40/04/16
أحاديث جمع القرآن
موضوع: أحاديث جمع القرآن
أحاديث جمع القرآن[1]
وصلنا إلى بحث فكرة عن جمع القرآن وهو يتطرق إلى الشبهة الرابعة حول تحريف القرآن الكريم والتي مفادها إن الذي جمع القرآن ليس بمعصوم وعادة يوجد خطأ بشري. فمن يجمع ديوان شعر لشاعر أو مقالات ومؤلفات مؤلف قد لا يعثر أو ينسى أو يغفل عن بعض مؤلفات المؤلف ولا يدونها ضمن مؤلفاته.
والروايات الواردة عند أهل السنة والعامة مفادها إن القرآن قد جمع بعد عصر النبي "صلى الله عليه وآله" بعضها يدل على أن القرآن قد جمع في عهد أبي بكر وبعضها يدل على أنه قد جمع في عهد عمر وبعضها يدل على أنه قد جمع في عهد عثمان ولم يدعي احد العصمة لهؤلاء الثلاثة فتستحكم شبهة تحريف القرآن بالنقيصة.
السيد الخوئي "رحمه الله" تطرق إلى اثنين وعشرين رواية من الروايات:
الرواية الأولى والثانية ذكرهما البخاري في صحيحه بقيت الروايات مذكورة في كنز العمال للمتقي الهندي وأيضا في منتخب كنز العمال المذكور بهامش مسند احمد بن حنبل وكذلك أيضا ذكرت هذه الروايات في هكذا كتاب كنز العمال وهو من اكبر كتب الحديث عند العامة وأيضا مذكورة في منتخب كنز العمال الملحق بمسند احمد بن حنبل.
نقرأ الروايات الاثنين والعشرين ثم بعد ذلك السيد الخوئي يناقش فيها ست مناقشات، المناقشة الأولى مفادها إن هذه الروايات متناقضة نحن نقرأ بعض هذه الروايات ثم ننتقل إلى النقطة الأولى.
أحاديث جمع القرآن
روى زيد بن ثابت قال أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة يعني عند مقتل أهل اليمامة في واقعة اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن يعني ازداد بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن يعني بالمواقع المختلفة الغزوات وغيرها فيذهب كثير من القرآن وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن قلت لعمر كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله قال عمر هذا والله خير فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك إذن هذه الرواية تدل على الذي بادر هو عمر حتى اقنع أبا بكر ورأيت في ذلك الذي رأى فيه عمر قال زيد قال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله "صلى الله عليه وآله" فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني من جمع القرآن قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله "صلى الله عليه وآله" قال هو والله خير هذا كلام أبو بكر فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن اجمعه من العصب واللخاء وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع احد غيره ﴿لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عمدتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا اله هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم﴾ حتى خاتمة براءة فكانت يعني إلى نهاية سورة البراءة فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر. [2]
هذه الرواية تدل على أن الذي بادر إلى زيد بن ثابت هو أبو بكر هناك رواية ستأتي بالعكس زيد بن ثابت هو الذي بادر وطرح الموضوع على أبي بكر.
هذه الرواية تدل على أن آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري روايات التي بعدها تشير إن الذي كانت عند هذه هو خزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين وهما شخصان مختلفان أبو خزيمة الأنصاري خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين.
ومعروف لماذا سمي بذي الشهادتين النبي "صلى الله عليه وآله" كان في المسجد وجاء أعرابي وباعه الجمل النبي دفع له النقود خرج هذا الأعرابي. التقوه المنافقين قالوا له هل كان هناك شهود على البيع قال لا قال إذا خرج محمد وأراد أن يأخذ البعير قل له أين الشهود لم أبعك إياه خرج النبي "صلى الله عليه وآله" يريد البعير.
