درس خارج فقه الأستاذ السيد رحيم التوکّل
1402/07/09
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع: احکام الغسل و الوضو /طهارت / احکام التیمم
او ان البدار لایجوز فلزم طلب الماء و ان لم یجد لزم علیه الصبر الی ضیق الوقت – عند احتمال وجدان الماء – و من البدیهی انه اذا علم عدم الوجدان لایجب علیه الصبر الی ضیق الوقت مع ان مفاد روایة زرارة عدم جواز البدار و الاتیان بالصلوة فی اول الوقت فاذا فحص و لم یجد الماء و اتی بالصلوة لکان الامتثال بهذه الصلوة امتثال احتمالی فلا یقین بالبرائة بعد الاشتغال فاذا ضاق و لم یجد الماء لکان ذلک کاشفاً عن صحة الامتثال و الیقین بالبرائة و لکن اذا وجد الماء علم ان ذلک الامتثال غیر صحیح و لایوجب البرائة .
و بعبارة اخری ان وجدان الماء بعد الاتیان بالصلوة کاشف عن عدم صحة التیمم و لکن المهم هو النظر الی الروایات و اثبات جواز البدار و عدمه.
و قد یقال ان مفروض المسئلة لکان من صغریات ان من صلی بتیمم صحیح لم تجب علیه الاعادة و لکن الاشکال لکان فی ان التیمم الذی اتی به المکلف کان صحیحاً ام لا؟
و لکن یجاب عنه ان المتیمم قد اتی بما هو وظیفته من الفحص فی الحد الذی بینه الشارع الاقدس و لکن لایجد الماء و لذا قد صدق علیه انه لم یجد الماء فجواز التیمم و صحته لکان لاجل العمل بما هو وظیفته شرعاً فلا اشکال فی التیمم.
مع ان المراد من قوله تعالی : ﴿فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء﴾[1] هو عدم الوجدان بعد الفحص و ان یمکن وجوده فی مکان و لکن المکلف لایصل الیه و لایقدر علی التمکن منه و لیس المراد عدم الوجود مطلقا و لذا یمکن وجوده و لکن لایظفر الیه المکلف.
نعم لو کان المراد منه عدم الوجود مطلقا فالوصول بعد الفحص و الاتیان بالصلوة کاشف عن عدم صحة التیمم و لکن الامر لیس کذلک بل المراد – کما مرّ – من عدم الوجدان هو عدم وصول المکلف الیه حین الفحص فمع تحقق عنوان ان لم تجدوا ماء لصدق علیه عنوان الفقدان فالتیمم وقع صحیحاً.
و لکن قد مرّ آنفاً ان صحة التیمم او عدمها منوطتان بجواز البدار و عدمه فمع جواز البدار فالتیمم وقع صحیحاً فلا تجب الاعادة فی الوقت او القضاء بعده .
و مع عدم جواز البدار فالتیمم بعد دخول الوقت غیر صحیح و لذا لزم الصبر الی ضیق الوقت ففی هذه الصورة کان التیمم صحیحاً و یصح الاتیان بالصلوة مع الطهارة الترابیة.