< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد توکل

1401/07/10

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: احکام الاموات/طهارت / احکام الدفن

(کلام السید فی العروة ) فصل في الدفن

يجب كفاية دفن الميت بمعنى مواراته في الأرض بحيث يؤمن على جسده من السباع و من إيذاء ريحه للناس.[1]

اما الکلام فی وجوب الدفن فلا اشکال فیه بین المسلمین و علیه التسالم بینهم و لا خلاف فی المسئلة و یمکن استنباط ذلک من موارد مختلفة فی ابواب متفاوتة و فی مورد الشهید مثلاً.

عن َ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قُلْتُ لَهُ كَيْفَ رَأَيْتَ الشَّهِيدَ يُدْفَنُ بِدِمَائِهِ قَالَ نَعَمْ فِي ثِيَابِهِ بِدِمَائِهِ وَ لَا يُحَنَّطُ وَ لَا يُغَسَّلُ وَ يُدْفَنُ كَمَا هُوَ ثُمَّ قَالَ دَفَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله عَمَّهُ حَمْزَةَ فِي ثِيَابِهِ بِدِمَائِهِ الَّتِي أُصِيبَ فِيهَا .[2]

و الامر فی حق الشهید مسلم و لا اختصاص به فی مورد الدفن.

و منها : ما عن مُحَمَّدِ بْنِ‌ الْفُضَيْلِ قَالَ كَتَبْتُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام أَسْأَلُهُ عَنِ السِّقْطِ كَيْفَ يُصْنَعُ بِهِ فَكَتَبَ علیه السلام إِلَيَّ السِّقْطُ يُدْفَنُ بِدَمِهِ فِي مَوْضِعِهِ .[3]

فاذا کان حکم السقط کذلک فما زاد عنه سناً لکان بطریق اولی مع ان الوجوب لکان للمیت المسلم و الصبی اذا ولج فیه الروح لکان حکمه حکم سائر المسلمین و یعامل معه ما یعامل بالمسلمین.

و منها: مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُ سَأَلَ أَخَاهُ‌ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ ع عَنِ الرَّجُلِ يَأْكُلُهُ السَّبُعُ أَوِ الطَّيْرُ فَتَبْقَى عِظَامُهُ بِغَيْرِ لَحْمٍ كَيْفَ يُصْنَعُ بِهِ قَالَ يُغَسَّلُ وَ يُكَفَّنُ وَ يُصَلَّى عَلَيْهِ وَ يُدْفَنُ [4]

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ ع أَنَّ عَلِيّاً ع وَجَدَ قِطَعاً مِنْ مَيِّتٍ فَجُمِعَتْ ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ دُفِنَتْ [5]

و یمکن استفادة ذلک – ای وجوب الدفن کما مرّ – من ابواب مختلفة و لکن لاجل وضوح المسئلة لیکفی بما ذکرناه.

و اضف الی ذلک بعد الحکم القطعی من الشرع و العرف ان العقل ایضاً حاکم بوجوب الدفن لان الجنازة بعد مدة قلیلة تتلاشی و قد یصعد منها ریح نتنة بحیث یشمأز منها الانسان مع قباحة صورتها و تغییرها بصورة اخری کریحة و کل ذلک لایناسب عزة الانسان فضلاً عن المسلم فضلاً عن المومن مع عزته عند الله تبارک و تعالی و قد اوجب الله تحنیط المسلم لیکون مطهراً طیباً عند ملاقاته الملائکة و ملاقاة الناس ایضاً و هذه الامور تحکم بالدفن و حفظ عزته و کرامته.

و اما الکلام فی مقدار الحفرة فاقول:

ان المراد من القبر و الحفرة التی دفن فیها المیت لیس هو عدم امکان النظر الیه لانه اذا کان المراد هو ذلک فقط فلا اشکال فیما اذا کانت الحفرة بمقدار شبر او شبرین و لکن الاکتفاء بهذا المقدار و ان کان موجباً لعدم النظر و لکن لایکون کافیاً لانتشار الریح فی هذه الصورة کما لایکون موجباً لعدم تعرض السباع و الطیور الوحشیة. مع ان انتشار الریح اقوی عامل لجذب السباع و هجومها الی محل الذفن فلزم ان تکون الحفرة علی وجه یامن الجسد من ذلک کله.

و من البدیهی ان هذا المطلوب یختلف باختلاف الاراضی من ان تکون الارض رخوة او صلبة و لذا ان المناط هو حفظ البدن عما ذکرناه.

و قال صاحب الجواهر : من انه لا دلیل علی لزوم الحفر بذلک المقدار بل اللازم هو مطلق المواراة الصادق علی ما اذا کان الحفر بمقدار شبر واحد .[6]

و الظاهر ان صاحب الجواهر اتی بهذا الکلام لان التلامذة یتحققون فیه و یتفکرون فی مفاده و فکروا حتی یقوی بذلک استنباطهم فی فهم الروایات و کلمات الاصحاب؛ لان هذا المقدار و ان کان موجباً للمواراة و لکن لایوجب حفظ البدن عن الانتشار و هجوم السباع و الامر واضح.

 


[6] جواهر الکلام في شرح شرائع الإسلام، الشيخ محمد حسن النجفي الجواهري، ج4، ص291، دار إحياء التراث العربي.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo