46/06/15
بسم الله الرحمن الرحیم
ثمرة البحث/الخطابات الشفاهیة /العامّ والخاصّ
الموضوع: العامّ والخاصّ/الخطابات الشفاهیة /ثمرة البحث
متن الکفایة:
وفيه : إنّه مبني على اختصاص حجية الظواهر بالمقصودين بالإِفهام ، وقد حقق عدم الاختصاص بهم. ولو سلّم ، فاختصاص المشافهين بكونهم مقصودين بذلك ممنوع ، بل الظاهر أن الناس كلهم إلى يوم القيامة يكونون كذلك ، وإن لم يعمهم الخطاب ، كما يؤمی إليه غير واحد من الأخبار.[1]
نقد ثمرة الأولى:
يقول المصنّف(رحمه الله) في مقام نقد هذه الثمرة: إنّ هذه الثمرة مبنية على القول باختصاص حجية الظواهر بالمقصودين بالإفهام؛ أي لا یستحقّ الاستظهار إلا للمقصودین بالإفهام. ولكن نقول:
أولاً: في بحث حجية الظواهر سيتّضح أنّ دليل حجية الظواهر هو السيرة العقلائية، وهذه السيرة لا تختصّ بالمقصودين بالإفهام، بل تشمل الجميع، سواء كانوا مقصودين بالإفهام أم لا. وعليه، سواء قلنا بتعميم الخطابات الشفاهية إلى المعدومين أم خصصناها بالحاضرين والموجودين، فإنّ المعدومين أيضًا یستحقّون للاستظهار، وتكون الظواهر في الخطابات الشفاهية حجّةً عليهم كذلك.
ثانياً: وعلى فرض قبول اختصاص حجية الظواهر بالمقصودين بالإفهام، قلنا إنّ الحاضرين والموجودين ليسوا وحدهم المقصودين بالإفهام، بل الظاهر أنّ جميع الناس إلى يوم القيامة مقصودون بالإفهام. لذا، تكون الظواهر في الخطابات الشفاهية حجّةً على المعدومين أيضًا، ويملكون حقّ الفهم والاستظهار، سواء قلنا بتعميم الخطابات الشفاهية إلى المعدومين أم خصصناها بالحاضرين والموجودين. ومؤيّد ذلك أخبار متعدّدة، مثل حديث الثقلين، الذي ورد في هذا السياق وأمر الناس بعرض الأخبار المتعارضة على الكتاب. وهذه الأخبار ظاهرة في أنّ جميع الناس إلى يوم القيامة يستحقّون للاستظهار من آيات القرآن الكريم. وإلّا، إنّ عرض الأخبار المتعارضة على الآيات لتشخيص الرواية الصحيحة لا يكون له معنى.
فائدة:
ذكر المحقّق الخوئي(رحمه الله) في المحاضرات[2] ، والشهيد الصدر(رحمه الله)[3] في البحوث، هذه الثمرة، وأشارا إلى النقد المذكور عن المحقّق الخراساني(رحمه الله). ويبدو أنّهما يريان وجاهة هذا النقد.