« فهرست دروس
الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق
بحث التفسیر

40/03/04

بسم الله الرحمن الرحيم



موضوع: أضواء على القراء

 

أضواء على القراء

يوجد بحثان مهمان في علوم القرآن:

البحث الأول الرسم القرآني

البحث الثاني القراءات القرآنية

وسنقدم مقدمة تاريخية ومن خلال هذه اللمحة التاريخية سنمهد الحديث حول القراءات القرآنية.

كما تعلمون نزل القرآن منجما خلال 23 سنة على رسول الله “صلى الله عليه وآله” وكان الصحابة يكتبون ما كان يمليهم عليهم رسول الله “صلى الله عليه وآله” وكان الكثير من الصحابة يحفظ القرآن بأكمله إلا أن القرآن كان محفوظا في صدور الصحابة كما أن كتابات القرآن كانت متفرقة ولم تكن مجموعة في مصحف واحد على ما هو المشهور عند أهل السنة والجماعة ومن هنا يأتي بحث:

هل جمع القرآن على عهد رسول الله “صلى الله عليه وآله” أو لا؟

ذهب السيد أبو القاسم الخوئي “رحمه الله” إلى أن القرآن كان مجموعا على عهد رسول الله “صلى الله عليه وآله”

وذهب المشهور إلى أن القرآن لم يكن مجموعا في عهد رسول الله “صلى الله عليه وآله” وإنما كان متفرقا في الرقاب

هذا بحث طويل سيأتي الحديث عليه ونحن نذهب إلى أن القرآن كان مكتوبا بأكمله في عهد رسول الله “صلى الله عليه وآله” ولكن لم يكن مجموعا في مصحف واحد وأول من جمعه بعد وفاة الرسول “صلى الله عليه وآله” هو أمير المؤمنين "عليه أفضل صلوات المصلين" بوصية من رسول الله “صلى الله عليه وآله” ففي رواية قال رسول الله “صلى الله عليه وآله” (يا علي القرآن مكتوب تحت مخدتي تحت وسادتي فخذوه واجمعوه ولا تضيعوه كما ضيعت اليهود والنصارى كتابهم)[1] فلم يتردى علي "عليه السلام" ثلاثة أيام بعد وفاة الرسول ولم يخرج لجماعة حتى جمع القرآن بأكمله فجاء إلى مسجد رسول الله “صلى الله عليه وآله” وكان فيه أبو بكر وعمر والصحابة فقالوا ما هذا يابن أبي طالب قال هذا كتاب الله قد جمعته لكم وكان ما جمعه أمير المؤمنين "عليه السلام" موجود فيه أسباب النزول وأسماء المنافقين سبعين من أسماء المنافقين كانت مكتوبة في مصحف الإمام علي وأسباب النزول وكان مرتبا على ترتيب النزول فقال عمر خذه فلا حاجة لنا بما عندك.

الرأي المشهور عند أهل السنة والجماعة أن القرآن لم يكن مجموعا على عهد النبي ولا على عهد أبي بكر وعمر وإنما كانت هناك مصاحف متفرقة إلى أن جاء عثمان بن عفان وبعد حادثة اليمامة التي قتل فيها أكثر من سبعين من حفاظ القرآن الكريم خشي على القرآن الكريم فأمر بجمع المصاحف المتعددة ووحدها في مصحف واحد أي أن هناك مصاحف متعددة كانت ولكن لم تجمع في مصحف موحد فوظيفة عثمان بن عفان هو توحيد المصاحف فجمع هذه المصاحف وأخذ مصحف عائشة ومصحف حفصة ومصحف أبي بن كعب ومصحف عبد الله بن مسعود وبقية المصاحف ثم وحد هذه المصاحف وأحرق المصاحف التي استند إليها وجعل مصحف أهل المدينة المصحف الأم واختص لنفسه لمصحف ثم بعث المصاحف إلى الأمصار المختلفة فكانت خمسة مصاحف.

