« فهرست دروس
الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق
بحث التفسیر

40/07/04

بسم الله الرحمن الرحيم

ثمرة الاعتقاد بالبداء

موضوع: ثمرة الاعتقاد بالبداء

 

ثمرة الاعتقاد بالبداء[1]

قلنا إن البداء في اللغة عبارة عن الظهور بعد الخفاء والبداء في الاصطلاح عبارة عن الإظهار بعد الإخفاء وهذا يرجع إلى التقدير والقضاء والقدر والمشيئة الإلهية.

ومن هنا قسم القضاء الإلهي إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول القضاء المخزون وهو القضاء الذي لم يطلع رب العالمين عليه أحدا من خلقه واستأثر به لنفسه وهذا القضاء لا يقع فيه البداء وإنما ينشأ البداء من هذا العلم المكنون المخزون.

القسم الثاني هو القضاء المحتوم المدون في اللوح المحفوظ وهو قضاء الله الذي أطلع عليه نبيه أو ملائكته على أنه سيقع حتما ولا ريب في أن هذا القسم لا يقع فيه البداء لأن الله "عز وجل" حاشاه أن يخلف وعده وأن يكذب أنبيائه ورسله وملائكته فالبداء لا يقع في القضاء المحتوم لكن البداء لا ينشأ من القضاء المحتوم الذي هو القسم الثاني وإنما ينشأ من القضاء الأول الذي هو مخزون في علم الله تبارك وتعالى.

القسم الثالث القضاء الموقوف أو القضاء المخروم المدون في لوح المحو والإثبات وهو القضاء الذي اطلع الله "عز وجل" عليه نبيه أو ملائكته بوقوعه في الخارج إلا أنه موقوف على مشيئة الله "عز وجل".

فهذا القضاء يتوقف على أن لا تتعلق مشيئة الله بخلافه هذا القسم الثالث هو الذي يقع فيه البداء.

فيقع الكلام في ثمرة البداء التي تحصل في هذا القسم الثالث.

إذن اتضح أن البداء إنما يقع في خصوص القسم الثالث من القضاء الإلهي وهو القضاء الموقوف المعبر عنه بلوح المحو والإثبات ﴿يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب﴾[2] .

والالتزام بجواز البداء في هذا القسم الثالث لا يلزم منه نسبة الجهل إلى الله تبارك وتعالى وليس في الالتزام بهذا البداء ما ينافي عظمة الله وجلاله "عز وجل" لأن المراد بالبداء الإظهار بعد الإخفاء يعني رب العالمين يظهر مشيئته وحكمه وقضائه بعد أن أخفاه عن عبيده لحكمة وهذا لا يلزم منه نسبة الجهل إلى الله "عز وجل" بخلاف البداء بالمعنى اللغوي الظهور بعد الخفاء يلزم منه الجهل يعني كان الشيء خفيا عليه ثم اتضح له هذا يتم في المخلوقين لا في الخالق تعالى الله عن ذلك علوا كثيرا.

بالتالي يذكر السيد الخوئي "رحمه الله" عدة ثمار أهمها ثلاثة:

الثمرة الأولى القول بالبداء اعتراف صريح بأن العالم تحت سلطان الله وقدرته في كلتا حيثيته، حيثية الحدوث وحيثية البقاء حيثية الابتداء وحيثية الاستمرار إذن إرادة الله "عز وجل" نافذة في الأشياء أزلا وأبدا يعني منذ الأزل وإلى الأبد.

الثمرة الثانية في القول بالبداء يتضح الفارق بين العلم الإلهي وبين علم المخلوقين وشتان بين علم الخالق والمخلوق.

فعلم المخلوقين لا يحيط بما أحاط به علم الله تبارك وتعالى حتى لو كانوا من الأنبياء أو الأوصياء فإن بعضهم وإن كان عالما بتعليم الله إياه لكنه ليس بعالم بجميع عوالم الممكنات.

