« فهرست دروس
الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق
بحث التفسیر

40/03/13

بسم الله الرحمن الرحيم

وجوه الأحرف السبعة – وجوه المتقاربة

موضوع: وجوه الأحرف السبعة – وجوه المتقاربة

 

وجوه الأحرف السبعة [1]

ذكر علماء أهل السنة وجوها في توجيه الروايات الدالة على نزول القرآن على سبعة أحرف وقد ذكروا وجوها كثيرة أبرزها عشرة وجوه تطرق إليها السيد أبو القاسم الخوئي “رحمه الله” وقد تطرق السيد الخوئي إليها مقربا الاستدلال عليها ثم ناقشها.

الوجه الأول المعاني المتقاربة

وتوضيح الوجه الأول وبحثه سيكون في أربع نقاط:

النقطة الأولى في بيان المراد من الوجه الأول

النقطة الثانية في بيان مدرك المسألة والاستدلال عليها

النقطة الثالثة مناقشة هذه الأدلة

النقطة الرابعة والأخيرة النتائج المترتبة على هذه المناقشة

أما النقطة الأولى

وهي المراد بالمعاني المتقاربة فيقال:

إن المراد من السبعة أوجه هي معاني سبعة متقاربة بألفاظ مختلفة كما لو استبدلت لفظ عجل بلفظ أسرع أسعى وقد كانت هذه الأحرف السبعة متداولة وباقية إلى زمن عثمان بن عفان فحصرها عثمان بن عفان في حرف واحد حينما كتب القرآن بالرسم العثماني وأمر بإحراق بقية المصاحف التي كانت على غير هذا الحرف الواحد فاحرق بقية الحروف الستة واختار هذا الوجه الطبري في تفسيره وجماعة كما ذكر القرطبي في تفسيره الجامعة لإحكام القرآن أن هذا الرأي هو مختار أكثر أهل العلم وكذلك قال به أبو عمر ابن عبد البر واستدلوا على ذلك وهذه هي النقطة الثانية بيان مدرك المسألة والاستدلال عليها.

استدلوا على ذلك بعدة روايات رويت عند العامة وأهل السنة ذكر السيد الخوئي “رحمه الله” منها ثمان روايات:

الرواية الأولى ما تقدم عن ابن أبي بكرى وهي الرواية رقم 4 صفحة 173 عن أبي بكرى عن أبيه قال (قال رسول الله “صلى الله عليه وآله” قال جبرائيل اقرأ القرآن على حرف وقال ميكائيل استزده فقال على حرفين حتى بلغ ستة أو سبعة أحرف والشك من أبو كريب فقال كلها شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب كقولك هلم وتعال إلى آخر المفردات السبعة التي في معنى تعال) [2] .

الرواية الثانية هي رواية أبي داود وهي رواية رقم أحد عشر صفحة 176 وأخرج القرطبي عن أبي داود عن أبي قال (قال رسول الله “صلى الله عليه وآله” يا أبي إني قرأت القرآن فقيل لي على حرف أو حرفين فقال الملك الذي معي قل على حرفين فقيل لي على حرفين أو ثلاثة فقال الملك الذي معي قل على ثلاثة حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال ليس منها إلا شاف كاف إن قلت سميعا عليما عزيزا حكيما ما لم تخلط آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب) [3] ومضمونها تقريبا نفس مضمون الرواية المتقدمة رواية أبي بكرى رقم أربعة.

الرواية الثالثة حينما أشار السيد الخوئي “رحمه الله” قال واستدلوا على ذلك برواية أبي بكرى وأبي داود وغيرهما مما تقدم غيرهما هي الرواية رقم 9 يعني الروايات التي ذكرت المفردات المترادفة الرواية رقم 9 صفحة 175 واخرج عن عبيد بن أسباط بإسناده عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال (قال رسول الله “صلى الله عليه وآله” انزل القرآن على سبعة أحرف عليم حكيم غفور رحيم) [4] وأضف حليم إلى آخره.