بعث أربعة مصاحف مصحف إلى البصرة ومصحف إلى الكوفة ومصحف إلى مكة ومصحف إلى الشام ومصحف المدينة فهذه خمسة مصاحف وقيل إنها سبعة بإضافة مصحف أهل مصر ومصحف اليمن فتكون على هذا المصاحف سبعة مصحف مكة والمدينة البصرة والكوفة الشام هذه المصاحف الخمسة وقيل أضيف إليها اثنان وهما مصحف مصر واليمن إلا أن هذه المصاحف التي بعثها كانت مكتوبة بالخط الكوفي ومن المعلوم أن الخط الكوفي ليس فيه نقط وليس فيه حركات وقد بعث مع كل مصحف قارئ يقرأ القرآن ولكن على الرغم من ذلك فيما بعد اختلفت القراءات القرآنية.

إذن بحث توحيد المصاحف وكتابة المصاحف هذا يفيد في بحث الرسم القرآني والمراد بالرسم القرآني كتابة القرآن وخطه فنشأ بحث آخر وهو القراءات القرآنية وأصبحت القراءات مختلفة فهناك من قال ﴿مالك يوم الدين﴾ وهناك من قال ﴿ملك يوم الدين﴾ هناك من قرأ ﴿أهدنا الصراط المستقيم﴾ بالصاد وهناك من قرأ ﴿أهدنا السراط المستقيم﴾ بالسين وهكذا فالقراءات القرآنية مختلفة ومتعددة.

وانتشرت الكثير من القراءات القرآنية إلى أن جاء عصر ابن مجاهد المدعوم من السلطة آنذاك فوحد القراءات في سبع قراءات فاشتهرت القراءات السبع قراءة أهل مكة وقراءة أهل المدينة وقراءة أهل الشام هذه ثلاث قراءات وأربع قراءات لأهل الكوفة وقيل القراءات العشر أضيف إلى القراءات السبع التي حصرها ابن مجاهد ثلاث قراءات فصارت قراءات عشر وقيل القراءات الأربعة عشر بإضافة أربع قراءات إلى القراءات العشر لكن المشهور هو القراءات السبع وذهب بعضهم إلى القراءات العشر.

وهناك دعوى أن هذه القراءات العشر متواترة أي أنها في كل طبقة طبقة منذ عهد قارئيها إلى يومنا هذا في كل طبقة اخبر بهذه القراءات جماعة كثيرين يمتنع تواطئهم على الكذب.

إذن عندنا بحثان:

البحث الأول بحث الرسم القرآني وهذا سيأتي فيما بعد البحث الثاني

البحث الثاني هو بحث القراءات العشر

والسيد الخوي قد عقد هذا البحث لكي يسلط الضوء على القراء العشرة هؤلاء القراء العشرة كل قارئ لقراءته راويان فعندنا عشرين راوي فكل قراءة من هذه القراءات لها راويان هذه القراءات العشر أكثر الرواة لها هم يروون بطريق غير مباشر يعني يروون عن صاحب القراءة بوسائط ولكن ثلاث قراءات من هذه القراءات السبع الراويان لها يرويان عنه بشكل مباشر وهي القراءة الثالثة والسادسة والسابعة بحسب ترتيب السيد الخوئي “رحمه الله” القراءة الثالثة هي قراءة عاصم بن بهذلة الكوفي والقراءة السادسة هي قراءة نافع المدني والقراءة السابعة هي قراءة الكسائي الكوفي وهؤلاء القراء منهم شيعة ومنهم من أهل السنة.

ومن القراءات الشيعية قراءة عاصم بن بهذلة الكوفي القراءة الثالثة وهذه القراءة عن أمير المؤمنين "عليه أفضل صلوات المصلين" والقرآن المتداول اليوم في المشرق العربي هو القرآن بقراءة حفص عن عاصم.

القارئ الثاني من الشيعة الكسائي وهي القراءة السابعة بحسب هذا الترتيب.

إذن المشرق العربي يقرأ بقراءة عاصم يعني القرآن اليوم المعتمد في المملكة العربية السعودية وفي مصر وفي الشام دمشق وفي العراق قراءة عاصم الكوفي وأما المغرب العربي فهم يعتمدون قراءة ورش وورش يروي قراءة نافع المدني.

إذن القرآن المتداول اليوم أكثره كوفي وهو الذي في المشرق العربي قراءة حفص عن عاصم والقرآن المتداول في المغرب العربي أكثره مدني قراءة ورش عن نافع المدني.

السيد الخوئي "رضوان الله عليه" بعد إن سلط الضوء على سيرة القراء العشرة وذكر لكل واحد من العشرة راويين يرويان قراءته بين أن الرواة عن القراء العشرة قد اختلف علماء الرجال فيهم بين المدح والقدح بين الجرح والتعديل فلم يسلم أي واحد من العشرين لان الرواة عشرين لم يسلم أي واحد من العشرين عن الطعن والجرح فكيف تكون هذه القراءات متواترة هذه خلاصة ما سنقرؤه إن شاء الله تعالى.

ولا بأس أن ندلل على ما ذكرناه بذكر شواهد من ثلاث نسخ من القرآئين:

النسخة الأولى المطبوعة في المملكة العربية السعودية والتي تهدى لحجاج بيت الله الحرام في كل عام في نهاية هذا المصحف هكذا كتب:

بسم الله الرحمن الرحيم رواية هذا المصحف ومصطلحات رسمه وضبطه وعد آية ستلاحظ أن هذا المصحف قراءة حفص عن عاصم هو مصحف أمير المؤمنين مصحف علي بن أبي طالب "عليه السلام" لكن ليس المصحف الذي كتبه الإمام علي لأن ذلك المصحف فيه تفسير وفيه أسباب النزول.

يقول كتب هذا المصحف الكريم وضبط على ما يوافق رواية حفص بن سليمان بن مغيرة الأسدي الكوفي لقراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي التابعي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم واخذ هجائه مما رواه علماء الرسم عن المصاحف التي بعث بها الخليفة الراشد عثمان بن عفان "رضي الله عنه" إلى مكة والبصرة والكوفة والشام والمصحف الذي جعله لأهل المدينة والمصحف الذي اختص به نفسه وعن المصاحف المنتسخة منها وقد روعي في ذلك ما نقله الشيخان أبو عمر الداني وأبو داود سليمان بن نجاح مع ترجيح الثاني عند الاختلاف غالبا وقد يأخذ بقول غيرهما هذا وكل حرف من حروف هذا المصحف موافق لنظيره في المصاحف العثمانية السابق ذكرها إلى أن يقول وطبعت في عد آياته طريقة الكوفيين عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي عن علي بن أبي طالب "رضي الله عنه" وعدد آية القرآن على طريقتهم ستة آلاف ومائتين وستة وثلاثين آية.

إذن هذا القرآن على قراءة أمير المؤمنين التي علمها تلميذه الوفي أبا عبد الرحمن السلمي وعاصم يروي عن عبد الرحمن إذن سلسلة السند حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أمير المؤمنين "عليه أفضل صلوات المصلين" هذا القرآن الذي تطبعه المملكة العربية السعودية وهو المعتمد في دول الخليج.

النسخة الثانية النسخة المطبوعة في الشام في دمشق وقد اعتمدت في مصر والأردن دول الشام في نهاية المصحف:

بسم الله الرحمن الرحيم بعون الله وتوفقيه وبحقبة تزيد على سنوات خمس وجهود مغنية من الكتابة والمراقبة والضبط والتدقيق تمت كتابة هذه النسخة الفريدة من القرآن الكريم بما يوافق اصح الأقوال التي اجمع عليها العلماء لرسم المصحف كما اثر عن سيدنا عثمان بن عفان وبما تعارف عليه الحفاظ وبرواية حفص عن عاصم وذلك بإشراف هيئة عليا من كبار علماء بلاد الشام ويذكر الأسماء نسخة السعودية تحت إشراف هيئة من العلماء برئاسة الشيخ علي عبد الرحمن الحذيفي ثم يقول في النسخة السورية وقامت بتدقيق هذا المصحف الشريف ومنحت الإذن بطباعته إدارة الإفتاء العام والتدريس الديني الجمهورية العربية السورية وزارة الأعلام الجمهورية العربية السورية إدارة البحوث الإسلامية والنشر في الأزهر جمهورية مصر العربية رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوى والإرشاد المملكة العربية السعودية وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية المملكة الأردنية الهاشمية هذه النسخة الثانية.

النسخة الثالثة هي النسخة المطبوعة في إيران وأهم دار تطبع المصحف الشريف في إيران هي انتشارات أسوة في آخر صفحة من انتشارات أسوة هكذا مكتوب از جهت صحة كتابت وإنطباق با قراءة عاصم بروايت حفص در معاونت نظارت بر جاب ونشر قرآن كريم سازمان دار القرآن الكريم بررسي وتصحيح كرديد.

ترجمة أنه من جهة صحة كتابة ومطابقة القراءة مع قراءة عاصم بروايته عن حفص في معاونية طباعة ونشر القرآن الكريم في مؤسسة دار القرآن الكريم تم التصحيح والتدقيق، إذن القرآن المتداول اليوم هو قرآن أمير المؤمنين "عليه أفضل صلوات المصلين" كلامنا في القراءة وليس في الرسم.

في الختام موضح هذه الحقيقة:

سؤال هل يصح القراءة بالقراءات السبع أو العشر أو الأربعة عشر أو لا؟

الجواب بناء على مذهب أهل السنة يجوز لأن القراءات السبع أو العشر متواترة عندهم وأما بناء على رأي الشيعة الإمامية فايضا يجوز ولكن لوجه آخر إذ ورد عن الإمام الصادق "عليه السلام" (أقرأ كما يقرأ الناس)[2] فاستفاد من هذه الرواية الفقهاء أنه يجوز القراءة بالقراءات المشهورة فإذا ثبتت الشهرة للقراءات السبع أو العشر جازت القراءة بها وإلا فلا فإذن إذا ثبت الجواز لقراءة من القراءات السبع أو العشر لا لأنها متواترة وإنما يثبت لها الجواز فيما إذا ثبت أنها قراءة متداولة ومشهورة بين المسلمين.

الآن نشرع فيما بينه السيد الخوئي “رحمه الله” أضواء على القراء حال القراء السبعة تمهيد في هذا التمهيد يذكر السيد الخوئي أن الآراء اختلفت حول القراءات السبع المشهورة بين الناس وتطرق إلى القولين:

الأول ما ذهب إليه جمع من أهل السنة من أن القراءات السبع متواترة عن النبي "صلى الله عليه وآله" وربما نسب هذا القول إلى المشهور بين السنة ونقل عن السبكي القول بتواتر القراءات العشر فضلا عن السبع بل أفرط بعضهم فقال من قال إن القراءات السبع لا يلزم فيها التواتر فقوله كفر ونسب هذا الرأي إلى مفتي البلاد الأندلسية أبي سعيد فرج بن لطف.

القول الثاني وهو القول المعروف عند الشيعة الإمامية من أن القراءات السبع فضلا عن العشر ليست متواترة وإنما هذه القراءات تدور بين أمرين الأول اجتهاد القارئ الثاني ما نقل إليه بخبر الواحد وما نقل إلينا بخبر الواحد فهذه القراءات التي وصلت إلينا إما اجتهادات من القراء أو قد نقلت إلينا بخبر الواحد واختار هذا القول أيضا جمع من علماء أهل السنة والجماعة وهذا القول الثاني هو القول الصحيح ولعله هو المشهور بين أهل السنة والجماعة.

ولتحقيق هذه النتيجة لابد من التطرق إلى أمرين:

الأمر الأول وهو مهم جدا إن ثبوت النص القرآني ينحصر بالتواتر ولا يمكن أن يثبت النص القرآني بخبر الواحد لقياس مشكل من مقدمتين ونتيجة المقدمة الأولى أن القرآن تتوفر الدواعي لنقله هذه الصغرى الكبرى وكل شيء تتوفر الدواعي لنقله لابد وأن يكون متواترا النتيجة ما كان نقله بغير التواتر لا يكون من القرآن قطعا ولتوضيح هذا الاستدلال وتوضيح الفكرة لو افترضا أن مكا مشهورا من الملوك أو رئيس دولة معروف مشهور زار بلدا من البلدان أو مدينة من المدن فإن الدواعي لنقل هذا الحدث الكبير والعظيم تستدعي أن يحصل تواتر في هذا النقل فلو لم ينقل هذا الحدث إلا واحد أو اثنين أو ثلاثة فإن نقل هذا الحدث بخبر الواحد يوجب ضعف ثبوت هذا الحدث لأن مثل هذا الحدث حدث تجتمع الدواعي وتتوفر الدواعي لنقله إذن نقل مثل هذا الحدث براو أو راويين دليل قطعي على عدم ثبوته وبالتالي لا تترتب الآثار على مثل هذا الحدث إذا تم هذا التمثيل نأتي إلى كتاب الله "عز وجل" نقول القرآن الكريم هو دستور المسلمين وهو الكتاب الذي تحدى به النبي محمد “صلى الله عليه وآله” المشركين إذن تتوفر الدواعي لنقل القرآن الكريم فإذا لم ينقل آية إلا رجل واحد أو رجلين فقط فهذا مما يضعّف ثبوت هذه العبارة أو الآية في كتاب الله "عز وجل" فلا يثبت النص القرآني إلا بالتواتر، هذا تمام الكلام في المقدمة الأولى.

ولكن يضاف إليها ملاحظة مهمة وهي إن تواتر النص القرآني لا يستلزم تواتر القراءات القرآنية فإذا نفينا التواتر عن القراءات القرآنية للقراء فهذا لا يستلزم نفي التواتر عن النص القرآني لأن القراءات القرآنية اجتهادات من القراء وبعض هذه القراءات نقلت إلينا بخبر واحد وبالتالي ننكر أن تكون القراءات القرآنية قد وصلت إلينا بالتواتر في كل طبقة كما سيأتي مناقشة ذلك وإنكارنا لتواتر القراءات السبع أو العشر لا يعني أن النص القرآني ليس متواترا إذ هناك بحث آخر غير القراءات وهو النص القرآني وهو ما يبحث في رسم القرآن وخط القرآن بالمناسبة النسخ الثلاث نسخة السعودية ونسخة إيران ونسخة دمشق بخط الخطاط عثمان طه وبرواية حفص عن عاص عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أمير المؤمنين عن الرسول “صلى الله عليه وآله”.

إذن لا يوجد ملازمة بين تواتر القرآن يعني تواتر أصل القرآن وبين تواتر القراءات القرآنية لأن أدلة تواتر القرآن وضرورة ثبوت النص القرآني لا تثبت تواتر القراءات القرآنية أصلا القراءات القرآنية يوجد بين بعضها تفاوت فاحش فكيف تدعي أنها كلها متواترة إذن أدلة نفي تواتر القراءات لا تتصرف إلى تواتر القرآن والنص القرآني بأي وجه من الوجوه وسيأتي تفصيل ذلك في بحث نظرة في القراءات إلا أن بعض علماء أهل السنة أدعى أن الآية القرآنية لو أخبر بها خبر ثقة خبر واحد حتى خبر الواحد لو لم يصل إلى درجة الاستفاضة فضلا عن التواتر فإنه يثبت حكم الآية لهذا النص الذي ينقله الثقة فقال هذا العالم على ما نسب إليه إذا أخبر رجل أو رجلان بآية فإن كلامهما لا يفيد العلم بثبوت الآية في القرآن ولكن كلاهما يفيد ثبوت حكم القرآن لما نقلاه فنرتب الأحكام والآثار المترتبة على الآية لما نقله كحرمة مسها بدون وضوء وما شاكل ذلك.

ذكر السيوطي إن القاضي أبا بكر قال في الانتصار ذهب قوم من الفقهاء والمتكلمين إلى إثبات قرآن حكما لا علما يعني إثبات حكم القرآن لما ينقل لا أن ما نقلوه يفيدنا العلم إلى إثبات قرآن حكما لا علما بخبر الواحد يعني بسبب خبر الواحد دون الاستفاضة يعني حتى لو خبر الواحد لم يبلغ درجة الاستفاضة لأنه تعلمون الخبر إما متواتر وهو ما يفيد القطع وإما غير متواتر وهو خبر الواحد وخبر الواحد ثلاثة أقسام منها القوي ومنها المستفيض الخبر المستفيض هو الخبر الذي يرويه رواة كثيرين لكن لا تصل كثرتهم إلى درجة التواتر فالخبر المستفيض هو أعلى درجات الخبر الواحد والخبر المستفيض يفيد الظن أو الاطمئنان ولا يفيد القطع بخلاف الخبر المتواتر فالذي يفيد العلم والقطع هو خصوص الخبر المتواتر وأما خبر الواحد فلا يفيد إلا الظن.

يقول ذهب قوم من الفقهاء والمتكلمين إلى إثبات قرآن حكما لا علما بسبب يعني إذا نريد العبارة نغيرها نؤخر الجملة المعترضة إلى إثبات قرآن بخبر الواحد دون الاستفاضة يعني خبر الواحد هو حتى لو كان دون الاستفاضة حكما لا علما يعني يثبت القرآن من ناحية الحكم لا من ناحية العلم بأنه قرآن وكره ذلك أهل الحق وامتنعوا منه هذا تمام الكلام في الأمر الأول.

وخلاصة الأمر الأول إن القرآن الكريم تتوفر الدواعي لنقله هذه الصغرى وكل شيء تتوفر الدواعي لنقله لابد أن يكون متواترا هذه كبرى النتيجة ما نقل بطريق الآحاد ولم يصل إلى درجة التواتر لم يكن من القرآن قطعا ولا توجد ملازمة بين تواتر النص القرآني وبين تواتر القراءات السبع فضلا عن العشر ونحن نسلم بتواتر القرآن الكريم ولا نسلم بتواتر القراءات أردت أن أشبه لكم هذا الشيء من علم الحديث هل تشك أن كتاب الكافي الموجود الآن للشيخ الكليني أو لا؟

الجواب الكل يقطع أن النسخ الموجودة اليوم كتاب الكافي هي التي كتبها ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني ولكن إيمانك بقطعية ثبوت الكافي للكليني لا يعني أن كل نسخ الكافي قطعية لأن الكافي له نسخ مختلفة الكافي ثمانية أجزاء الآن طبع في خمسة عشر مجلدا قبل على حوالي ثمانين نسخة من قال إن هذه النسخ كلها كتبها محمد بن يعقوب الكليني فقطعية ثبوت أصل كتاب الكافي للكليني لا يستلزم قطعية ثبوت هذه النسخ وهذا ما نقوله بالنسبة إلى كتاب الله القرآن الكريم وصلنا بالتواتر في كل طبقة وهذا لا يعني أن كل قراءة من القراءات أيضا وصلتنا بالتواتر.

الأمر الثاني إن الطريق الأفضل إلى إثبات تواتر القراءات هو معرفة القراء أنفسهم وطرق رواة القراء وهنا قراءات العشر قراءات الأربعة عشر وإذا نرجع إلى تراجم القراء العشرة أو الأربعة عشر نجد ورواتهم نجد أن علماء أهل السنة مختلفين فيهم ومن هكذا اختلف فيهم في صاحب القراءة والرواة عن صاحب القراءة فكيف تكون قراءتهم متواترة الآن نقرأ أسماء الرواة العشرة ولكل واحد منهم راويين طبعا عدهم رواة أكثر ولكن اشتهرت قراءتهم براويين إما قراءة هذا وإما قراءة هذا مثلا الآن عاصم له رواة اثنان الأول حفص وهذا هو الآن المشهور والذي روايته معروفة والثاني هو أبو بكر شعبة بن عياش بن سالم الحماق الاسدي الكوفي القرآن المتداول برواية حفص عن عاصم وليس برواية أبي بكر عن عاصم نقرأ هذه الأسماء وإن شاء الله تراجمهم تقرؤونها لا داعي لقراءتها يعني من صفحة 125 إلى صفحة 146 تقرؤونها إن شاء الله لأن كلمات علماء الرجال الخلاصة السيد الخوئي في كل ترجمة يذكر الراويين ويعلق يقول في الراويين ما تقدم ويقصد أنه يوجد اختلاف فيه.

القراءة الأولى عبد الله بن عامر الدمشقي هذه قراءة أهل الشام له راويان الراوي الأول هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة الراوي الثاني ابن ذكوان عبد الله بن احمد بن بشير القراءة الثانية أبن كثير المكي هذه قراءة أهل مكة طبعا قراءات كثيرة اشتهرت منها هذه القراءة له راويان البزي احمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة اسمه بشار فارسي من أهل همدان اسلم على يدي السائب بن أبي السائب المخزومي.

