40/01/30
القرآن والمعارف
موضوع: القرآن والمعارف
القرآن والمعارف
ذكرنا فيما سبق أن القرآن الكريم معجزة إلهية خالدة إلا أن أعجاز القرآن لا يختص بخصوص أسلوبه وبلاغته وبيانه فالبيان البديع والبلاغة والفصاحة هي إحدى حيثيات إعجاز القرآن الكريم.
وهناك حيثيات أخرى وجهات شتى في إعجاز كتاب الله تطرق إليها السيد الخوئي “رضوان الله عليه”.
إشكال: ولو قلنا إن إعجاز القرآن يختص بخصوص أسلوبه وبيانه وبلاغته لقال الأجنبي عن اللغة العربية إن هذا الإعجاز لا يشملني فلو ترجم القرآن إلى اللغة الانجليزية أو الفرنسية أو اللاتينية وغيرها من لغات العالم فإن الكتاب المترجم ليس كالنص الأصلي في إعجازه وبيانه وبلاغته وفصاحته.
فيكون الجواب إن إعجاز القرآن من جهات شتى إحدى هذه الجهات البيان والأسلوب والفصاحة والبلاغة وهناك جهات أخرى وشتى تطرق إليها السيد الخوئي “رضوان الله عليه” أولى هذه الجهات معارف القرآن الكريم القرآن والمعارف.
صرح القرآن بأن النبي محمد “صلى الله عليه وآله” أمي والمراد بالأمي أنه لا يعرف القراءة والكتابة وقد جهر النبي بالدعوة الإسلامية وبالقرآن الكريم بين قومه الذين نشأ بين أظهرهم وتربى في أوساطهم وهم يعلمون أنه أمي لم يقرأ ولم يكتب ولا يتقن القراءة والكتابة وعلى الرغم من ذلك جاء بمعارف إلهية عميقة ورفيعة مما أدهش القوم وحير كبار الفلاسفة واحتار المفكرون من الشرق والغرب منذ أن بعث رسول الله “صلى الله عليه وآله” إلى يومنا هذا فيما جاء به من مبادئ وتعاليم ومعارف.
ولم يحدثنا التاريخ أن رسول الله “صلى الله عليه وآله” درس عند أحد أو تعلم عند أحد ولو سلمنا جدلا أن رسول الله “صلى الله عليه وآله” قد تعلم في قومه وهو ليس بحاجة إلى التعلم.
ولكن لو افترضنا جدلا أنه تعلم في قريش وفي مكة ففي مكة كانت الديانة الوثنية وعبادة الأصنام وكانت ديانة أهل الكتاب من اليهود والنصارى فهذه الديانات الثلاث كانت موجودة في مكة المكرمة وكان القليل القليل منهم يعبد الله على الحنيفية على دين إبراهيم الخليل ورسول الله “صلى الله عليه وآله” قبل بعثته كان يعبد الله “عز وجل” على دين إبراهيم الخليل فقد بعث النبي “صلى الله عليه وآله” في سن الأربعين وقبل الأربعين كان يعبد الله على دين جده إبراهيم الخليل أبو الأنبياء فلو كان رسول الله “صلى الله عليه وآله” قد تعلم الوثنية أو اليهودية أو النصرانية لوجدنا تعاليم الوثنين واليهود والنصارى في كتاب الله ولكن إذا رجعنا إلى كتاب الله ولاحظنا القرآن الكريم فإننا نجد أن القرآن تطرق إلى الذات الإلهية وإلى الأنبياء السابقين بطريقة مختلفة تماما عما ذكر في العهدين السابقين العهد القديم توراة موسى "عليه السلام" والعهد الجديد إنجيل عيسى عليه السلام.
وهناك مفارقة بين القرآن والإنجيل لا بأس بذكرها.
فالمسلمون يعتقدون أن نصل القرآن الكريم الذي نزل على النبي والذي هو متداول اليوم هو نص الوحي الذي نزل على رسول الله “صلى الله عليه وآله” ولا يرى المسلمون أن نص القرآن هو كلام النبي مما فهمه من وحي الله ولا يرى المسلمون أن نص القرآن هو عبارة عن نص أصحاب رسول الله مما فهموه مما نقله عن الله فجميع المسلمين قاطبة من سنة وشيعة يعتقدون أن النص القرآني وحي إلهي موقوف.
