درس خارج فقه استاد توکل
1401/07/18
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع: احکام الاموات/طهارت / احکام الدفن
(کلام السید فی العروة ) مسألة ٢ : إذا مات ميت في السفينة فان أمكن التأخير ليدفن في الأرض بلا عسر وجب ذلك ، وإن لم يمكن لخوف فساده أو لمنع مانع يغسّل ويكفّن ويحنّط ويصلّى عليه ويوضع في خابية ويوكأ رأسها ويلقى في البحر مستقبل القبلة على الأحوط ، وإن كان الأقوى عدم وجوب الاستقبال ، أو يثقل الميت بحجر أو نحوه بوضعه في رجله ويلقى في البحر كذلك ، والأحوط مع الإِمكان اختيار الوجه الأول ، وكذا إذا خيف على الميت من نبش العدو قبره وتمثيله.[1]
و فی المسئلة امور لزم البحث حولها:
الاول : ان الاستقبال المعتبر فی دفن المیت هل یعتبر فی القاء المیت فی البحر ام لا ؟
فقال المحقق الخویی ما هذا لفظه: الصحیح عدم اعتبار الاستقبال حینئدة لان الصحیحة انما دلت علی اعتباره فی الدفن و الالقاء فی البحر لیس بدفن و انما هو بدل عنه و لم یقم دلیل علی اعتبار الاستقبال فی البدل ایضاً.
و المراد من الصحیحة هو صحیحة محمد بن عيسى اليقطيني، عن يعقوب بن يقطين قال: سألت أبا الحسن الرضا علیه السلام عن الميت كيف يوضع على المغتسل موجها وجهه نحو القبلة، أو يوضع على يمينه ووجهه نحو القبلة؟ قال: يوضع كيف تيسر، فإذا طهر وضع كما يوضع في قبره.[2] .[3]
اقول : و فیه ان الواجب هو الاستقبال فاذا طرء عارض فی ذلک لزم الرجوع الی ما یقوم مقامه ای الی البدل و من الواضح ان المحذور یقدر بقدره فاذا لم یمکن الدفن فی التراب فالدفن فی البحر – حسب الفرض- یقوم مقامه فالعذر انما یکون فی الدفن فی الارض و لکن سائر الشروط لایکون فیه عذر کما لایصح ترک التغسیل او التکفین او التحنیط حتی التدفین لصرف طرو العذر فی الدفن فی الارض فلزم حین الالقاء فی البحر مراعاة الاستقبال لان المحذور انما یکون فی هذا الامر فقط دون غیره.
اللهم الا ان یقال ان المیت بعد استقراره فی القبر لزم ان یوضع فیه بوضع خاص و لایلزم مراعاة ذلک الوضع حین ادخاله فی القبر و الامر کذلک فی الالقاء فی البحر بان حین الالقاء فی البحر لکان کادخاله فی القبر فلا یلزم مراعاة وضعه نحو القبلة نعم لو یمکن وضع المیت نحو القبلة بعد استقرار فی عمق الماء نحو القبلة لوجب ذلک فلاجل ما ذکرناه لایلزم مراعاة القبلة حین الالقاء کما لاتکون واجبة حین الادخال.
و لکن ان ماذکرناه لکان غیر ما قال به المحقق الخویی.
الثانی : هل المکلف مخیر بین جعل المیت فی خابیة مع شد رأسها و القائها فی البحر و بین تثقیل المیت بحجر او نحوه و القائه فیه.
اقول: انه لزم النظر الی مفاد الروایات و ما یستفاد منها لان الامر التعبدی لزم ان یعمل علی طبقه.
ففی صحیحة ایوب بن الحر سأل ابو عبدالله علیه السلام عن رجل مات و هو فی السفینة فی البحر کیف یصنع به قال یوضع فی خابیة و یؤکأ رأسها و تطرح فی الماء .[4]
و المستفاد منها کما هو المصرح فیها هو ما ذکره السید فی الوجه الاول فلزم العمل به اذا لم تکن فی البین روایة اخری مفادها غیر مفاد هذه الروایة.
و فی المقام روایة ابی البختری وهب بن وهب عن ابی عبدالله علیه السلام قال قال امیر المومنین علیه السلام اذا مات المیت فی البحر غسل و کفن و حنط ثم یصلی علیه ثم یوثق فی رجلیه حجر و یرمی فی الماء .[5]
و السند محل اشکال موجود وهب بن وهب و قد قیل فی حقه انه اکذب اهل القریة و لکن الدلالة واضحة و صریحة.
