درس خارج فقه استاد توکل

موضوع: احکام المستحدثه/ النکاح / فی جواز النکاح من اهل الکتاب و عدمه

و اما الروایات التی تدل علی منع نکاح اهل الکتاب مطلقا.

منها : ما عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : سألته عن نصارى العرب ، أتؤكل ذبائحهم؟ فقال: كان علي علیه السلام ينهى عن ذبائحهم وعن صيدهم وعن مناكحتهم.[1]

و المصرح فیها هو النهی عن اکل ذبائحهم و صیدهم و مناکحتهم و النهی یدل علی الحرمة و فی المقام ان الحرمة وضعیة تدل علی عدم تحقق النکاح.

مضافاً الی عدم وجود الخصوصیة فی نصاری العرب بل المراد هو الفرد الذی کان نصرانیاً و اضافته الی العرب لکان لاجل انه مورد الابتلاء کما انه لا فرق بین کون المرأة من اهل الکتاب نصرانیة او یهودیة.

و منها : ما عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله علیه السلام - في حديث ـ قال : وما احب للرجل المسلم أن يتزوج اليهودية ولا النصرانية مخافة أن يتهود ولده أو يتنصر.[2]

و لایخفی علیک :

اولاً : ان قوله علیه السلام ما احب لایدل علی الحرمة فالاستدلال بها علی الحرمة محل تأمل جداً.

ثانیاً: ان العلة المذکورة فی ذیل الروایة بان عدم الحب لکان لاجل امکان ان یکون الولد یتهود او یتنصر و من البدیهی ان نکاح الیهودیة او نصرانیة لایکون علة تامة للتهود او التنصر بل المراد امکان ذلک و من الواضح امکان ان یکون الولد مسلماً مع المراعاة بمکان من الامکان.

و ثالثاً : انه لو کان نکاح الیهودیة او النصرانیة ممنوعا ًفلا یحتاج الی ذکر العلة من تهود الولد او تنصره لان الامر ممنوعاً شرعاً سواء صار الولد مسلماً بعده او لایکون.

و رابعاً: ان هذه الروایة یصح ان تکون قرینة علی النهی الوارد فی سائر الروایات بان النهی لکان لاجل ما ذکر من العلة فی هذه الروایة.

و منها : ما عن زرارة بن اعين ، قال : سألت أبا جعفر علیه السلام عن نكاح اليهودية والنصرانية ، فقال : لا يصلح للمسلم أن ينكح يهودية ولا نصرانيّة انما يحل منهن نكاح البله.[3]

البلة : ابله بودن ، احمق بودن ، ساده بودن

و قال بعض من عاصرناه ان قوله انما یحل کان قرینة علی ان قوله لایصلح لکان بمعنی الحرمة، انتهی کلامه.

اقول: ان کلمة لایصلح فی نفسه لایدل علی الحرمة بل یمکن ان یکون عدم الصلاح لاجل ما ذکر فی بعض الروایات من امکان ان تکون الولد صار یهودیاً او نصرانیاً.

و من الواضح انه لو کان مورد النکاح من البلة فلا یکون محلاً للخوف من ان یکون الولد یهودیاً او نصرانیاً بل قوله علیه السلام انما یحل کان قرینة علی عدم الخوف فی هذه الصورة لعدم امکان ان تدخل المرأة الولد فی دینها و لذا صار الولد مسلماً.