بخلاف النصارى والمسيحيين فإنهم يعتقدون أن الإنجيل الموجود هو عبارة عن ما كتبه الحواريون ومما نقله إليه عيسى "عليه السلام" فهم يسلمون أن نص الإنجيل ليس نص الوحي وليس نصا توقيفيا وإنما يرون أن الإنجيل الحالي هو ما كتبه الحواريون وهم أصحاب عيسى "عليه السلام" مما أخذوه من تعاليم المسيح "عليه السلام" لذلك نجد الأناجيل الموجودة عبارة أربعة وستين إنجيلا أشهرها أربعة إنجيل متا ويوحنا ولوقس ومرقا فهذه الأناجيل الأربعة متا ولوقس ويوحنا ومرقا هي أشهر أربعة أناجيل من الأناجيل الأربعة والستين ولعل أقرب إنجيل إلى تعاليم الإسلام وهذا الإنجيل هو الذي نص على اسم النبي محمد “صلى الله عليه وآله” وعلى مجيء أحمد في آخر الزمان هو إنجيل برنابا مطبوع فيه نص على مجيء النبي احمد في آخر الزمان.
السيد الخوئي “رضوان الله عليه” يعقد مقارنة بين معارف القرآن الكريم ومعارف العهدين القديم والجديد ويقارن بين معارفهما في محورين:
المحور الأول تصوير الإله وصفاته.
المحور الثاني تصوير الأنبياء.
ففي المحور الأول
نجد أن القرآن الكريم ينص على وحدانية الله وعلى تنزيه الله في أسمائه وصفاته وبالنسبة إلى الأنبياء فإن القرآن الكريم يثبت العصمة للأنبياء وينزه الأنبياء عن الكذب والزنا والمعصية والخطيئة.
ولكن إذا رجعنا إلى العهد القديم التوراة والعهد الجديد الإنجيل نجد أنها تنسب الكذب إلى الله والعياذ بالله وتنسب المكر والخديعة إلى الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وتنسب أيضا الزنا إلى الأنبياء وأولاد الأنبياء وتنسب الكذب إلى الأنبياء "عليهم أفضل الصلاة والسلام".
فإذا كان النبي “صلى الله عليه وآله” قد تعلم من اليهود والنصارى أو الوثنين لتسللت تعاليم اليهود والنصارى أو الوثنين إلى القرآن الكريم، إذاً:
أولا لم يثبت أن النبي “صلى الله عليه وآله” قد تعلم من أحد ومن المسلّم أنه أمي
ثانيا والأمر الثاني لو تنزلنا وسلمنا جدلا وقلنا إنه قد تعلم فإننا لا نجد أثر لهذا التعلم ولهذا التعليم إذ أن معارف القرآن حول الذات الإلهية وصفاتها وأسمائها وحول الأنبياء تختلف تماما عن ما جاء في الإنجيل والتوراة.
السيد الخوئي “رحمه الله” يذكر مجموعة من الآيات حول الذات الإلهية والأسماء والصفات ثم يذكر مجموعة من الآيات حول صفات الأنبياء وتنزيه الأنبياء ثم يذكر عشرة مقاطع من التوراة والإنجيل، المقاطع الثمانية الأول من التوراة والمقطع التاسع والعاشر من الإنجيل ثم يعقد مقارنة من الأمر الخامس إلى الأمر العاشر بين التوراة والإنجيل فيبدأ بالتوراة وماذا تقول عن الأنبياء ثم يقول هذا المضمون أيضا ورد في الإنجيل.