الرواية الرابعة هي رواية يونس بإسناده عن ابن شهاب قال اخبرني سعيد بن المسيب أن الذي ذكر الله تعالى ذكره إنما يعلمه بشر خلاصة هذه الرواية قبل أن نقرأها إن النبي “صلى الله عليه وآله” كان يوحى إليه فيملي إلى الكاتب فإذا انشغل الكاتب بالكتابة وأخذ مدة النبي “صلى الله عليه وآله” يرجع إلى الوحي وينشغل بالوحي وبعد أن يفرغ من الوحي يلتفت مرة أخرى إلى الكاتب فيقول له ماذا كتبت فيقول غفور حليم رءوف رحيم فيكون الكاتب قد كتب من عنده ثم إن النبي “صلى الله عليه وآله” كان يمضيه يقول هذا يكفي ثم افتتن هذا الكاتب قال النبي إنما يمضي ما اكتبه أنا فأخذ يكتب من عنده أفتتن بإمضاء النبي “صلى الله عليه وآله” له فيما سبق وهذا المضمون غريب عجيب وأتصور إن أي مسلم يقرأ هذه الرواية لا يتقبلها خصوصا إنها تتنافى مع قوله "عز من قائل" ﴿قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي﴾[5] النبي “صلى الله عليه وآله” ليس له خيار أن يبدل كلمة بدال كلمة بنص القرآن فكيف يمضي ما كتبه الآخرون هذا مضمون الرواية.

اخبرني سعيد بن المسيب أن الذي ذكر الله تعالى ذكره إنما يعلمه بشر إنما افتتن أنه كان يكتب الوحي فكان يملي عليه رسول الله “صلى الله عليه وآله” سميع عليم أو عزيز حكيم وغير ذلك من خواتم الآي ثم يشتغل عنه رسول الله “صلى الله عليه وآله” وهو على الوحي فيستفهم رسول الله “صلى الله عليه وآله” فيقول أعزيز حكيم أو سميع عليم أو عزيز عليم فيقول له رسول الله “صلى الله عليه وآله” أي ذلك كتبت فهو كذلك ففتنه ذلك يعني أمضاء النبي لما كتبه فقال إن محمدا أوكل ذلك إلي فأكتب ما شئت.

الرواية الخامسة واستدلوا أيضا بقراءة أنس ﴿إن ناشئة الليل هي اشد وطئا أصوب قيلا﴾[6] فقال له بعض القوم يا أبا حمزة إنما هي وأقوم قيلا فقال أقوم وأصوب وأهدى واحد وبقراءة ابن مسعود إن كانت إلا زقية واحدة والآية الكريمة وردت مرتين في سورة يس ﴿إن كانت إلا صيحة واحدة﴾[7] .[8]

الرواية السادسة وبما رواه الطبري عن محمد بن بشار وأبي السائب بإسنادهما عن همام أن أبا الدرداء كان يقرأ رجلا كان يعلمه القرآن تعبه هذا الرجل إن شجرة الزقوم طعام الأثيم قال فجعل الرجل يقول إن شجرة الزقوم طعام اليتيم قال فلما أكثر عليه أبو الدرداء فرآه لا يفهم قال إن شجرة الزقوم طعام الفاجر فجاء بمفردة يفهمها وهي الفاجر.

الرواية الثامنة واستدلوا أيضا على ذلك بما تقدم من الروايات الدالة على التوسعة ما لم تختم آية رحمة بعذاب أو آية عذاب برحمة وهي روايتان فيصر الرواية السابعة والرواية الثامنة إذا نراجع رقمهم رقم 5 ورقم 8 رقم 5 صفحة 173 (قرأ رجل عند عمر بن الخطاب فغير علي قال لقد قرأت على رسول الله “صلى الله عليه وآله” فلم يغير علي قال فاختصما عند النبي “صلى الله عليه وآله” فقال يا رسول الله ألم تقريني آية كذا وكذا قال بلى فوقع في صدر عمر شيء فعرف النبي “صلى الله عليه وآله” ذلك في وجه قال فضرب صدره وقال أبعد شيطانا قالها ثلاثة ثم قال يا عمر إن القرآن كله سواء ما لم تجعل رحمة عذاب وعذابا رحمة) [9] .

