درس خارج فقه استاد توکل

موضوع : احکام الاستحاضة، الاستحاضة، الطهارة

الامر الرابع : فی وجوب الوضوء لکل صلوة و علیه المشهور و اکثر المتأخرین و جمهورهم و عن الخلاف الاجماع علیه و استدل بقوله تعالی فـاذا قمتم الی الصلوة . . . من وجوب الوضوء لکل صلوة و الخارج منها هو غسل الجنابة و قد مرّ سابقاً من عدم اغناء الغسل عن الوضوء و ان ذهب الیه بعض.

و فی صحیحة زرارة بقوله علیه السلام وَ إِنْ لَمْ يَجُزِ الدَّمُ الْكُرْسُفَ صَلَّتْ بِغُسْلٍ وَاحِد .[1]

فهذه الروایة لاتکون دلیلاً علی عدم وجوب الوضوء لاجل عدم ذکره لانها کانت فی مقام الاکتفاء بغسل واحد فی مقابل لزوم الاغتسال الثلاثة اذا جاز الدم الکرسف کما قال فی هذه الروایة . . . . فان جاز الدم الکرسف تعصبت و اغتسلت ثم صلت الغداة بغسل و الظهر و العصر بغسل و المغرب و العشاء بغسل و لذا لا تکون هذه الروایة دلیلاً علی عدم لزوم الوضوء . مضافاً الی صحیحة معاویة بن عمار عن ابی عبد الله علیه السلام . . . وَ إِنْ كَانَ الدَّمُ لَا يَثْقُبُ الْكُرْسُفَ تَوَضَّأَتْ وَ دَخَلَتِ الْمَسْجِدَ وَ صَلَّتْ كُلَّ صَلَاةٍ بِوُضُوءٍ . . . .[2]

و اضف الی ذلک موثقة سماعة فقال علیه السلام وَ إِنْ لَمْ يَجُزِ الدَّمُ الْكُرْسُفَ فَعَلَيْهَا الْغُسْلُ لِكُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً وَ الْوُضُوءُ لِكُلِّ صَلَاةٍ .[3]

هذا کله فی الاستحاضة القلیلة و المتوسطة من لزوم الوضوء لکل صلوة و اما فی الاستحاضة الکثیرة فلا تدل النص علی لزوم الوضوء لعدم التعرض له فی الروایات مع التعرض له فی القلیلة و المتوسطة.

فقال المحقق الحکیم ما هذا لفظه : مضافا الی خلو نصوص الباب عن التعرض له مع تعرضها فی المتوسطة و القلیلة بنحو تکون کالصریحة فی نفیه. و لاجل ذلک حکی عن ظاهر الصدوقین و الشیخ و السید فی الناصریة و الحلبی و ابن زهرة و حمزة و البراج عدم وجوبه . انتهی کلامهم .[4]

اقول : اما قوله بنحو تکون کالصریحة فی نفیه ، ان عدم التعرض لا یکون کالصریح فی نفی الوضوء لانه مع عدم التعرض یکون الامر مسکوتاً و الامر فی حال عدم التعرض لکان ذا وجهین فلا یکون دلیلاً علی احد الوجهین من وجوب الوضوء و عدمه مع انه یمکن ان یستفاد وجوب الوضوء للمستحاضة الکثیرة من مرسلة یونس الطویلة بقوله علیه السلام فی سنة التی تعرف ایامها . . . فَلْتَدَعِ الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا ثُمَّ تَغْتَسِلُ وَ تَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ قِيلَ وَ إِنْ سَالَ قَالَ وَ إِنْ سَالَ مِثْلَ الْمَثْعَب‌ . . . .[5]