درس خارج فقه استاد توکل

موضوع: احکام الاموات/طهارت / الصلاة على الميت

20- يستحب المبادرة إلى الصلاة على الميت و إن كان في وقت فضيلة الفريضة و لكن لا يبعد ترجيح تقديم وقت الفضيلة مع ضيقه- كما أن الأولى تقديمها على النافلة و على قضاء الفريضة و يجب تقديمها على الفريضة فضلا عن النافلة في سعة الوقت إذا خيف على الميت من الفساد و يجب تأخيرها عن الفريضة مع ضيق وقتها و عدم الخوف على الميت و إذا خيف عليه مع ضيق وقت الفريضة تقدم الفريضة و يصلى عليه بعد الدفن و إذا خيف عليه من تأخير الدفن مع ضيق وقت الفريضة يقدم الدفن و تقضي الفريضة و إن أمكن أن يصلي الفريضة مومئا صلى و لكن لا يترك القضاء أيضا.

اقول : ان فی المسئلة فروعاً و ان کان بعض مصادیقها فی بعض الفروع فی غایة الندرة .

الفرع الاول: ان استحباب المبادرة الی الصلوة علی المیت امر مسلم و ان لم یرد علی ذلک روایة بخصوصها. لان ذلک یوجب التسریع الی الدفن بعد الاتیان بالصلوة و فی ذلک احترام للمیت المسلم.

الفرع الثانی: اذا زاحمت صلوة المیت مع النافلة بان یضیق وقت صلوة المیت لاجل طرو مشکل کحرارة الهواء او الخوف من عدو و امثال ذلک فلا اشکال فی تقدم صلوة المیت علی النافلة لوجوب الصلوة و استحباب النافلة.

الفرع الثالث : اذا زاحمت صلوة المیت مع وقت فضیلة الفریضة فلا اشکال فی تقدم صلوة المیت علی الاتیان فی وقت الفریضة لاستحباب الاتیان فی وقت الفریضة و وجوب الاتیان بصلوة المیت عند ضیق وقتها.

الفرع الرابع: اذا ضاق وقت الفریضة دون صلوة المیت لسعة وقت اتیانها فلا اشکال فی تقدم صلوة الفریضة علی صلوة المیت.

الفرع الخامس: اذا کان الضیق فی الوقت من ناحیتین بان الجنازة لو تأخرت الصلوة علیها تلاشت و الفریضة ایضاً اذا تأخر ادائها فقد ذهب وقتها ففی هذه الصورة وجوه :

الوجه الاول: انه اذا یمکن الاتیان بصلوة المیت و ادراک رکعة من صلوة الفریضة فلا اشکال فی تقدم صلوة المیت علی الفریضة لان من ادرک رکعة من الوقت فقد ادرک الوقت کله فبذلک یمکن الجمع بین الفریضتین.

الوجه الثانی: انه اذا لم یمکن الاتیان بالفریضة و لو علی قدر رکعة واحدة فالظاهر هو الاتیان بصلوة الفریضة لانها عمود الدین و لا تترک بحال فیدفن المیت ثم الصلوة علی القبر لعدم امکان الاتیان بها قبل الدفن.

و لکن فی هذا الوجه اشکال من انه اذا صح الاتیان بصلوة المیت مختصراً فلا یحتاج الی الوقت الا دقیقة او اقل فلا یصرف فی ذلک وقت حتی یترک و یدفن بلا صلوة قبله.

مضافاً الی وجود اشکال اخر فی هذا الوجه من تقدم الدفن علی الصلوة و الاختلال بالترتیب الذی بینه الشارع الاقدس.

نعم یمکن ان یوضع المیت داخل القبر من دون صبّ التراب علیه ثم الاتیان بالصلوة علیه ثم یواریه فی القبر.

مع انه یمکن ان یقال ان صلوة الفریضة واجبة لایجوز ترکها فی وقتها عند الامکان و لکن صلوة المیت واجبة کفایة فاذا لم یمکن الصبر علیها بای وجه کان یدفن و یصلی علی القبر لعدم امکان الاتیان بها قبل الدفن.

کما انه یمکن ان یؤتی بالصلوة علی المیت حین انزاله فی القبر بصلوة مختصرة لعدم امکان الاتیان بها فی غیر هذا الوجه.

الوجه الثالث: انه یمکن ان یقال ان فی صلوة الفریضة امرین الاول ما لایمکن ترکه حتی فی حال الاضطرار و الضرورة کاصل الرکوع و السجود و امثال ذلک و الثانی ما یمکن ترکه فی حال الاضطرار و جواز الاتیان بها بما یقوم مقامه کاتیان الرکوع ایماءً - کما فی صلوة الغریق- فاذا لایمکن ادراک رکعة و لو بالایماء فی بعض الاجزاء یقدم الاتیان بالفریضة و لکن اذا یمکن الادراک و لو مع الایماء فی بعض الاجزاء یقدم صلوة المیت علی الفریضة و الاتیان بالفریضة و لو برکعة مع الایماء و اتمام الصلوة ثم اعادة الصلوة بعد احتیاطاً.

و لایخفی علیک ان الفرض نادر جداً و ترک هذه الفروع اولی من بحثها.

هذا کله اذا وقع التزاحم بین الصلوتین و اما اذا وقع التزاحم بین صلوة الفریضة و الدفن بان المیت اذا لم یدفن بسرعة و تاخر دفنها خیف علیه بان یاکله السباع او یسرق او یغرق او یتلاشی وامثال ذلک ففی هذه الصورة یاتی فی المقام ما ذکرناه آنفاً فی الوجه الثانی الذی مرّ الکلام فیه.