قال الأعرابي يا محمد لم أبعك قال للتو بعتني في المسجد قال لا يوجد شهود ألك شهود؟ فقال خزيمة بن ثابت أنا اشهد يا رسول الله فقال النبي يا خزيمة كيف تشهد ولم تشهد قال يا رسول الله صدقناك في أعظم من هذا صدقناك في دعوى النبوة وأنك تتلقى الوحي من الله ولا نصدقك في شراء البعير فقال قم يا خزيمة فإن الله قد جعل شهادتك بشهادتين فسمي بخزيمة ذو الشهادتين بعد يكفي أن يشهد لوحده ما يحتاج شاهدين.[3]
الرواية الثانية وروى بن شهاب أن أنس بن مالك حدثه إن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فافزى حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرست بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة يعني غير زيد بن ثابت وهم عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص سعيد بن العاص بني أمية وهو من قريش وعبد الله بن الحارث بن هشام وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة يعني جماعة الثلاثة من قريش إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسفوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوه وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.[4]
هذه الرواية دلت على أن عثمان وحد المصاحف على أساس مصحف حفصة روايات أخر تدل على أن عثمان جمع القرآن إذا جاء الرجل بشاهدين هذا خالف هذه الرواية لم يأخذ شهود اعتمد على قرآن حفصة.
قال ابن شهاب واخبرني خالد بن زيد بن ثابت سمع زيد بن ثابت قال فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت اسمع رسول الله "صلى الله عليه وآله" يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري خزيمة بن ثابت الأنصاري هذا ذو الشهادتين هذا يختلف عن في الرواية الأولى مع أبي خزيمة الأنصاري أبو خزيمة الأنصاري يختلف عن خزيمة بن ثابت الأنصاري (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) فألحقناها في سورتها في المصحف[5]
إذن هذه تدل الرواية على أنه أيضا كان نقيصة في المصحف حتى وجدوا هذه الآية عند خزيمة أو أبي خزيمة.
ثالث وروى ابن أبي شيبة بإسناده عن علي "عليه السلام" قال (أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر إن أبا بكر أول من جمع ما بين اللوحين)[6] صريحة أول من جمعه.
رواية رابعة وروى بن شهاب عن سالم بن عبد الله وخارجة إن أبا بكر الصديق كان جمع القرآن في قراطيس وكان قد سأل زيد بن ثابت النظر في ذلك فأبى حتى استعان عليه بعمر ففعل فكانت الكتب عند أبي بكر حتى توفي ثم عند عمر حتى توفي ثم كانت عند حفصة زوج النبي فأرسل إليها عثمان فأبت أن تدفعها حتى عاهدها ليردنها إليها فبعث بها إليه فنسخ عثمان هذه المصاحف ثم ردها إليها فلم تزل عندها.[7]
الرواية الخامسة وروى هشام بن عروة عن أبيه قال لما قتل أهل اليمامة المراد يعني الأربعمائة صحابي الذين قتلوا في واقعة اليمامة أمر أبو بكر عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت فقال أجلسا على باب المسجد إذن هذه تدل على أن الذي تصدى للكتابة اثنان عمر وزيد بخلاف الروايات السابقة الذي تصدى للكتابة واحد وهو زيد بن ثابت فلا يأتينكما احد بشيء من القرآن تنكرانه يشهد عليه رجلان إلا أثبتماه وذلك لأنه قتل باليمامة ناس من أصحاب رسول الله "صلى الله عليه وآله" قد جمعوا القرآن.[8]
الرواية السادسة وروى محمد بن سيرين قال قتل عمر ولم يجمع القرآن[9] هذا تعارض كل الروايات المتقدمة يعني لم يجمع على عهد أبي بكر ولم يجمع على عهد عمر.
الرواية السابعة وروى الحسن أن عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب الله فقيل كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة فقال إنا لله وأمر بالقرآن فجمع فكان أول من جمعه في المصحف[10] هذه تتعارض مع الرواية الثالثة إن أبا بكر أول من جمع ما بين اللوحين الرواية السابعة تدل على أن عمر أول من جمع ما بين اللوحين.
الرواية الثامنة وروى يحيى بن عبد الرحمن بن حبط قال أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس وقال من كان تلقى من رسول الله شيئا من القرآن فليأتنا به وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعصب وكان لا يقبل من احد شيئا حتى يشهد شهيدان فقتل وهو يجمع ذلك إليه يعني عمر لم يكمل جمع القرآن فقام عثمان فقال من كان عنده من كتاب الله شيء فليأتنا به وكان لا يقبل من ذلك شيء حتى يشهد عليه شهيدان إذن هذا يخالف أنه جمع القرآن وفقا لقرآن حفصة فجاءه خزيمة بن ثابت وقال إني قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما قالوا ما هما قال تلقيت من رسول الله "صلى الله عليه وآله" (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم) هنا جاء خزيمة بن ثابت هذه مخالفة للرواية الأولى وموافقة للرواية الثانية إلى آخر السورة فقال عثمان وأنا اشهد أنهما من عند الله فأين ترى أن نجعلهما قال اختم بها آخر ما نزل من القرآن فختمت بهما براءة[11] إذن هنا شهد مع خزيمة عثمان ستأتي رواية إن الذي شهد معه عمر.
إلى هنا من هو أول من جمع القرآن؟
الرواية الأولى تقول أول من جمع القرآن أبو بكر عندنا رواية تقول إن عمر هو أول من جمع القرآن الرواية سبعة عمر من جمع القرآن هذه الرواية الثامنة عثمان أول من جمع القرآن فمن هو أول من جمع القرآن النبي "صلى الله عليه وآله" ثم علي كما سيأتي.
الرواية التاسعة وروى عبيد بن عمير قال كان عمر لا يثبت آية في المصحف حتى يشهد رجلان فجاءه رجل من الأنصار بهاتين الآيتين (لقد جاءكم رسول من أنفسكم إلى آخرها) فقال عمر لا أسألك عليها بينة أبدا كذلك كان رسول الله[12] إذن عمر ضم صوته لصوت الأنصاري.
الرواية العاشرة وروى سليمان بن أرقم عن الحسن بن سيرين وابن شهاب الزهري قالوا لما أسرع القتل بقراء القرآن يوم اليمامة قتل منهم يومئذ أربعمائة رجل لقي زيد بن ثابت عمر بن الخطاب فقال له إن هذا القرآن هو الجامع لديننا إذن من الذي بادر؟ زيد بن ثابت بادر إلى عمر وعمر ذهب إلى أبي بكر وأبو بكر قال أشاور المسلمين هذه الرواية مخالفة لما تقدم فقال إن هذا القرآن هو الجامع لديننا فإن ذهب القرآن ذهب ديننا وقد عزمت على أن اجمع القرآن في كتاب لم يتلقى أمرا لا من أبي بكر ولا من عمر فقال له يعني عمر انتظر حتى اسأل أبا بكر فمضيا إلى أبي بكر فاخبراه بذلك فقال لا تعجل حتى أشاور المسلمين ثم قام خطيبا بالناس فاخبرهم بذلك فقالوا أصبت فجمعوا القرآن فأمر أبو بكر مناديا فنادى بالناس من كان عنده شيء من القرآن فليجئ به.[13]
الرواية الحادية عشر رواها خزيمة بن ثابت قال جئت بهذه الآية لقد جاءكم رسول من أنفسكم إلى عمر بن خطاب وإلى زيد بن ثابت فقال زيد من يشهد معك قلت لا والله ما ادري فقال عمر أنا اشهد معه ذلك.[14]
الرواية الثانية عشر وروى أبو إسحاق عن بعض أصحابه قال لما جمع عمر بن الخطاب المصحف سأل من أعرب الناس قيل سعيد بن العاص قال من اكتب الناس فقيل زيد بن ثابت قال فليمل سعيد وليكتب زيد فكتبوا مصاحف أربعة فأنفذ مصحفا منها إلى الكوفة ومصحفا إلى البصرة ومصحفا إلى الشام ومصحفا إلى الحجاز[15] ومصحف المدينة يقال له المصحف الأم.
الرواية الثالثة عشر وروى عبد الله بن فضالة قال لما أراد عمر أن يكتب الإمام يعني أن يكتب مصحف الإمام والأساس الأصل مصحف المدينة اقعد له نفرا من أصحابه وقال إذا اختلفتم في اللغة فاكتبوها بلغة مضر فإن القرآن نزل على رجل من مضر[16] لأن قريش جزء من مضر.