الرواية الثامنة والأخيرة رقم 8 صفحة 175 قال رسول الله “صلى الله عليه وآله” (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فقرؤوا ولا حرج ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة) [10] فإن هذا التحديد في هذه الرواية آية لا تستبدل آية رحمة بعذاب أو آية عذاب برحمة لا معنى له إلا أن يراد بالسبعة أحرف سبعة أوجه بحيث يمكن استبدال كلمة بست كلمات غيرها واستثني من هذا التبديل استبدال آية رحمة بعذاب أو آية عذاب برحمة يعني لا يجوز أن تستبدل الشيء بالمعاني المتقابلة والمعاني المقابلة له لكن يجوز أن تستبدل الشيء بالمعنى المرادف له وبالتالي أنت ترد المجمل إلى المبين لأن الكلمة الواحدة قد تكون مبهمة لفرد كالأثيم لكنها بكلمة أخرى تصبح مبينة لمن لا يفهمها كلفظة الفاجر كما ورد في الرواية حينما علم أبو الدرداء ذلك الذي لم يفهم لفظة الأثيم فأبدلها بالفاجر.

هذا تمام الكلام في النقطة الثانية.

النقطة الثالثة المناقشة

فجميع ما ذكر من الروايات والمعاني أجنبي عن بحثنا ولابد من طرح هذه الروايات وعدم الالتزام بها فيذكر السيد الخوئي “رحمه الله” ثلاث مناقشات:

المناقشة الأولى استبدال آية بآية إلى سبعة أوجه قد يتحقق في بعض الآيات خصوصا ذيل الآيات الكريمة ولكنه لا يتحقق في جميع آيات القرآن الكريم ولا يمكن تحقيقه في كل كلمة كلمة وكل مفردة مفردة من مفردات القرآن الكريم أفهل توجد لكل كلمة في القرآن الكريم سبعة وجوه مرادفة هذا صعب التحقق ولا يمكن الالتزام به فمن الضروري إن أكثر القرآن لا تتم فيه سبعة وجوه فكيف تتصور الحروف السبعة في كلمات القرآن ومفرداته التي ليست لها وجوه سبعة هذا تمام الكلام في المناقشة الأولى.

المناقشة الثانية وفيها ثلاثة شقوق ما هو المراد من هذا الوجه ومن الوجوه السبعة التي يمكن استبدال بعضها ببعضها توجد ثلاثة احتمالات:

الاحتمال الأول إن النبي “صلى الله عليه وآله” قد جوز من تلقاء نفسه استبدال كلمات القرآن الموجودة بكلمات أخرى تقاربها في المعنى والشاهد على ذلك الروايات التي استدلوا بها وإذا قبلنا هذا الاحتمال فإن هذا الاحتمال يهدم أساس القرآن وهو الإعجاز فالقرآن معجزة أبدية ومن أهم مظاهر الإعجاز الإعجاز البلاغي والبياني فالقرآن حجة على جميع البشر بألفاظه التوقيفية الإعجازية فإذا قلنا يمكن استبدال كل كلمة بسبع كلمات فهذا يوجب هجر القرآن الكريم وعدم الاعتناء بألفاظ القرآن الكريم ويمكن أن تحذف نسخة أخرى من القرآن بالإتيان بكلمات مرادفة غير الكلمات التي انزل القرآن عليها ثم يذكر السيد الخوئي مقاطع من سورة ياسين لكن مع استبدال الألفاظ بمترادفاتها لنرى كيف تكون هذه التعابير ركيكة وهذا يذكرني بالترجمات حينما أقرأ ترجمة القرآن الكريم أو ترجمة نهج البلاغة بالفارسية أجد البون الشاسع بين الأصل العربي وبين الترجمة الفارسية فإن النص القرآني العربي له مدخلية كبيرة في أعجاز القرآن البياني والبلاغي.