وأول كتاب كتبه السيد الخوئي في حياته الشريفة "قدس" كان عبارة عن كتيب طبع في الهند تحت عنوان نفحات الإعجاز والسيد “رحمه الله” قد استفاد مما كتبه في ذلك الكتيب الذي كتبه أوائل حياته العلمية والدراسية استفاد منه فيما كتبه في تفسير البيان أواخر حياته العلمية وإذا أردت أن تعرف قوة العالم فانظر إلى قوة أساتذته وممن أخذ العلم فإذا قلت العلامة جمال الدين الحلي يوسف بن المطهر هو شيخ المعقول والمنقول فانظر ممن أخذ المنقول وممن أخذ المعقول فإنه قد أخذ المعقول من الخواجة نصير الدين الطوسي صاحب تجريد الاعتقاد وقد أخذ المنقول من خاله المحقق الحلي صاحب شرائع الإسلام.
والسيد الخوئي “رحمه الله” قد برع في أربعة علوم الفقه والأصول والرجال والتفسير:
أما العلوم الثلاثة الأول الفقه والأصول والرجال فقد أخذها من أساطير المذهب آنذاك كالمحقق الميرزا الشيخ محمد حسين النائيني والمحقق الشيخ محمد حسين الأصفهاني والمحقق الشيخ ضياء الدين العراقي وشيخ الشريعة الأصفهاني وغيرهم.
ولكن من أين أخذ التفسير؟ السيد الخوئي “رحمه الله” أخذ التفسير من شيخ المفسرين في زمانه وهو شيخ محمد جواد البلاغي، الشيخ البلاغي كان يتقن العبرية واطلع على ما جاء في إصحاح اليهود وكتب كتاب الرحلة المدرسية وكتب كتاب الهدى إلى دين المصطفى وهما مطبوعان الآن. وله تفسير اسمه آلاء الرحمن.
فالسيد الخوئي “رحمه الله” قد أخذ التفسير من الشيخ محمد جواد البلاغي صاحب تفسير آلاء الرحمن والشيخ البلاغي قوي في اطلاعه على آراء اليهود والنصارى في توراتهم وإنجيلهم.
هذا خلاصة درس اليوم
الآن نقرأ
أولا الآيات التي تصور الإله
وثانيا الآيات التي تنزه الأنبياء
ثم نقرأ النقاط العشر أو نأتي بخلاصة مضامينها لنرى الفارق
وخلاصة النتيجة التي نتوصل إليها أن معارف القرآن مغايرة تماما بمعارف التوراة والإنجيل المزورة الموجودة حاليا فلو كان النبي “صلى الله عليه وآله” قد جاء بمعارف القرآن من خلال تعلمه من اليهود والنصارى لتسرب بعض الشيء من أفكار اليهود والنصارى وعدم التسرب وعلو المضامين يكشف عن أن القرآن معجزة إلهية.
أما الآيات الكريمة التي تطرقت إلى الذات الإلهية ووصفها بصفات الكمال وتنزيهها عن لوازم النقص والحدوث فهذه نماذج منها.
المحور الأول
الآيات التي تصف الإله وصفاته وأسمائه قال تعالى ﴿وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السموات والأرض كل له قانت﴾[1] بخلاف المسيح يقولون المسيح ابن الله ﴿بديع السموات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون﴾[2] ﴿وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم﴾[3] بخلاف توحيد المسيح يقولون ثلاثة في واحد وواحد في ثلاثة يقولون الرب وهو الله والابن وهو المسيح والروح القدس يقصدون جبرائيل ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض﴾[4] إذاً الذات الإلهية لا تعتريها الغفلة سيأتي أن آدم غافل الله “عز وجل” وغافل رب العالمين وهذا يتنافى.
﴿إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم﴾[5]
﴿ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل﴾[6]
﴿لا تدركه والأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير﴾[7]
﴿قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنا تأفكون﴾[8]
﴿الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوا على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون﴾ [9]
﴿وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون﴾ [10]
﴿هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم﴾ [11]
﴿هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون﴾[12]
﴿هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم﴾[13]
هذه آيات حول تصوير الإله وصفاته.