الرواية الرابعة عشر وروى أبو قلابة قال لما كان في خلافة عثمان جعل المعلم يعلم قراءة الرجل والمعلم يعلم قراءة الرجل يعني كل أستاذ قراءة يعلم غلمانه فاختلفوا تلامذة القارئ الأول مع تلامذة القارئ الثاني فجعل الغلمان يلتقون ويختلفون حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين قراء القرآن حتى كفر بعضهم بقراءة بعض فبلغ ذلك عثمان فقام خطيبا وقال أنتم عندي تختلفون وتلحنون فمن نأي عني من الأمصار اشد اختلافا واشد لحنا فاجتمعوا يا أصحاب محمد فاكتبوا للناس إماما قال أبو قلابة فحدثني مالك بن انس قال أبو بكر بن أبي داود هذا مالك بن انس جد مالك بن انس يعني مالك بن انس بعدين انس بن مالك صاحب رسول الله بعدين مالك بن انس الذي هو مالك بن انس معاصر الإمام الصادق "عليه السلام" الذي يقول ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر بأفضل من جعفر بن محمد علما وعملا وتعبدا، قال كنت فيمن أملي عليهم مالك بن انس فربما اختلفوا في الآية فيذكرون الرجل قد تلقاها من رسول الله ولعله أن يكون غائبا أو في بعض البوادي فيكتبون ما قبلها وما بعدها يعني يكتبون ما قبل الآية وما بعد الآية، الآية التي حافظيها خارج المدينة ينتظرونه إلى أن يأتي ويدعون موضعها حتى يجيء أو يرسل إليه فلما فرغ من المصحف كتب إلى أهل الأمصار إني قد صنعت كذا وصنعت كذا ومحوت ما عندي فامحوا ما عندكم[17] الروايات السابقة كلها تدل على أن المصحف الذي كتب كامل أكمل بما جاء به خزيمة هذه الرواية تقول إنه لا تعرض إلى المحو أن اثبتوا فيه أشياء وبعدين عثمان يمسحها ويرسلها إلى الأمصار امسحوها.
الرواية الخامسة عشر وروى مصعب بن سعد قال قام عثمان يخطب الناس فقال أيها الناس عهدكم بنبيكم منذ ثلاثة عشرة[18] لأن أبا بكر حكم سنتين وعمر عشر وعثمان ثلاثة عشر يعني عثمان جاء في السنة الثالثة عشر لأن عمر عشر واشويه وأبو بكر سنتين وقليل مجموعة حكم الأول والثاني ثلاثة عشر سنة وعثمان حكم أثنى عشر سنة المجموع خمسة عشرين سنة أقصي أمير المؤمنين "عليه السلام" عن الخلافة.
قام عثمان يخطب الناس قال أيها الناس عهدكم بنبيكم منذ ثلاثة عشرة وانتم تمترون في القرآن تقولون قراءة أبي وقراءة عبد الله أبي يعني أبي بن كعب وعبد الله يعني عبد الله بن مسعود يقول الرجل والله ما تقيم قراءتك فاعزم على كل رجل منكم كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم الجلد فيه القرآن حتى جمع من ذلك كثرة ثم دخل عثمان ودعاهم رجلا رجلا فناشدهم هل سمعت رسول الله "صلى الله عليه وآله" وهو أمله عليك يعني النبي أملا عليك هذا الكلام فيقول نعم فلما فرغ من ذلك عثمان قال من اكتب الناس قالوا كاتب رسول الله زيد بن ثابت، ليس كاتب رسول الله علي بن أبي طالب كاتب رسول الله زيد بن ثابت وما اختاروا زيد بن ثابت إلا لموقفه من أهل البيت ومن ولاية علي بن أبي طالب قال فأي الناس أعرب قالوا سعيد بن العاص قال عثمان فليمل سعيد وليكتب زيد فكتب زيد وكتب مصاحف ففرقها في الناس فسمعت بعض أصحاب محمد "صلى الله عليه وآله" يقول قد أحسن. [19]
ستأتي في نفس روايات العامة إن القرآن كان مجموع على عهد النبي وأن الذي جمعه أربعة وهؤلاء الأربعة من الموالين لأهل البيت أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود الذي حضر دفن الزهراء ورفس عثمان في صدره وانكسر ضلعه ومات هؤلاء أقصوا عن هذا المشروع.
الرواية السادسة عشر وروى أبو المليح قال قال عثمان بن عفان حين أراد أن يكتب المصحف تملي هزيل وتكتب ثقيف هذه هزيل وثقيف قبائل.[20]
الرواية السابعة عشر وروى عبد الأعلى بن عبد الله بن عبد الله بن عامر القرشي قال لما فرغ من المصحف أتى به عثمان فنظر فيه فقال قد أحسنتم وأجملتم أرى شيء من لحم ستقيمه العرب بألسنتها[21] يعني روايات السابقة يستفاد منها أنه تام الآن يستفاد منه أنه غير تام.