فإن الذي يحيط ويهيمن على جميع عالم الممكنات هو الله تبارك وتعالى وقد أودع ذلك في علمه المخزون المكنون الذي استأثر به لنفسه.

فإنه لا يعلم أحد بمشيئة الله تبارك وتعالى أن هذا الشيء سيوجد أو لن يوجد إلا إذا أخبره الله "عز وجل" على نحو الحتم وأما إذا أخبره على نحو الوقوع في الخارج فهذا الذي سيقع في الخارج ربما يقع وربما لا يقع لأنه معلق على مشيئة الله تبارك وتعالى فلو أخبره أن فلان سيموت في اليوم الفلاني في هذه الحالة ربما يموت وربما لا يموت ولا بأس بهذه المكاشفة.

يقول أحدهم كنت جالسا في مجلس فدخل رجل كبير السن إلى المجلس ولم يلتفت إليه أحد فوقفت لكوني عزيزا في قومي وقلت أبا فلان تفضل واجلس هنا ففسح له الجميع المكان يقول وكنت لا أعرف من هو كنيته أبو فلان لكي اشعر الحاضرين أن له مكانة وحينما جلس قال له هذا القادم إنما جئت لأجلك أنا ملك الموت جئت لأقبض روحك ولكن بعملك الصالح احترام المؤمنين أطال الله في عمرك فما يدري الإنسان أي عمل من الأعمال قد يطيل في عمره أو قد يقصم أجله.

إذن الأعمال معلقة والآجال والآمال معلقة على مشيئة الله تبارك وتعالى هذه الثمرة الثانية الفرق بين علم الخالق والمخلوق.

الثمرة الثالثة وهي مهمة جدا الاعتقاد بالبداء يوجب الانقطاع إلى الله تبارك وتعالى وطلب الحاجة منه وحده والدعاء والتوسل والتضرع إليه والرواية المشهورة المعروفة على الكثير من الألسن (لا يرد القضاء إلا الدعاء[3] ) فإن المؤمن إذا أنقطع إلى الله كفاه المهمات ووفقه للطاعة وأبعده عن المعصية فإن إنكار البداء هو الالتزام بأن ما جرى به قلم التقدير ثابت لا يتغير كائن لا محاله من دون أي استثناء يلزم منه يأس المعتقد بهذه العقيدة وييأس من إجابة دعائه فإن ما يطلب العبد إذا كان قد جرى به قلم التقدير وإذا كان ثابتا لا محاله لا تكون حينئذ حاجة إلى الدعاء وإلى التوسل.

نعم يتوسل الإنسان ويتضرع إلى الله ويدعو إذا كان يأمل في وجود تغيير وإذا كان يأمل في تغيير المشيئة الإلهية أما إذا يأس الإنسان وأنه عمل أو لم يعمل لم يتغير شيء تصدق أو لم يتصدق لن يتغير شيء لذلك عندنا الكثير من الأعمال توجب التغيير مثلا من يمرض كثيرا الفدية تؤثر كثيرا يعني تذبح ذبيحة وتوزعها على الفقراء (إن الله يحب إراقة الدماء)[4] الصدقة في الرواية (الصدقة تدفع البلاء المبرم)[5] هذا القضاء المحكم الصدقة تؤثر لذلك ورد أنه لا ينفع الميت في قبره ليلة الوحشة ليلة الدفن شيء أفضل من الصدقة.

إذن الثمرة الثالثة أن الإنسان في سائر عباداته وصدقاته ورد عن الأئمة "عليهم السلام" أنها تزيد في العمر وتبارك في الرزق وغير ذلك مما يطلبه العبد أي أن الاعتقاد بالبداء وتغيير المشيئة الإلهية له اثر كبير في انقطاع العبد إلى الله والتذرع إليه والدعاء وهذا سر ما ورد في الروايات الكثيرة من التأكيد على عقيدة البداء والاهتمام بشأنه فقد روى الصدوق في كتاب التوحيد بإسناده عن زرارة عن أحدهما الإمام الباقر أو الصادق "عليهما السلام" قال ما عبد الله "عز وجل" بشيء مثل البداء[6] وفي متن آخر (ما عبد الله "عز وجل" بشيء أفضل من البداء)[7] إما أفضل من البداء أو مثل البداء، يعني كيف الناس تنقطع إلى الله؟ إذا اعتقدوا بأن المشيئة تتغير الاعتقاد بالبداء يعني يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.

وروى الصدوق بإسناده عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله "عليه السلام" قال (ما عظم الله "عز وجل" بمثل البداء) وروى بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله "عليه السلام" قال (ما بعث الله "عز وجل" نبينا حتى يأخذ عليه ثلاث خصال الإقرار بالعبودية لله "عز وجل" وخلع الأنداد، الأنداد يعني الند هو الشريك خلع الأنداد شركاء الله "عز وجل" ليس له شركاء وأن الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء)[8]

والسر في هذا الاهتمام

أن إنكار البداء يشترك في النتيجة مع القول بأن الله "عز وجل" غير قادر على أن يغير ما جرى عليه قلم التقدير وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

إذن يوجد قولان:

القول الأول إنكار البداء

القول الثاني إن الله أصلا غير قادر على تغيير ما جرى عليه قلم التقدير

وكلا هذا القولين نتيجته واحدة وهي يأس العبد من إجابة دعائه ويأس العبد يوجب عدم توجه العبد في طلباته إلى ربه لذلك ورد عندنا في الروايات الكثيرة أكبر الكبائر الشرك بالله وثاني أكبر الكبائر اليأس من روح الله يعني تيأس من رحمة الله، رحمة الله واسعة لذلك كان يقول الحسن البصري العجب كل العجب ممن نجا كيف نجا يعني أمامنا نار رب العالمين حسابه العسير العجب كل العجب ممن نجا كيف نجا، فقال الإمام السجاد "صلوات الله وسلامه عليه" (العجب كل العجب ممن هلك كيف هلك)[9] يعني أمام رحمة الله الواسعة وجناته الواسعة كيف هذا يهلك ويدخلك النار؟ رب العالمين رحمته تسبق غضبه.

خلاصة الثمار الثلاث:

الثمرة الأولى من يعتقد بالبداء يعترف صريحا بأن العالم تحت سلطان الله وهيمنته وعلمه.

النقطة الثانية من يعتقد بالبداء يفرق بين علم الخالق وعلم المخلوق.

النقطة الثالثة من يعتقد بالبداء ينقطع إلى الله في دعائه وتضرعه وحوائجه.

حقيقة البداء عند الشيعة

قلنا إن البداء في اللغة عبارة عن الظهور بعد الخفاء[10] وهذا يستحيل في حق الله لأنه يلزم منه نسبة الجهل إلى الله تبارك وتعالى وأما ما يعتقد به الشيعة فهو الإظهار بعد الإخفاء هذا هو المعنى الاصطلاحي.

سؤال لماذا استخدمتم هذا المصطلح الذي هو في اللغة ظاهره مشكل فلتستخدموا مصطلحا لا يشنع عليكم؟

الجواب استخدام هذه المصطلحات موجود في اللغة العربية بكثرة ويدرس في علم البديع يقال له المجاز المرسل بنحو علاقة المشاكلة ﴿ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين﴾[11] يمكرون يعني يخادعون ويمكر الله يعني الله يخدعهم؟ هنا ويمكر الله يعني الله ينصر المؤمنين، المراد بالمكر هنا نصرة المؤمنين وإبطال خديعة الكافرين والمشركين ﴿ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين﴾ يعني ويمكر الكافرون وينصر الله المؤمنين والله خير الناصرين، فاستخدم رب العالمين لفظة المكر في غير معناها بعلاقة المشاكلة لأنه جاورتها كلمة المكر لذلك في علم البديع يدرسون المجاز المرسل ويدرسون علاقة المجاورة، علاقة المشاكلة في اصطلاح علماء البديع هذا هو تعريفها يقولون المشاكلة ذكر معنى بلفظ غيره لوقوعه في صحبة ذلك الغير وقوعا محققا أو مقدرا ففي الآية الكريمة ﴿ويمكرون ويمكر الله﴾ ذكر رب العالمين معنى نصرة المؤمنين بلفظ غيره بغير لفظة نصرة وإنما بلفظ المكر لوقوع هذه النصرة بصحبة الخديعة هناك صحبة ومقارنة في الوقت الذي يخدعون الله ينصر فإن هناك علاقة مجاورة ومشاكلة.

