درس خارج فقه الأستاذ السيد رحيم التوکّل
1402/10/17
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع: كتاب الطهارة/تغسيل الميت /احکام التیمم
(کلام السید فی العروة ) و أما لو فرض شرب الطفل بنفسه فالأمر أسهل فيستعمل الماء الطاهر في الوضوء مثلاً ويحفظ الماء النجس ليشربه الطفل.[1]
و قد مرّ آنفاً ان الطفل لیس بمکلف فلا حرمة فی شربه الماء النجس و لیس فی البین اشراب حتی یتوهم حرمته فمع عدم الدلیل علی منعه من شرب الماء النجس فلا اشکال فی البین فیصح ابقاء الماء الطاهر للطهارة المائیة لعدم صدق فقدان الماء فی حقه.
و لکن لایخفی علیک ان الطفل اذا شرب الماء النجس فلا منع فی البین و لا حرمة لعدم تکلیفه و اما جواز اشرابه فمحل تأمل لان اثر النجاسة فی نفس الطفل مما لاینکر ففی هذه الصورة لزم اشرابه الماء الطاهر للطفل و حفظه عن اشراب النجاسة فاذا لم یکن فی البین ماء یصح الاتیان بالتیمم بدل الطهارة المائیة.
و لا بأس ببیان نکتة مهمة فهی ان الاثرات تارة تکون تکلیفیة و اخری تکون وضعیة فالاول منوط بالعلم و الجهل بانه اذا علم ان هذا المایع خمر او نجس فلا یجوز شربه و یعاقب علی ارتکابه و لکن اذا جهل فلیس علیه عقاب.
و اما الاثرات الوضعیة فهی تترتب قهراً سواء علم بها او لم یعلم و لذا یعبرّ عنها بالاثرات الوضعیة فمن شرب السّم جهلاً لوقع فی الهلاکة قهراً و ان لم یکن عالماً بالسم و فی المقام ان النجاسة لاجل وجود القذارة فی ذاتها فهی منفیة فی الشریعة لان الحرمة لکانت لاجل القذارة فی متعلقها- لان الاحکام تابعة للمصالح او المفاسد فی نفس الامر و ان الشارع الاقدس لایرضی فی الامر الحرام و لذا ان المکلف اذا احتمل الحرام للزم علیه الاحتیاط و ان کان فی ظاهر الشریعة جواز ارتکابه لاجل جهله بالحرام و اضف الی ذلک ان الماء اذا کان فیه سم او مرض – و ان لم یکن علی حد یوجب الهلاکة – فهل یرضی احد ان یشرب الطفل ذلک الماء و ان لم یکن فیه الهلاکة فالنجس لاجل قذارته یکون کذلک فلا یجوز اشراب الطفل بهذا الماء و الاحتیاط فی ظرف الشبهة یکون لذلک الامر.
فعلیک بالتأمل فی حدیث التثلیث فعن رسول الله9 الامور ثلاثة حلال بیّن و حرام بیّن و شبهات بینهما فمن ترک الشبهات نجی من المحرمات و من اخذ بالشبهات وقع فی المحرمات و هلک من حیث لایعلم.
و من البدیهی ان ترک الشبهة لیس بواجب فی ظاهر الشریعة لصحة جریان البرائة اذا لم یعلم بالحرام و لکن الاثرات القهریة الوضعیة مترتبة و ان لم یکن فی البین عقاب .
و الحاصل ان اشراب الطفل الماء النجس غیر صحیح بل غیر جائز فلزم منع الطفل عن الشرب فضلاً عن الاشراب فاذا شرب الطفل الماء الطاهر و لم یکن فی البین ماء للطهارة المائیة لصدق علیه عنوان الفقدان فیجوز له التیمم.