الرواية الثامنة عشر وروى عكرمة قال لما أتى عثمان بالمصحف رأى فيه شيئا من اللحم قال لو كان المملي من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد هذا[22] هذه تتنافى مع رواية ستة عشر قال تملي هذيل وتكتب ثقيف.
الرواية التاسعة عشر وروى عطا أن عثمان بن عفان لما نسخ القرآن في المصاحف أرسل إلى أبي بن كعب فكان يملي على زيد بن ثابت وزيد يكتب ومعه سعيد بن العاص يعربه فهذا المصحف على قراءة أبي وزيد[23]
وروى مجاهد جاء إلى النبي "صلى الله عليه وآله" قال يا رسول الله إني اكتب كل ما تقول فقالوا لي يا عبد الله كيف تكتب كل ما يقول ومحمد بشر يقول في الرضا والغضب فبان الانزعاج على وجه النبي "صلى الله عليه وآله" وفتح فمه المبارك وأشار إليه وقال (اكتب يا عبد الله فوالله ما خرج من في إلى الحق) كانوا يمنعون تدوين سنة النبي "صلى الله عليه وآله" بحجة أنه لا يختلط بالقرآن وإنما لغرض سياسي لمنع الروايات الدالة على ولاية علي بن أبي طالب وأحقية أهل البيت.
الرواية العشرون وروى مجاهد إن عثمان أمر أبي بن كعب يملي ويكتب زيد بن ثابت ويعربه سعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث الأسماء مختلفة هنا زيد عبد الرحمن بن الحارث.[24]
الرواية الحادية والعشرون وروى زيد بن ثابت لما كتبنا المصاحف فقدت آية كنت اسمعها من رسول الله "صلى الله عليه وآله" فوجدتها عند خزيمة بن ثابت (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه إلى قوله وما بدلوا تبديلا) وكان خزيمة يدعى ذو الشهادتين أجاز رسول الله "صلى الله عليه وآله" شهادته بشهادة رجلين[25] .
الرواية الثانية والعشرون وقد اخرج ابن اشتة عن الليث بن سعد قال أول من جمع القرآن أبو بكر وكتبه زيد وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب آية إلا بشهادة عدليين وإن آخر سورة براءة لم توجد إلا مع أبي خزيمة بن ثابت هنا أبي خزيمة فقال اكتبوها فإن رسول الله "صلى الله عليه وآله" جعل شهادته بشهادة رجلين الرسول جعل شهادة خزيمة وليس أبا خزيمة فكتب وإن عمر آتى بآية فلم نكتبها لأنه كان وحده.[26]
هذه أهم الروايات التي وردت في كيفية جمع القرآن وهي أخبار آحاد وليست متواترة فلا تفيد العلم.
وهي مخدوشة من عدة جهات:
الجهة الأولى
السيد الخوئي يقول الجهة الأولى هذه الروايات متناقضة في أنفسها فلا يمكن الاعتماد عليها ويشير إلى هذه المتناقضات بالأسئلة يسأل ويجاوب بمقتضى الرواية الأولى كذا بمقتضى الرواية الأخرى كذا.
السؤال الأول متى جمع القرآن في المصحف؟
ظاهر الرواية الثانية أن الجمع كان في زمن عثمان وصريح الروايات الأولى والثالثة والرابعة وظاهر البعض أنه كان في زمان أبي بكر وصريح الروايتين السابعة والثانية عشر أنه كان في زمن عمر.
السؤال الثاني من تصدى لجمع القرآن زمن أبي بكر؟
تقول الروايتان الأولى والثانية والعشرون أن المتصدي لذلك هو زيد بن ثابت هو الذي بادر وتقول الرواية الرابعة أنه أبو بكر نفسه وإنما طلب من زيد أن ينظر فيما جمعه من الكتب وتقول الرواية الخامسة ويظهر من غيرها أيضا أن المتصدي هو زيد وعمر.
