< فهرست دروس

درس خارج فقه الأستاذ السيد رحيم التوکّل

1402/07/25

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: كتاب النكاح/أقسام النکاح /جواز من اهل کتاب

 

الوجه الخامس : انه يمكن ان يقال ان قوله فى الصدر في الآية الشريفة هو الايمان بالشريعة التي كانت في زمانهم قبل شريعة الاسلام و المراد من الايمان في الذيل هو الايمان بالرسول الاعظم الذي هو الانبياء والمرسلين فاذا اعتقد به و عمل باوامره و نواهيه فله اجره عند ربه. .
و الحاصل ان الصابئين كغيرهم اذا آمنوا و عملوا الصالحات فلهم اجرهم عند ربهم كما ان هذا مشترک بین جميع الاديان من غير فرق بينهم بان سبيل النجاة منحصر في الاعتقاد بالنبي الاعظم صلی الله علیه و آله .

و لذا من آمن بالنبي الاعظم صلی الله علیه و آله سواء كان من اليهود او النصارى او الصابئين و المشركين فله اجره عند الله تعالى و الاسلام يجب ما قبله فهو كسائر المسلمين فيعامل معه ما يعامل مع سائر المسلمين و لا فرق في ذلك بین اصناف الناس من ان يكون له دين و كتاب و شریعه کالیهود و النصارى او يكون من عبدة الاوثان كالمشرکین و الامر كذلك في حق الصابئين .
و لایخفی علیک ان للصابئين كتابا او شريعة فلا يستفاد منها .
مع ان الآية الشريفة لكانت فى مقام بيان طريق النجاة في الدنيا و الآخرة .
و اما الكلام في آية ١٧ من سورة الحج

فقال الله تبارک و تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [1]
و الفرق بين هذه الآية الشريفة و بين الآية في سورة البقرة آیة ۶۲ ان تلك الآية الشريفة لكانت في مورد نجاة الناس من العذاب و لكن هذه الآية الشريفة لكانت في حكم حق تعالى بين الناس و الفصل بين من كان على دين الحق و اهل الكتاب و بين من كان من عبدة الأوثان .
و بعبارة اخرى : ان الظاهر من الآية الشريفة فى آيه ۶۲ من سورة البقرة ان من اعتقد بدين او لم يعتقد و لكن اذا آمن بالنبي الاعظم صلی الله علیه و آله و اليوم الآخر و عمل عملاً صالحاً فهو على صراط مستقيم و له عزة عند الله تبارک و تعالی فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
و لكن مفاد هذه الآية الشريفة من سورة الحج آية ١٧ هو الحكم من الله تبارک و تعالى بين الناس
تعيين الحق عن الباطل فليس مفادها هو الايمان بالنبي الاعظم صلی الله علیه و آله و بیان طريق النجاة و لذا جمع الله تعالى فى هذه الآية الشريفة من كان من اهل الايمان و اهل الكتاب و المجوس و من اشرک بالله تعالى لان حكم الله ليجرى في جميع اصناف المكلفين .
و من البديهي أن الشريعة السابقة منسوخة بالشريعة الجديدة و العمل على طبقها باطل و لذا قال الله تبارک و تعالى : ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [2]

و قال الله تعالى بعد هذه الآية الشريفة : ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [3]
و المستفاد من آیه ۶۸ : انه تعالى قال يا اهل الكتاب مادام لم تعملوا بالتوراة و كذا بالانجيل و ما انزل اليكم من ربكم فلاتكونون على الحق و ما انزل الیک من ربك فلا یزید فی قلوبهم الا طغياناً و كفراً فلا تأس ولا تحزن على القوم الكافرين .
و لذا قال الله تبارک و تعالی : ﴿قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴿136﴾ فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾[4]
و قوله تعالى : ﴿فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ﴾ فالمراد انهم ارادوا الشقاق والتفرقة بين الناس و لكن الله تعالی یکفیک و یحفظك عن كيدهم و مكرهم و هو السميع العليم القادر المتعال و هو سميع لما قال به الكافرون و عليم بنياتهم و قصدهم فانهم مكروا و مكر الله و الله خير الماكرين
و الله هو المنتقم عن الاعداء فقد قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [5]
و قد قال الله تعالى : ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [6]

و قال الله تعالى تبارک و تعالی : ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [7]
و اللازم على كل من اعتقد بغير الاسلام انه فى الاخرة من الخاسرين.
و الحاصل من جميع ما ذكرناه في حق الصابئي مع عدم ورود رواية في حقه و عدم ما دل في الكتاب الشريف في حقه بالصراحة فلا يثبت ان له كتاب في شريعة .
فيدخل في حرمة النكاح من الكفار الا ما خرج بالدليل كما في حق اهل الكتاب من اليهود او النصارى. مع انه قد مر ان الصابئى يعبد الكواكب والنجوم على قول و انه يعبد الملائكة على قول آخر و امثال ذلك.
و ان ما نقل عن بعض انه من شعب اليهود او النصارى و لكن اللازم هو اثبات ذلك فان ثبت ذلك فما يكون على اليهود و النصارى يجرى فى حقه و الا فهو داخل فى حكم الكفار و حرمة النكاح فان كان من المحاربين لوجب على المسلمين قتاله و ان لم يكن من المحاربين فلا اشكال في ان يعامل معه معاملة مع القسط و العدالة فان الله يحب المقسطين. .
و صلى الله على محمد و آله الطاهرين. .

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo