما بينهم مالم نقحم اسلوب الوصاية والاقصاء على الاخر؟ وهذا السؤال قائم على ركيزتين اولهما ان التواصل ضرورة لأي سبب كان ثانيهما ان هذا التواصل والذي قلنا انه ضرورة لا يمكن ان نؤمنه من الكثرة بما هي كثرة فلابد من ايجاد جهة واحدة تصلح ان تكون هي اللغة والاداة في عملية التواصل ولا يوجد عندنا بديهية تتفق عليها البشرية ولا معلومة سواء كانت خاطئة او صحيحة تم الاتفاق عليها وان الالفاظ واحدها لا تنفع والمفاهيم وحدها لا تكفي فهل من سبيل مشترك للتواصل؟
الجواب: إذا كنا نبحث عن شيء تتفق عليه البشرية جميعا فهذا لا نصل اليه لان واقع الحال في البشرية لم تحظى بقضية مجمع عليها وانما كان الاختلاف سنة وبالتالي من خط الشروع انقسمت البشرية فيبدو قدرها ان لا اتفاق عام بينها، وإذا أردنا ان نقوم بمحاولة للعثور على هذا الهامش المشترك طرحنا احتمالات وجدناها كلها غير موفقة لإيجاد هذا المشترك المتفق عليه لتواصل البشر فيما بينهم
الاحتمال الاول: هناك فريقان يدخلون بهدنه كل منهما يقبل الثاني على انه اطروحة عليمة غير متفق عليها، فيرجعان الى كونهما اجتماعين منفصلين غير قابلين للتفاهم وان تعايشوا مع بعضهما
الاحتمال الثاني: هناك فريقان أحدهما يدعي ان عنده بداية مشتركة ومنح نفسه مواصفات العلم وصنف الاخر بتصنيفات الا العلم من هنا ظهر لنا فريقين أحدهما يسمى الواقعيون والاخر يسمى السفسطائيون، ولكن من الذي اعطى هذه الوصاية للفريق الواقعي هل فكرته مبنية على اسس منطقية وهل هو منطلق من منهجية ام قوله اعتباطا، انه بمجرد ما يقول عن الاخر وجهة نظر عليمة تستحق المتابعة فقد شكك بواقعيته، لان انتمائه للواقعية يتقوم بتصنيف الاخر بهذه القساوة وهي عدم العلم، فالفريق الواقعي الذي يبني واقعيته على النتيجة ذات الرؤوس الثلاثة وهي وجود واقعي ووجود فكرة وان الفكرة تحكي عن الواقع هذا يتقوم بتصنيف الاخر وهو الشاك او المنكر باي تصنيف عدى التصنيفات العلمية من هنا اتت فكرة الوصاية المعرفية بحيث صنف الاخر بأحسن الاحوال بالقاصر وفي اسوء الاحوال يصنفه بالجنون من هنا نجد العصمة تلابس واقعيتنا وهي التي منحتنا منطق الوصاية وتصنيف الاخر في دائرة خارج دائرة العلم ومشتقاته، واذا اردنا الاحسان للأخر فلابد ان نساعده باستنقاذه.