السؤال الثالث هل فوض لزيد جمع القرآن؟
يظهر من الرواية الأولى أن أبا بكر قد فوض إليه ذلك بل هو صريحها فإن قوله لزيد إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب لوحدك رسول الله "صلى الله عليه وآله" فتتبع القرآن واجمعه صريح في التفويض لزيد وتقول الرواية الخامسة وغيرها إن الكتاب إنما كانت بشهادة شاهدين حتى أن عمر جاء بآية رجم فلم تقبل منه فلا يوجد تفويض لزيد.
السؤال الرابع هل بقي من الآيات ما لم يدون إلى زمان عثمان؟
ظاهر كثير من الروايات بل صريحها أنه لم يبقى شيء من ذلك وصريح الرواية الثانية بقاء شيء من الآيات لم يدون إلى زمان عثمان.
السؤال الخامس هل نقص عثمان شيئا مما كان مدون قبله؟
ظاهر كثير من الروايات بل صريحها أيضا أن عثمان لم ينص مما كان مدونا قبله وصريح الرواية الرابعة عشر أنه محا شيئا مما دون قبله وأمر المسلمين بمحو ما محاه.
السؤال السادس من أي مصدر جمع عثمان المصحف؟
صريح الروايتين الثانية والرابعة إن الذي اعتمد عليه في جمعه هي الصحف التي جمعها أبو بكر وصريح الروايات الثامنة والرابعة عشرة والخامسة عشرة أن عثمان جمعه بشهادة شاهدين وبإخبار من سمع الآية من رسول الله.
السؤال السابع من الذي طلب من أبي بكر جمع القرآن؟
تقول الرواية الأولى إن الذي طلب ذلك منه هو عمر وأن أبا بكر إنما أجابه بعد الامتناع فأرسل إلى زيد وطلب منه ذلك فأجابه بعد الامتناع وتقول الرواية العاشرة إن زيد وعمر طلبا ذلك من أبي بكر فأجابهما بعد مشاورة المسلمين.
السؤال الثامن من جمع مصحف الإمام مصحف أهل المدينة الحجاز وأرسل منه نسخا إلى البلاد؟
صريح الرواية الثانية أنه كان عثمان وصريح الرواية الثانية عشر أنه كان عمر.
السؤال التاسع متى ألحقت الآيتان بآخر سورة براءة؟
صريح الروايات الأولى والحادية عشر والثانية والعشرين إن إلحاقهما كان في زمان أبي بكر وصريح الرواية الثامنة وظاهر غيرها أنه كان في عهد عمر.
السؤال العاشر من أتى بهاتين الآيتين؟
صريح الروايتين الأولى والثانية والعشرين أنه كان أبا خزيمة وصريح الروايتين الثامنة والحادية عشرة أنه كان خزيمة بن ثابت وهما رجلان ليس بينهما نسبة أصلا على ما ذكره ابن عبد البر الأندلسي في الاستيعاب ما نقل عنه تفسير القرطبي.
السؤال الحادي عشر بماذا ثبت أنهما من القرآن؟
بشهادة الواحد على ما هو ظاهر الرواية الأولى وصريح الروايتين التاسعة والثانية والعشرين وبشهادة عثمان معه يعني تلك الروايات اكتفوا برواية خزيمة، رواية أخرى شهد معه عثمان على ما هو صريح الرواية الثامنة، الأخرى شهادة عمر معه على ما هو صريح الرواية الحادية عشر.
السؤال أثنى عشر من عينه عثمان لكتابة القرآن وإملائه؟
صريح الرواية الثانية أن عثمان عين في الكتابة زيدا وابن الزبير وسعيد وعبد الرحمن بن الحارث وصريح الرواية الخامسة عشر أنه عين زيدا للكتابة وسعيدا للإملاء وصريح الرواية السادسة عشر أنه عين ثقيفا للكتابة وهذيلا للإملاء وصريح الرواية الثامنة عشر أن الكاتب لم يكن من ثقيف وأن المملي لم يكن من هذيل وصريح الرواية التاسعة عشر أن المملي كان أبي بن كعب وأن سعيدا كان يعرف ما كتبه زيد وهذا أيضا صريح الرواية العشرين بزيادة عبد الرحمن بن الحرث الإعراب.
أثنى عشر سؤال يسأله السيد الخوئي أجوبته متناقضة في الروايات الاثنتي والعشرين.
النقطة الثانية تعارض روايات الجمع يأتي عليها الكلام.