المحور الثاني الآيات حول قداسة الأنبياء وتنزيههم قال "عز من قائل" في كتابه الكريم
﴿الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث﴾ [14]
﴿هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين﴾[15]
﴿وإن لك لأجرا غير ممنون﴾[16]
﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾ [17]
﴿إن الله اصطفى آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين﴾ [18]
إذاً هناك اصطفا إلهي لهذه العوائل آل إبراهيم آل عمران
﴿وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين﴾ [19]
﴿وكذلك نوري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين﴾ [20]
﴿ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوح هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان﴾ [21]
إذاً هؤلاء من ذراري الأنبياء يوجد كتاب أسمه سلسلة آباء النبي كذا كتاب بهذا العنوان يثبت طهارة وتوحيد آباء النبي “صلى الله عليه وآله” من أبيه عبد الله إلى أبي البشر آدم "عليه السلام" كلهم كانوا موحدون كلهم كانوا طاهرون هناك تنزيه لجميع آباء النبي “صلى الله عليه وآله” أصلا لا يصح أن يكون النبي أبن زنا والعياذ بالله أو النبي يزني أو يكذب نحن نقول بعصمة الأنبياء مطلقا بالتبليغ وغير التبليغ ستأتي من خلال ما يذكر في كتب العهدين الطعن في نسب داود "عليه السلام" سليمان بقية الأنبياء.
﴿ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوح هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين﴾ [22]
﴿وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين﴾[23]
لاحظ ذكر إن عيسى "عليه السلام" من ذرية إبراهيم مع أنه ليس له أب فنسب من جهة أمه مريم ابنة عمران
﴿وإسماعيل واليسع ويونس ولوط وكلا فضلنا﴾
هذه الآية تفيد من يقول أن الحسن والحسين ليسا أبناء رسول الله لأنهما من فاطمة والقاعدة تقول كما في الشعر العربي بنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهن أبناء الرجال ألأباعدي فالحسن والحسين أبناء الأباعد أبناء علي بن أبي طالب وليسا ابني رسول الله “صلى الله عليه وآله” نقول القرآن يثبت أنهم أبناء الرسول لأن القرآن يذكر أن عيسى من ذرية إبراهيم.
﴿وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين﴾ [24]
﴿وإسماعيل واليسع ويونس ولوط وكلا فضلنا على العالمين﴾ [25]
﴿ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم﴾ [26]
﴿ولقد آتينا داود وسليمان علما وقال الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين﴾ [27]
﴿واذكر إسماعيل واليسع وذي الكفل كل من الأخيار أولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم﴾ [28]
﴿وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا﴾[29] .
إذا تعملون جولة في الأردن لأن الأردن مرتفعة خصوصا في الكرك إذا تذهب إلى الكرك تطل على فلسطين المحتلة تجد أن هناك مجموعة كبيرة من قبور الأنبياء موجودة كلها أنبياء بني إسرائيل في لبنان والأردن كلهم كانوا أنبياء والأكثر في فلسطين المحتلة في منطقة الخليل هناك قبر إبراهيم الخليل ويعقوب ويوسف وإسحاق هذه قبورهم موجودة إلى الآن إلى يومنا هذا.
إذا رجعنا إلى كتب العهدين نقرأ بعضها والباقي مضمونها يكون واضح الأمر
الأول صفحة 51
ذكرت التوراة في الإصحاحين الثاني والثالث من صفر التكوين قصة آدم وحواء وخروجهما من الجنة وذكرت أن الله أجاز لآدم أن يأكل من جميع الأثمار إلا ثمرة شجرة معرفة الخير والشر وقال له لأنك يوم تأكل منها موتا تموت
ثم خلق الله من آدم زوجته حواء وكانا عاريين في الجنة لأنهما لا يدركان الخير والشر وجاءت الحية ودلتهما على الشجرة لاحظ الحية الآن هي إبليس صار إبليس أفضل من الله استغفر الله لأن الله ما كان يريدهم يدركون الخير والشر والحية تدلهم ـ وجاءت الحية ودلتهما على الشجرة وحرضتهما على الأكل من ثمرها وقالت إنكما لا تموتان بل إن الله عالم أنكما يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتعرفان الخير والشر فلما أكلا منها انفتحت أعينهما وعرفا إنهما عاريان فصنعا لأنفسهما ميزرا فرآهما الرب وهو يتمشى في الجنة فاختبأ آدم وحواء منه فنادى الله آدم أين أنت؟ فقال آدم سمعت صوتك فاختبأت لأني عريان فقال الله من أعلمك بأنك عريان هل أكلت من الشجرة ثم إن الله بعدما ظهر له أكل آدم من الشجرة قال هو ذا صار آدم كواحد منا عارف بالخير والشر والآن يمد يده فيأكل من شجرة الحياة ويعيش إلى الأبد فأخرجه الله من الجنة وجعل على شرقيها ما يحرس طريق الشجرة وذكر في العدد التاسع من الإصحاح الثاني عشر أن الحية القديمة هو المدعو إبليس والشيطان الذي يضل العالم كله.
يعلق السيد الخوئي انظر كيف تنسب كتب الوحي إلى قداسة الله أنه كذب على آدم وخادعه في أمر الشجرة ثم خاف من حياته وخشي من معارضته إياه في استغلال مملكته فأخرجه من الجنة وأن الله جسم يتمشى في الجنة وإنه جاهل بمكان آدم حين اختفى عنه وأن الشيطان المضل نصح لآدم وأخرجه من ظلمة الجهل إلى نور المعرفة وأدرك الحسن والقبح.
المورد الثاني
وفي الإصحاح الثاني عشر من التكوين يعني من سفر التكوين أن إبراهيم ادعى أمام فرعون أن سارة أخته وكتم أنها زوجته ـ هذا السفر يدعي أن إبراهيم قال لفرعون إنها أختي وتزوجها فرعون وإبراهيم يعرف يعني إبراهيم غرر ـ فأخذها فرعون لجمالها وصنع إلى إبراهيم خيرا بسببها وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإما وأتن وجمال ـ أتن جمع أتان والأتان هو أنثى الحمار ـ وحين علم فرعون أن سارة كانت زوجة إبراهيم وليست أخته قال له لماذا لم تخبرني إنها امرأتك لماذا قلت هي أختي حتى أخذتها لي لتكون زوجتي ثم رد فرعون سارة إلى إبراهيم، صار فرعون أفضل من أب الأنبياء إبراهيم "عليه السلام" استغفر الله ـ ومغزى هذه القصة أن إبراهيم صار سببا لأخذ فرعون سارة زوجة إبراهيم زوجة له وحاشى إبراهيم وهو من أكرم أنبياء الله أن يرتكب ما لا يرتكبه فرد عادي من الناس.
بعض الروايات إبراهيم كان غيورا جدا لما وصل محمله مر لأن إبراهيم عراقي من العراق والنمرود في العراق ولما نجا من المحرقة نفاه النمرود خرج إبراهيم من العراق إلى بيت المقدس إلى فلسطين المحتلة مر بمصر هناك فرعون مصر هذا القبطي في الطريق كشف المحمل فرأى سارة هذا الشرطي فمد يده تقول الرواية فدعا عليه إبراهيم الخليل فشلت يده فأخذ يبكي فقال سامحني فدعا له إبراهيم الخليل ورجعت يده قال اتركنا وحالنا الغيرة أبو الغيرة وبعض الروايات إنه لما ارتفع إلى السماء إبراهيم الخليل رأى رجلا وامرأة يزنون فدعا عليهم فماتا ثم ارتقى مع جبرائيل فأرى رجلا وامرأة يزنون فدعا عليهم فماتوا فجاءه النداء من الله “عز وجل” يا إبراهيم هؤلاء سنين في مملكتي ويرتكبون الفاحشة ولم أقبض أرواحهم أملا في توبتهم ولكن هاتين اللحظتين دعوت عليهم هؤلاء عميدي يعني رأوا رحمة الله “عز وجل” وحلم رب العالمين عن ذنوبنا وسيئاتنا.
المورد الثالث
وفي الإصحاح التاسع عشر من سفر التكوين قصة لوط مع ابنتيه في الجبل الخلاصة يقولون لوط عنده بنت كبيرة وصغيرة وأبوهم كبر صار شيخا يريدون ذرية فسقوه الخمر أول ليلة سقوه الخمر ونامت معه الكبيرة وحملت منه ثم ثاني ليلة سقوه الخمر ونام مع الصغيرة وحملت منه، الكبيرة ولدت له ابنا وسمته موآب وهذا موآب أب الموآبيين والصغيرة ولدت له ابنا سمته بنعامين وهو أبو بني عمون فهذا ينسبونه إلى زنا نبي الله لوط الإنسان العادي نحن لا نتصور في حقه هذا الشيء أنه يسكر ويفجر بابنتيه فكيف بنبي من أنبياء الله.
المورد الرابع
الإصحاح السابع والعشرين من التكوين فيه إن إسحاق "عليه السلام" أراد أن يعطي ابنه عيسو بركة النبوة فخادعه يعقوب وأوهمه أنه عيسو وقدم له طعاما وخمرا.
الخلاصة إسحاق أراد أن يعطي النبوة إلى عيسو يعقوب سقاه الخمر فصارت النبوة إلى يعقوب عيسو في النهاية جاء يشتكي قال له خلاص الموضوع بعد الآن أنا أعطيت النبوة إلى غيرك.
المورد الخامس
الإصحاح الثامن والثلاثين من سفر التكوين
إن يهوذا بن يعقوب زنا بزوجة ابنه عير المسماة بثامار يعني كنته فيهوذا زنا بكنته وولدت له ولدين فارس وزارح وقد ذكر إنجيل متا في الإصحاح الأول نسب يسوع المسيح تفصيلا وجعل المسيح وسليمان وأباه داود من نسل فارس الذي هو ولد من زنا يهوذا بكنته ثامار.
المورد السادس
الإصحاح الحادي عشر والثاني عشر من سفر سومئيل الثاني
هذه مشهورة أن داود زنا بامرأة أوريا، أوريا هو قائد عسكري لداود وامرأته جميلة جدا وداود أراد أن يأخذ زوجة أوريا فقال للجند قدموا أوريا لكي يقتل فقدموه في المعركة فقتل فأخذ زوجته وأنجب منها سليمان.
المورد السابع
الإصحاح الحادي عشر من الملوك الأول
سليمان كانت له سبعمائة زوجة من السيدات وثلاثمائة من السراري يعني الإماء يعني ألف فأمالت النساء قلبه ورأى آيات أخرى ويتكلمون أن سليمان أقام التماثيل والأصنام فينسبون الوثنية وإقامة معبد للوثنين على يد سليمان النبي.
المورد الثامن صفحة 55
وفي الإصحاح الأول من كتاب هوشا
أن أول ما كلم الرب هوشا قال الرب لهوشا أذهب وخذ لنفسك امرأة زنا وأولاد زنا لأن الأرض قد زنت زنا تاركة الرب فذهب وأخذ جهمر بنت دبلاين فحملت وولد له ابنان وبنت وفي الإصحاح الثالث أن الرب قال له أذهب أيضا أحبب امرأة حبيبت صاحب وزانية كمحبة الرب لبني إسرائيل فكيف الرب يأمر بالزواج بالزانية وبنت الزنا.
الأمر التاسع
في الإصحاح الثاني عشر من إنجيل متا والإصحاح الثالث من إنجيل مرقز والثامن من إنجيل لوقا: أن المسيح فيما هو يكلم الجموع إذ أمه وأخوته قد وقفوا خارجا طالبين أن يكلموه فقال له واحد هو ذا أمك وإخوتك واقفون خارجا طالبين أن يكلموك فأجاب وقال للقائل له من هم أمي ومن هم أخوتي ثم مد يده نحو تلامذته وقال ها أمي وأخوتي لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات وأخي وأختي وأمي يعني المسيح يعرض عن أمه وعائلته وإخوانه يعقها ويقدم طلابه على أمه.
المورد العاشر
والأخير الإصحاح الثاني عشر من يوحنا أن المسيح حظر مجلس عرس فنفذ خمرهم فعمل لهم ستة إجرام من الخمر بطريق المعجزة.
هذه أمثلة كيف أن القرآن نزه الأنبياء.
المورد الثاني القرآن والاستقامة في البيان يأتي عليه الكلام.