يقول السيد الخوئي وهل يتوهم عاقل تلخيص النبي “صلى الله عليه وآله” أن يقرأ القارئ ياسين والذكر العظيم وقرآن العظيم إنك لمن المرسلين إنك لمن الأنبياء على طريق مستقيم تقرأها على طريق سوي تنزيل العزيز الحكيم إنزال الحميد الكريم لتنذر قوما لتخوف قوما ما انذر آبائهم ما خوف أسلافهم فهم غافلون فهم ساهون أين كلمات القرآن الكريم؟ ﴿يس والقرآن الكريم إنك لمن المرسلين على صراط المستقيم تنزيل العزيز الحكيم لتنذر قوما ما انذر آبائهم فهم غافلون﴾ وهذه الكلمات يس والذكر العظيم إنك لمن الأنبياء على طريق سوي إنزال الحكيم الحميد لتخوف قوما ما خوف أسلافهم فهم ساهون، ثم يأتي بأسلوب تهكمي فيه منبهات وجدانية يقول فالتقر عيون المجوزين لذلك لاستبدال الكلمات سبحانك اللهم إن هذا إلا بهتان عظيم وقد قال الله تعالى قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي هذا تمام الكلام في الاحتمال الأول وهو أن النبي “صلى الله عليه وآله” قد استبدل الكلمات من تلقاء نفسه وهذا يلزم هدم أساس القرآن الكريم وهو الإعجاز.

الاحتمال الثاني لا يجوز للنبي أن يبدل الكلمات من تلقاء نفسه فإذا لم يكن له ذلك فكيف يجوز لغيره خصوصا إذا رجعنا إلى روايات أهل السنة أنفسهم نجد في رواية أن رسول الله “صلى الله عليه وآله” علم البراء بن عازب دعاء والبراء بن عازب غير مفردة في الدعاء فنهاه النبي وهو دعاء وليس بقرآن فقد جاء في الرواية أن رسول الله علم البراء بن عازب دعاء كان فيه ونبيك الذي أرسلت فقرأ البراء ورسولك الذي أرسلت فأمره “صلى الله عليه وآله” أن يضع الرسول موضع النبي فإذا كان الكلام في الدعاء ومفردة عادية استبدال نبي برسول ورسول انسب مع الذي أرسلت فكيف بكتاب الله.

الاحتمال الثالث المراد إن النبي “صلى الله عليه وآله” قرأ على الحروف السبعة والشاهد على ذلك الروايات المتقدمة الأحد عشر فإذا كان المراد إن النبي “صلى الله عليه وآله” قرأ على الحروف السبعة فلابد لهذا القائل أن يدلنا على هذه الحروف السبعة التي لم نراها إلى اليوم أين هذه الحروف السبعة الله "عز وجل" يقول ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾[11] فإذا وعد رب العزة والجلال بحفظ القرآن الذي انزله وقد انزل القرآن على سبعة أحرف فلابد أن تحفظ هذه السبعة الأحرف ونحن نسأل أين هذه السبعة أحرف منذ زمن الوحي إلى يومنا هذا لم نجد هذه الأحرف السبعة إذن الاحتمال الثالث وهو أن النبي “صلى الله عليه وآله” قد قرأ على الأحرف السبعة ليس بتام لأن هذه الأحرف السبعة لم تصل إلينا ولو كان القرآن قد نزل عليها لحفظها الله لنا لأنه قد تكفل بحفظ القرآن الكريم.

هذا تمام الكلام في المناقشة الثانية فيها ثلاث احتمالات.

المناقشة الثالثة وهي وجدانية الروايات أشارت إلى أن الحكمة من الأحرف السبعة هي التوسعة على الأمة وأن النبي “صلى الله عليه وآله” خاف الضيق على الأمة بقراءة الحرف الواحد فطلب واستزاد إلى أن أصبحت حرفان ثلاثة إلى أن وصلت سبعة فإذا كانت التوسعة بالسبعة فكيف أقدم عثمان بن عفان على جمع القراءات والأحرف السبعة وتوحيدها في حرف واحد إذن هذا دليل على أن التوسعة على الأمة ليس في الأحرف السبعة وإنما في الحرف الواحد.

