« قائمة الدروس
بحث الفقه الأستاذ مسلم الداوري

47/06/16

بسم الله الرحمن الرحیم

 التعقیبات في الصلاة

 

موضوع: التعقیبات في الصلاة

 

اعوذ بالله من الشیطان الرجیم بسم الله الرحمن الرحیم

الحمدلله رب العالمین و الصلاة و السلام علی سیدنا و نبینا حبیب اله العالمین ابوالقاسم المصطفی محمد و آله الطاهرین واللعن علی اعدائهم اجمعین اللهم عجل لولیک الفرج و العافية و النصر

 

مسألة 15: لا يجوز ابتداء السلام للمصلِّي، و كذا سائر التحيّات مثل: صبّحك اللَّه بالخير، أو: مسّاك اللَّه بالخير، أو: في أمان اللَّه، أو: ادخلوها بسلام، إذا قصد مجرّد التحيّة، و أمّا إذا قصد الدُّعاء بالسلامة أو الإصباح أو الإمساء بالخير و نحو ذلك فلا بأس به، و كذا إذا قصد القرآنية من نحو قوله‌ سَلامٌ عَلَيْكُمْ* أو ادْخُلُوها بِسَلامٍ*، و إن كان الغرض منه السلام أو بيان المطلب بأن يكون من باب الداعي على الدُّعاء أو قراءة القرآن.

..........................................................

هذه المسألة من فروع المسألة الثانية عشرة، بأنه إذا أتى بلفظ يصلح لأن يقع دعاءً أو قراءةً، مثل: "صبحك الله بالخير"، و"مساك الله بالخير"، أو "ادخلوها بسلام"، تارةً قصد بها التحية فقط، فلا يجوز لصدق التكلم. وأما إذا قصد بها الدعاء أو القراءة فقط، فيجوز ولا يبطل الصلاة. وكذا إذا كان قصده من التحية أو بيان مطلبه من باب الداعي على الدعاء، والقراءة ، فيحكم بالصحة أيضاً.

وقد ذكر ثلاث صور منها، ولم يذكر صورتين: الأولى: ما إذا كان قصده الدعاء أو القراءة، ورفع صوته للتنبيه، وهذه واضحة كما تقدم. والثالثة: وهي إذا كان قد قصد كليهما، أي الدعاء والتفهيم، أو القراءة والتفهيم. والظاهر عدم ذكرها؛ لأنه مع قصد الدعاء والقراءة لا يخرج عن الدعائية، فيحكم بالصحة وعدم البطلان. بخلاف الذكر؛ فإنه مع قصد التفهيم والمخاطبة لا يصدق عليه الذكر، فيدخل في الكلام ويوجب البطلان.

وأما في الصورة الأولى هنا، فالظاهر عدم الإشكال فيه، ولم يشكل أحد؛ لعدم قصد الدعاء. وأما الصورة الثانية: وهي إذا قصد الدعاء، فأكثر من أشكل في تلك المسألة بأنه مع الخطاب إلى الغير، يدخل في التكلم مع الغير، ولا يصدق عليه المناجاة مع الله سبحانه وتعالى، فالحكم بالصحة مشكل. وكذلك في الصورة الثالثة؛ فإنه وإن كان من جهة الدعاء لا يُقتضى (البطلان)، وأما من جهة التكلم مع الغير فيه يُقتضى البطلان إذا قصدهما. ولكن يمكن أن يقال: مع قصدي الدعاء يكون مصداقاً للمناجاة مع الله تعالى، وهذا المقدار يكفي في الدخول في المستثنى من الكلام الباطل. وكذلك القراءة؛ والأولى من ذلك الصورة الثالثة و لكن لا تتحقق التحية.

وأما في الذكر: إذا كان اللفظ من الألفاظ المختصة بالذكر، مثل: سبحان الله، أو الله أكبر، أو الحمد لله، وأمثالها، فيكفي مع قصد الذكر، لا مع عدم قصد الذكر. وأما إذا لم يكن من الألفاظ المختصة، كـ "حميد"، و"محسن"، و"مؤمن"، و"عزيز"، وأمثال ذلك، فمع قصد التفهيم فقط لا يعد كذلك، وكذلك مع كلا المعنيين.

 

logo