الأستاذ السيدجعفر الحکيم
بحث الکلام
35/11/03
بسم الله الرحمن الرحيم
التوحيد
الموضوع: التوحيد
مقدمةالنقطة الاولى: الدين بشكل عام ظاهرة قديمة[1] بقدم البشرية، لكنها لم تبقى سلسه وبمناخ خاص بها بحيث تأخذ فرصتها في النمو والتكاثر وبالشكل السليم فقد تعرضت لابتلاءات متعددة واختلطت مقولاتها بمقولات خارجية اجنبية عنها
كالخرافة التي تسربت الى بعض الديانات حتى صارت جزء من مقولاتها، وكالخطأ الذي تورط فيه الباحثون في علوم الدين وهي مشكلة رافقت البشرية من حيث ظهورها، ولم يسلم البحث في المقولات الدينية من الاخطاء التي اخذت موقعيتها في المنظومة الدينية اسوة باي بحث علمي اخر
ومنها استغلال السلطة للدين في عموم مسيرته وتسيسه، والعصبية لدى الاتباع وهي احدى الظواهر التي واجهت الديانات والمتدينين، وكالتخريف الذي قام به من ينتمي الى الدين بأقحام مقولات او بحذف مقولات، وكالطبقية التي رافقت ظهور الدين الى بروز حالة مجتمعية تسودها الطبقية، وكاقصاء الاخر فالبعض تصور له الولاية على الدين بحيث الذي لا يؤمن به لا يستحق الحياة.
ومنها ان الباحثين في علوم الدين لم يتوصلوا الى اتفاقات فكلما حصل تقادم في الزمن وتطور في العلوم نجد ان الاختلاف يكثر في المقولات الدينية واللافت للانتباه ان هذا الاخلاف حصل حتى بين ابناء المنهج الواحد، لترى البشرية مقسمة في انتمائها الديني بشكل كبير ومدهش.
الى جانب ذلك ترى ثورة حصلت متأخرة تسمى ثورة المناهج والتطور الذي حصل في البشرية لم يكن تطور صناعي فقط بل حصل تطور معرفي ايضا ففي لحظة معينة تعرض مناهج متعددة للمعرفة من اقصى اليمين الى اقصى الشمال وهذه المناهج عندها موقف نقدي شديد من العقل ومن النص وهذان يشكلان الجناحين للكلام التقليدي المعني ببناء المقولة الكلامية
وكل الجوانب المتقدمة افرزت مواقف متعددة ومنها الدين فبعض حاول ان يختصره بظاهرة بشرية يفصلها عن السماء والبعض الاخر اراد ان يختصره بانه حاجة بشرية معينة وحاول البعض ان يقلص علاقة الغيب بالدين وان كان قد امن به الا انه يختصر الكثير من مقوماته ويحاول ان يفلسف الدين بالحد الادنى.
ومن الطبيعي لما يأتي احد ويرى كل ما تقدم من الخلافات والاتجاهات فانه يفرز له تنوع عجيب وغريب في الوقت الذي جاء القران الكريم ليثبت حقيقة الدين بانه فطرة ومعناه يسري في عروقنا والمسألة لم تتوقف عند الدين فقط بل سرت الى بعض المقولات من قبيل الذوات المقدسة او الايمان او العقل فكلها يوجد جدل فيها ناشئ من اختلاف التفسير فيها فتحولت الى مناهج ومدارس مختلفة واتباع وبالمحصلة النهائية ترى قضية فطرية كان المفروض ان يتم الاتفاق عليها على الاقل بين طلاب الحقيقة ومن يرفض العصبية او الهوى ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾[2] فلا نتكلم بتلك الفئات بل كلامنا مع من كان ينبغي لهم الاتفاق وهم الذين يبحثون عن الايمان.
ومن هنا نحن معنيون كثيرا بحسب فهمنا ان نوجه عنايتنا الى هذا الموضوع لانه يمثل لنا السعادة الابدية وليس فقط النجاة الاخروي فان الآيات التي تشير الى انه لو كان اجماع على التقوى (أما لو قدمتم من قدم الله وأخرتم من أخر الله، وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم)[3] ومع ذلك ترى البعض يحول هذه الحقيقة العليا مادة الى السلطة او الى الاستبداد فحتما تخلق ردود افعال ومواقف متباينة وبالتالي تخلق هذا التنوع الذي هو اذا لم نحله فانه يزيد في تشويه الدين فلابد من ايجاد شيء مشترك من خلاله الانطلاق لحل الكثير من هذه الخلافات.