درس خارج فقه استاد توکل

موضوع: احکام المستحدثه/ النکاح / فی جواز النکاح من اهل الکتاب و عدمه

وقد وردت روایات تدل علی النکاح من اهل الکتاب

منها ما ورد عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ تَزَوَّجَ نَصْرَانِيَّةً عَلَى مُسْلِمَةٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا قَوْلِي بَيْنَ يَدَيْكَ قَالَ لَتَقُولَنَّ فَإِنَّ ذَلِكَ يُعْلَمُ بِهِ قَوْلِي قُلْتُ لَا يَجُوزُ تَزْوِيجُ النَّصْرَانِيَّةِ عَلَى مُسْلِمَةٍ وَ لَا غَيْرِ مُسْلِمَةٍ قَالَ وَ لِمَ قُلْتُ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ قُلْتُ فَقَوْلُهُ وَ لا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ نَسَخَتْ هَذِهِ الْآيَةَ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ سَكَتَ [1] .

و الظاهر من السوال و الجواب ان السائل من اهل العلم و الاستنباط و لذا سأل الامام عنه کیفیة الاستدلال من الآیة الشریفة و لو لم یکن کذلک لاجاب الامام من دون تعلیم فی کیفیة الاستنباط.

و اما تبسمه له احتمالان:

الاول : ان الآِیة الشریفة فی سورة البقرة نسخت الآیة فی سورة المائدة و لکن هذا الاحتمال غیر معقول بان الآیة التی نزلت سابقاً یوجب نسخ الآیة التی نزلت بعده فلا معنی للنسخ فیکون هذا الوجه خلاف القاعدة المسلمة.

الثانی: ان الآیة الشریفة فی سورة المائدة تخصص الآیة فی سورة البقرة لان مفادها عام و قابل للتخصیص فما نزلت فی سورة المائدة تخصصها فهذا الوجه یکون طبق القاعدة من ورود عام ثم ورود خاص یخصصه.

و الحاصل من ذلک ان النهی العام فی سورة البقرة یخصص بالجواز فی سورة المائدة و اللازم من ذلک هو جواز نکاح النساء من اهل الکتاب مضافاً الی ان الاطلاق فی الآیة الشریفة یوجب الحکم بجواز النکاح سواء کان علی وجه الدائم او المنقطع.

بقی فی المقام شئ و هو ان الامام اذا تبسم فله وجهان:

الاول: ان تبسمه دلیل علی رضاه بما قال به الراوی و ان ما یقول صحیح و اللازم من ذلک ان الآیة الشریفة فی سورة البقرة توجب نسخ ما فی سورة المائدة و لکن قد مرّ آنفاً ان هذا لایناسب القواعد المسلمة بان ما ینزل سابقاً یوجب نسخ ما نزل بعد و یستکشف من ذلک ان التبسم لایکون اعلاناً لرضاه .

الثانی: ان تبسمه علامة و اعلان لاشتباه الراوی عن کیفیة استدلاله و الامام بهذا التبسم اعلن عدم صحة استدلاله و لکن لا یصرح بالاشتباه الراوی لعلة کانت فی نظره الشریف فعلیه لایکون فی ذلک مخالفة للقواعد المسلمة.