47/05/27
بسم الله الرحمن الرحیم
مبطلات الصلاة
موضوع: مبطلات الصلاة
اعوذ بالله من الشیطان الرجیم بسم الله الرحمن الرحیم
الحمدلله رب العالمین و الصلاة و السلام علی سیدنا و نبینا حبیب اله العالمین ابوالقاسم المصطفی محمد و آله الطاهرین واللعن علی اعدائهم اجمعین اللهم عجل لولیک الفرج و العافية و النصر
مسألة 1: لو تكلّم بحرفين حصل ثانيهما من إشباع حركة الأوّل بطلت. بخلاف ما لو لم يصل الإشباع إلى حد حصول حرف آخر.
..........................................................
الظاهر عدم الفرق في تحقق الحرفين، سواء كان كلا الحرفين أصليين أو أحدهما أصلياً والآخر تبعياً، كما إذا حصل الحرف الثاني من إشباع الحرف الأول. مثل "بِ" فإنه من جهة الإشباع يُسمع "بي" أو عِ يُسمع "عِي" . وطبعاً الإشباع غير المد اللازم أو الجائز في بعض الحروف إذا كان قبلها حروف المد كما ياتي، فالاشباع مثل "ربِ" يُقرأ "ربي" أو "للّهِ" يُقرأ "للّهي" وأمثال ذلك.
فهل أن ذلك موجب للبطلان؟ فبناءً على القول بأن التكلم بحرفين فصاعداً موجب للبطلان مطلقاً - كما قال به جماعة منهم الماتن وصاحب الجواهر والحدائق والمصباح والسيد الاستاذ - فيُحكم بالبطلان. وأما بناءً على أنه إذا كان مستعملاً أو مفهماً للمعنى فيُحكم بالبطلان مقيداً لا مطلقاً، كما تقدم عن جماعة ونحن أيدناه، فالحكم في المسألة يبتني على ما تقدم.
مسألة 2: إذا تكلّم بحرفين من غير تركيب، كأن يقول: (ب ب) مثلًا، ففي كونه مبطلًا أو لا وجهان، و الأحوط الأوّل.
..........................................................
الماتن رحمه الله قال: وجهان، والأحوط الأول أي البطلان بالاحتياط اللازم. ويمكن استظهار البطلان من خلال كلامه في حرف المد إذا تولد منه حرفاً، وعلى ذلك فأكثر المعلقين حكموا بالبطلان كالسيد الإصبهاني والبروجردي والشاهرودي والسيد الحكيم والسيد الكلبيكاني والسيد الاستاذ، وبعضهم بما إذا كان مفهماً، وبعضهم بما إذا حصل الاتصال أي بصوت واحد، كل المحقق كالمحقق النائيني، وبعضهم حكموا بعدم البطلان كالسيد الشيرازي و الراوحاني .
وعلى ما بنيناه أنه إذا كان مفهماً فالأقوى البطلان، وإلا فالأحوط. واعترض السيد الاستاذ على الماتن رحمه الله تعالى بأنه لا وجه لهذا الاحتياط بعد البناء على اعتبار الحرفين في المبطلية، ضرورة عدم صدق التكلم بحرفين في مفروض المسألة بعد عدم تحقق التركيب بينهما، وأن تكرار الحرف الواحد بمجرده لا يوجب البطلان، ولا يصدق عليه الكلام على مبناه، إلا إذا كان ماحياً للصورة. نعم، إذا فرض الوصل بينهما على نحو يتضمن التركيب وعد عرفاً كلاماً واحداً بطل.
والظاهر أن الإشكال في أن الاتصال هل يكفي في صدق التكلم بحرفين أو لا، كما صرح المحقق النائيني رحمه الله بالكفاية، ولذلك حكم الماتن رحمه الله بالاحتياط. فالاتصال غير التركيب.
مسألة 3: إذا تكلّم بحرف واحد غير مفهم للمعنى لكن وصله بإحدى كلمات القراءة أو الأذكار، أبطل من حيث إفساد تلك الكلمة إذا خرجت تلك الكلمة عن حقيقتها.
..........................................................
الظاهر عدم الإشكال في الحكم ووافقه المعلقون أيضا، فإنه بعد أن وصل الحرف الواحد بالقراءة أو الذكر، يخرج عن كونه حرفاً واحدا غير مفهم. فإن كان موجبا لخروج الذكر أو القراءة عن حقيقتها فهو موجب للبطلان، لصدق الزيادة العمدية، بخلاف ما إذا لم يخرج وتكون الكلمة باقية على معناها. وهذا قد يتحقق في الذكر، ولكن في القراءة مشكل كما لا يخفى، فإنه إذا لم تكن مطابقة للقراءة المشهورة فيشكل حينئذ على ما اخترناه.
و اما تعليقة السيد الاستاذ&: على المختار من كفاية الحرف الواحد في الإبطال فالأمر أوضح. فيسأل عن وجه ذلك، لأن المفروض خرج عن كونه حرفا واحدا، فمع تركيبه مع كلمة أخرى كيف يكون أوضح؟