درس خارج فقه استاد توکل

موضوع: احکام الاموات/طهارت / الصلاة على الميت

و اما قول السید بان له ان ینوی الانفراد و ان یصبر حتی یکبر الامام فیقرأ منه الدعاء فنقول ان التکبیر من المصلی ان کان علی سهو فلا اثر له و ان کان علی عمد فانه قد توجه ان تکبیره کان قبل تکبیر الامام فلا تتحقق فی حقه الجماعة فلزم علیه الانفراد فی صلوته او رفع الید عن صلوته علی وجه الفرادی ثم اتی بالجماعة بالتکبیر بعد تکبیر الامام و اتم صلوته جماعة لعدم امکان العدول من الانفراد الی الجماعة بالتکبیر الذی اتی به قبل تحقق الجماعة. نعم فی غیر التکبیر الاول لکان کلامه صحیح.

و ان کان تکبیره بقصد الجماعة لا الانفراد و لکن سبق فی التکبیر قبل تکبیر الامام ففی هذه الصورة ایضاً لاتکون فی حقه جماعة لان المفروض ان تکبیره کان قبل تکبیر الامام و لذا کان تکبیره قبل تحقق الجماعة فلا وجه لتحقق الجماعة فی حقه حتی تستصحب لانه قبل تکبیر الامام لایکون فی جماعة قطعاً و اذا شک فی تحقق الجماعة بعد تکبیر الامام لصح له استصحاب ما کان علیه یقیناً بانه لایکون فی جماعة، الان یکون کذلک. و اما اذا تقدم علی تکبیر الامام فی الجماعة فیصح له استصحاب لانه کانت الجماعة الان یکون کذلک.

و اما ما رواه الْحِمْيَرِيُّ فِي قُرْبِ الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ‌ الْحَسَنِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي لَهُ أَنْ يُكَبِّرَ قَبْلَ الْإِمَامِ قَالَ لَا يُكَبِّرُ إِلَّا مَعَ الْإِمَامِ فَإِنْ كَبَّرَ قَبْلَهُ أَعَادَ التَّكْبِيرَ .[1]

اقول : ان الروایة سندها محل اشکال لانه غیر معتبر عند الاصحاب.

و قال المحقق الخویی ما هذا لفظه: اما فی سندها فالضعف لوجود عبد الله بن الحسن فیها و هو و ان کان شریفاً بحسب النسب الا ما لم نعثر له علی توثیق فی الرجال فلا یمکننا الاعتماد علی روایته .[2]

و اما الدلالة فالصلوة فیها لها احتمالان- و ان کان الظاهر منها هو الصلوة الیومیة- فان کان المراد هو ما هو الظاهر منها فالامر واضح لان المصلی کبرّ قبل تکبیر الامام فلا یدخل فی الجماعة و لذا له ان یرفع یده عما فعل و اعاد التکبیر مع الامام او بعده حتی یدخل فی الجماعة و ان کان المراد من الصلوة هو الصلوة علی المیت المسلم جماعة فالامر ایضاً کذلک لان شرط الورود فی الجماعة هو ان یکبر المصلی مع الامام او بعده فاذا کبّر قبله فصلوته علی المیت صحیحة علی وجه الفرادی دون الجماعة و لکن اذا اراد ان یصل الی فضل الجماعة فله ان یرفع یده عما فعل و کبّر مع الامام و یدعو عقیب کل تکبیره ما هو المأثور من الدعاء.

و قال صاحب الوسائل : اقول هذا یدل علی حکم صلوة الجنازة و ان لم یکن مخصوصاً بها و الحمیری اورده فی باب صلوة الجنازة بین احادیثها . انتهی کلامه.

و لکن الظاهر ان دلالة الروایة علی ما نحن بصدده لکانت لاجل الاطلاق فی عنوان الصلوة فی الروایة بان قوله الرجل یصلی و کذا قوله لایکبر الا مع الامام مطلق یشمل ما یعنون بالصلوة سواء کانت الصلوة صلوة یومیة او صلوة علی المیت.

(کلام السید فی العروة ) مسألة 20: إذا حضر الشخص في أثناء صلاة الإمام له أن يدخل في الجماعة فيكبر بعد تكبير الإمام الثاني أو الثالث مثلا و يجعله أول صلاته و أول تكبيراته فيأتي بعده بالشهادتين و هكذا على الترتيب بعد كل تكبير من الإمام يكبر و يأتي بوظيفته من الدعاء و إذا فرغ الإمام يأتي بالبقية فرادى و إن كان مخففا و إن لم يمهلوه أتى ببقية التكبيرات ولاء من غير دعاء و يجوز إتمامها خلف الجنازة إن أمكن الاستقبال و سائر الشرائط . [3]

اقول : انه لزم بیان امور لتحقیق المسئلة:

الاول : ان الصلوة علی المیت یجوز اتیانها علی وجه الفرادی کما یجوز جماعة و اذا اتی مسلم لاقامة الصلوة علی المیت و لم یکن معه مسلم اخر لزم علیه الصلوة علی وجه الفرادی و لکن اذا اراد مسلم اخر الاتیان بالصلوة یصح له الاقتداء بالاول فحینئذ تکون الصلوة الاولی علی وجه الفردی و صلوة الغیر علی وجه الجماعة و لا اشکال فی کلتا الصلوتین کما یکون الامر کذلک فی الصلوات الیومیة.

الثانی: ان الصلوة علی المیت علی وجه الفرادی او الجماعة لاجل کونها من الامور التعبدیة لزم بیان صحتها او بطلانها و کیفیة اتیانها بید الشارع الاقدس لانها لا سبیل للعقل الی هذه الامور و سواء اتی بالصلوة مع الامام فی اول صلوته او بعده.

الثالث: ان التمسک فی الجواز بالاجماع غیر صحیح لوجود روایات متعددة کما سیأتی و تدل علی الجواز و کذا کیفیة اتیانها فمع وجود الدلیل فلا عتبار بالاجماع کما لایخفی .

الرابع: ان فی المقام روایات تدل علی ما نحن بصدده.

منها : ما عَنِ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ إِذَا أَدْرَكَ الرَّجُلُ التَّكْبِيرَةَ وَ التَّكْبِيرَتَيْنِ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ فَلْيَقْضِ مَا بَقِيَ مُتَتَابِعاً .[4]

و منها : ما عَنْ عِيصِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الرَّجُلِ يُدْرِكُ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ تَكْبِيرَةً قَالَ يُتِمُّ مَا بَقِيَ .[5]

و منها : ما عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ إِذَا فَاتَ الرَّجُلَ مِنْهَا التَّكْبِيرَةُ أَوِ الثِّنْتَانِ أَوِ الثَّلَاثُ قَالَ يُكَبِّرُ مَا فَاتَهُ .[6]

و فی المقام روایات اخر تدل علی خلاف ما ذکرناه .

فعن غیاث بن کلوب عن إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيّاً علیه السلام كَانَ يَقُولُ لَا يُقْضَى مَا سَبَقَ مِنْ تَكْبِيرِ الْجَنَائِزِ .[7]

و الظاهر من الروایات السابقة هو جواز الاقتداء و اتمام الباقی من التکبیرات بعد اتمام تکبیرات الامام مع ان الظاهر من هذه الروایة عدم لزوم الاتیان بالباقی من التکبیرات مع ان سند الروایة بلا اشکال و غیاث بن کلوب ممن وثقه الشیخ فی العدة [8] .