وهنا ننطلق إلى النقطة الرابعة والأخيرة وهي النتائج:

النتيجة الأولى إن الاختلاف في القراءة كان نقمة على الأمة وقد ظهر هذا في عصر عثمان بن عفان فكيف يصح أن يطلب النبي “صلى الله عليه وآله” ما فيه فساد الأمة وكيف يصح على الله أن يجيبه إلى ذلك وقد ورد في الكثير من الروايات النهي عن الاختلاف وإن فيه هلاك الأمة بل في نفس الروايات التي استدل بها على الاختلاف رأينا أن وجه النبي “صلى الله عليه وآله” قد احمر بمجرد أن قيل له قد اختلفنا في القراءة خمسة وثلاثين آية أو ستة وثلاثين آية إذن الاختلاف نقمة على الأمة وليس بنعمة وتعدد الوجوه السبعة وذكر وجوه سبعة لآية واحدة فيه نقمة على الأمة وليس فيه نعمة.

الأمر الثاني قد تضمنت الروايات المتقدمة إن النبي “صلى الله عليه وآله” قال (إن أمتي لا تستطيع القراءة على حرف واحد) وهذا كذب صريح ولا يعقل نسبته إلى النبي لأنه يلزم منه أن يكون عثمان بن عفان أكثر حكمة من النبي فالنبي طلب التوسعة إلى سبعة وحصل اختلاف وعثمان بن عفان حسن الاختلاف في توحيد المصاحف في مصحف واحد وعلى قراءة واحدة وعلى حرف واحد فهذا لا يعقل أن ينسب إلى النبي لأن الأمة بعد النبي قد اختلفت وجاء عثمان بن عفان ووحدها في مصحف واحد كما يذكر على المشهور في كتب العامة.

النقطة الثالثة والأخيرة هذا الاختلاف أوجب لعثمان أن يحصر القراءة في حرف واحد وهذا الحرف الواحد الذي كان موجودا في عصر النبي “صلى الله عليه وآله” وقد أقر النبي “صلى الله عليه وآله” كل قارئ على قراءته وأمر المسلمين بالتسليم لجميعها وذكر لهم أن هذا رحمة لهم فإذا كان رحمة لهم كيف صح لعثمان أن يلغي هذه الرحمة وأن يحصر القراءات في قراءة واحدة فإما أن يكون عثمان قد سد باب الرحمة وإما أن يكون النبي “صلى الله عليه وآله” قد اشتبه بطلب الأحرف السبعة وحاشاه ثم حاشاه وإذا كان النبي قد طلب القراءة على الأوجه السبعة كيف جاء للمسلمين رد ذلك ورفض ذلك وكيف اخذوا بعد ذلك قول عثمان وأمضوه أفهل وجدوا عثمان أرأف بالأمة من النبي “صلى الله عليه وآله” أو أنه تنبه لشيء قد جهله النبي من قبل وحاشاه، يقول السيد الخوئي أو إن الوحي قد نزل على عثمان بنسخ تلك الحروف وأهل السنة لا يلتزمون بنزول الوحي على غير النبي “صلى الله عليه وآله”.

والخلاصة بشاعة القول الأول وهو جواز القراءة بوجوه سبعة تغني القول عن التكلف عن رده وهذه هي العمدة في رفض هذه الروايات المتقدمة وهي العمدة في رفض المتأخرين من علماء أهل السنة لهذا القول ولأجل ذلك رفض بعضهم كأبي جعفر محمد بن سعدان النحوي والحافظ جلال الدين السيوطي ذهبوا إلى القول بأن هذه الروايات من المشكل ومن الروايات المتشابهة يعني التي تحتمل كذا وجه ولذلك يقولون ليس يدرا ما هو مفادها مع أن مفادها واضح ويرد ولا يعمل به ولكن تأولوا ذلك قالوا هذه الروايات من المتشابه ولا نعلم وجها لها ولا نعرف مفادها مع أن مفادها واضح وظاهر لكل من يقرأها صريحة وواضحة ولا يشك فيها الناظر فإذن مفادها ناظر ولا يشك فيها الناظر وقد ذهب إليه أكثر علماء أهل السنة كما تقدم إذن القول الأول ليس بتام، القول الثاني الأبواب السبعة يأتي عليها الكلام.

 


logo