الراوي الثاني قنبل محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن محمد أبو عمر المخزومي مولاهم المكي يعني عبدهم من مكة.

القراءة الثالثة عاصم بن بهذلة الكوفي وهذه قراءة كوفية وهي القراءة المشهورة والمعروفة هو عاصم بن أبي النجود أبو بكر الاسدي ويروي قراءته راويان بدون واسطة القراءة الأولى أهل الشام توجد وسائط بين الراويين والراوي وصاحب القراءة وأيضا القراءة الثانية قراءة أهل مكة أيضا توجد وسائط بين الراويين وبين الكثير المكي.

الراوي الثاني حفص بن سليمان الاسدي وهو كان ربيب عاصم لذلك اشتهرت الرواة ربيب عاصم يعني ابن زوجته رباه يعني عاصم بن بهذلة الكوفي كان لزوجته ولد اسمه حفص وقد رباه عاصم.

الرابع أبو عمر البصيري وزبان بن العلاء بن عمار المازني البصري لقراءته أيضا راويان بوسائط الدوري وهو حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري الازدي البغدادي الثاني السوسي أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله هذان فيهم اختلاف كل راو من رواة القراءات العشرة فيهما خلاف.

الخامس حمزة الكوفي هذه قراءة كوفية حمزة بن حبيب بن عمار بن إسماعيل أبو عمارة الكوفي التميمي له راويان بواسطة الراوي الأول خلف أبو محمد الاسدي بن هشام بن ثعلب البزاز البغدادي الراوي الثاني خلاد بن خالد أبو عيسى الشيباني الكوفي.

القراءة السادسة نافع المدني من أراد أن يركز على القراءات يركز على قراءة عاصم الكوفي لأن قراءة أهل المشرق وقراءة نافع المدني برواية ورش لأنها قراءة المغرب العربي.

نافع بن عبد الله بن أبي نعيم له راويان بلا واسطة يعني الآن القراءات المتداولة هي بلا وسائط قراءة المشرق العربي حفص بلا واسطة عن عاصم يعني مباشرة يروي عن عاصم وقراءة ورش الذي يروي مباشرة عن نافع المدني في المغرب العربي نافع له راويان الأول قالون عيسى بن ميناء بن وردان أبو موسى مولا بني زهرة عبد بني زهرة الثاني ورش عثمان بن سعيد القارئ السابع الكسائي الكوفي قراءة كوفية والكسائي شيعي هو علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الاسدي مولاهم من أولاد الفرس يعني عبد للكوفيين وكان من أهل فارس له راويان وأيضا يرويان بغير واسطة الراوي الأول الليث أبو الحارث بن خالد البغدادي الراوي الثاني حفص بن عمر الدوري القراءة الثامنة خلف بن هشام البزار له راويان إسحاق بن إبراهيم بن عثمان بن عبد الله أبو يعقوب المروزي ثم البغدادي الراوي الثاني إدريس بن عبد الكريم الحداد أبو الحسن البغدادي.

القراءة التاسعة يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله أبو محمد الحضرمي له راويان الأول رويس محمد بن المتوكل أبو عبد الله اللؤلؤ البصري الثاني روح أبو الحسن بن عبد المؤمن الهذلي مولاهم البصري النحوي عبد لهذليين وكان من البصرة.

القراءة العاشرة والأخيرة يزيد بن القعقاع الإمام أبو جعفر المخزومي المدني لقراءته راويان الأول أبو الحارث عيسى بن وردان المدني الحذاء الثاني ابن جماز سليمان بن مسلم بن جماز أبو الربيع الزهري مولاهم المدني عبد مدني للزهري.

إلى هنا انتهينا إلى ذكر القراءات العشر ورواتها العشرون وهناك اختلاف في الرواة العشرين دائما السيد الخوئي يكرر أقول الكلام فيمن عرض عليه كما تقدم دائما يذكر هذه العبارة يعني يشير إلى أنه يوجد خلاف في مثلا صفحة 126 في أول أقول والحال فيمن روى القراءة عنه كما تقدم يعني يوجد خلاف فيه.

هذا تمام الكلام في هذا البحث أضواء على القراء نظرة في القراءات يأتي عليها الكلام.

 


logo