درس خارج فقه الأستاذ السيد رحيم التوکّل

اقول: ان المکلف اذا عمل بما بینه الشارع الاقدس و اتی بالتیمم بعد الفحص عن وجود الماء و عدم الظفر به ففی هذه الصورة ان قوله تعالی فان لم تجدوا ماءً لکان صادقاً فی حقه – مع ان الظاهر من قوله تعالی ان لم تجدوا ماءً هو فی الظاهر بان المکلف فحص بمقدار وسعه و لم یجد ماءً فقوله تعالی ان لم تجدوا ماء صادق فی حقه و ان یمکن وجود الماء فی مکان لایظفر علیه و لکن المهم هو صدق العرفی فی انه لم یجد ماءً – لانه قد طلب فی حقه الذی بینّه الشارع فلا اشکال فی الاتیان بالصلوة مع الطهارة الترابیة و اذا وجد الماء بعد مضی الوقت فلا اشکال فی عدم وجوب القضاء علیه لان القضاء لکان فرع عنوان التفویت و عدم الاتیان بالعمل فی الوقت و لکن المفروض انه لایتحقق التفویت فیما هو الواجب علیه لانه قد عمل بما هو وظیفته.

و اضف الی ذلک ان القضاء لکان بامر جدید و طرو هذا الامر بعد الوقت محل تأمل و الاصل عدمه.

و اما اذا وجد الماء فی الوقت و قد صلی بالتیمم فهل یجب علیه الاعادة ام لا و المصرح فی کلام السید عدم وجوب الاعادة و الوجه فیه ان المعتبر فی الاتیان بالتیمم هو عدم التمکن من استعمال الماء لا عدم وجوده و المفروض انه طلب و لم یجده ثم عمل بما هو وظیفته.

و قال المحقق الخویی: و هذا مما لایمکن المساعدة علیه و ذلک لان المستفاد من صحیحة زرارة المتقدمة و الآیة الشریفة هو ان المعتبر فی الامر بالتیمم هو العجز عن استعمال الماء فی مجموع الوقت و حیث المامور به من الصلوة هو الطبیعی فلا مناص من ان یلاحظ التمکن من الماء و عدمه بالنسبة الی الطبیعی الواقع بین الحدین فلا یعتنی بعدم التمکن من الاستعمال فی زمان ما و علیه اذا عجز عن الماء فی زمان فتیمم و صلی ثم وجد الماء کشف ذلک عن عدم کونه مامورا بالتیمم واقعاً فلابد ان یعید صلوته مع الطهارة المائیة .[2]

و روایة زرارة عن احدهما علیهما السلام اذا لم یجد المسافر الماء فلیطلب مادام فی الوقت فاذا خاف ان یفوته الوقت فلیتیمم و لیصل .[3]