الآن بالنسبة إلى موطن بحثنا

البداء في اللغة من بدا يبدو ظهر[12] والبداء في اللغة عبارة عن الظهور بعد الخفاء[13] أخذت هذه اللفظة البداء واستخدمت في معنى آخر ليس بمعنى الظهور وإنما بمعنى الإظهار فاستخدمت لفظة البداء في معنى غير معناها فإن معنى البداء في اللغة هو الظهور بعد الخفاء واستخدمت في معنى آخر وهو الإظهار بعد الإخفاء لوقوع الإظهار مصاحبا للظهور فهناك علاقة مشاكلة وهذا من المجاز المرسل وموجود بكثرة في القرآن الكريم وموجود بكثرة في استعمالات العرب لذلك لابد من ملاحظة أساليب العرب في اللغة العربية.

إذن إطلاق لفظ البداء على المعنى الاصطلاحي الإظهار بعد الإخفاء مبني على التنزيل، تنزيل الإظهار بعد الإخفاء بمنزلة الظهور بعد الخفاء يعني استخدم هذا المصطلح اللغوي البداء في المصطلح الاصطلاحي بحكم علاقة المشاكلة ذكر معنى بلفظ غيره لوقوعه في صحبة ذلك المعنى.

وقد يقال إن استخدام البداء بالمشاكلة لم يرد إلا في كلمات الشيعة الإمامية وفي رواياتهم خاصة.ف

يكون الجواب إن هذا ورد في روايات أهل السنة بل ورد في صحيح البخاري.

ذكر البخاري بإسناده عن أبي عمرة إن أبا هريرة حدثه أنه سمع رسول الله "صلى الله عليه وآله" يقول (إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأعمى وأقرع بدا لله "عز وجل" أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص...[14] ) إلى آخر الرواية بدا لله "عز وجل" يعني كان خافيا على الله ثم ظهر له أن يبتليهم أو لا المراد كان مقدرا للأبرص والأعمى والأقرع مشيئة الله كانت موجودة في العلم المخزون لكنه لم يظهرها لهم ثم بعد ذلك أظهرها لهم هنا استخدم البداء بالمصطلح الشيعي وموجودة هذه الرواية في صحيح البخاري بل إن البداء واستعمال البداء بمعنى الإظهار بعد الإخفاء استعمل في القرآن الكريم كقوله تعالى ﴿ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ﴾[15] يعني الآن اكتشف رب العالمين إن المسلمين فيهم ضعف استغفر الله هذا جهل ﴿ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ﴾[16] يعني الله "عز وجل" أراد يعلمكم أن فيكم ضعفا لا تصدقون روحكم تحسبون أنكم شجعان لما امتحنكم اتضح لكم أنكم ضعفاء وأن فيكم ضعفا لذلك خفف عنكم بعد أن اظهر لكم وبعد أن امتحنكم هذا إظهار بعد إخفاء.

وقوله تعالى ﴿لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا﴾[17] لنعلم يعني رب العالمين ما كان يعلم؟ لكن أراد أن يعلمكم أي الحزبين وقوله تعالى ﴿لنبلوهم أيهم أحسن عملا﴾[18] يعني حتى نبين لهم،

وهناك سؤال دائما يتكرر كثير من الناس يقول لماذا الله خلقني لو استشارني أقول له أنا لا أريد الدنيا، الدنيا كلها محن أنا لا أريد أن أعيش، أريد أن أموت ولو رب العالمين ما خلقني أحسن وإذا استشارني لقلت ما أريد المجيء إلى الدنيا اذهب إلى الجنة أما يخلقني وابتلا بالمعاصي واذهب إلى النار هذا كيف يرمي بالناس عدهم هذا السؤال وهذا الإشكال؟

جوابه حتى لو هذه نيتك لو لم يخلقك رب العالمين لصح أن تحتج عليه وتقول لمَ لم توجدني وتختبرني؟ الله رب العالمين يعلم أن هذا الشخص إذا يخلقه يعصي ويذهب إلى النار يعلم إن يزيد وأن شمر بن ذي الجوشن يعصي رب العالمين بقتل الحسين ويذهب إلى النار لكن إذا رب العالمين ما خلق يزيد وما خلق شمر بن ذي الجوشن لأن رب العالمين يعرف بنيتهم هذه لاحتج يزيد والشمر كيف تحاسبني وتدخلني النار من دون أن تمتحنني ومن دون أن تختبرني لذلك لاحظ الآية ﴿لنبلوهم أيهم أحسن عملا﴾. ﴿الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا﴾[19] وما أكثر الروايات من طرق أهل السنة التي تطرقت إلى أن الصدقة والدعاء يغيران القضاء.

أما ما وقع في كلمات المعصومين من الإنباء بالحوادث المستقبلة

فتحقيق الحال فيها:

أن المعصوم إما أن يخبر على نحو وقوعها الحتمي وإما أن يخبر على نحو وقوعها في الخارج.

فإن أخبر على أنها تقع حتما فإنها حتما ستقع لأن الله لا يكذب وعده ورسله ولا يكذب أنبيائه ولا يكذب ملائكته فيكون ما اخبر به النبي والإمام إنما هو القضاء المحتوم لا القضاء المخروم.

وأما إذا أخبر المعصوم على أن شيء يقع في الخارج ولم يشر إلى أنه حتمي أو إذا أخبر على أنه معلق على مشيئة الله تبارك وتعالى ففي هذه الحالة يكون معلقا ولا يكون محكما ومحتوما إلا إذا نصبت قرينة متصلة أو منفصلة تدل على أن هذا القضاء من القضاء المحتوم الذي لا يتغير وأما إذا لم تدل القرينة على ذلك فلا يمكن حمله على أنه من القضاء المحتوم.

روى العياشي عن عمرو بن الحمق الخزاعي "رضوان الله عليه" قال دخلت على أمير المؤمنين "عليه السلام" حين ضرب على قرنه يعني على رأسه فقال لي يا عمرو إني مفارقكم ثم قال سنة السبعين فيها بلاء... فقلت بأبي أنت وأمي قلت إلى السبعين بلاء فهل بعد السبعين رخاء قال نعم يا عمرو إن بعد البلاء رخاء وذكر آية ﴿يمحو الله ما يشاء﴾[20] يعني إذا شاء الله أن لا يتغير هذا الحكم.

عمرو بن حمق الخزاعي حاصره معاوية وطلب منه البراءة من أمير المؤمنين ولم يتبرأ أمر بضرب عنقه ولده وأصحابه قال له نقدم قتلك أم قتل ولدك قال اضرب عنق ولدي أمامي قال لماذا؟ قال إني أخشى أن يرى حرارة السيف على رقبتي فيتبرأ من ولاية علي بن أبي طالب ولكن أضرب عنقه أمامي لأمرين أولا لكي اطمئن أنه رحل من الدنيا على ولاية أمير المؤمنين وثانيا لكي أأجر بقتلي وبتحمل مقتل ولدي. رجال أعاظم أشاوس.

هذا تمام الكلام في بحث البداء في التكوين.

أصول التفسير يأتي عليها الكلام.

 


logo