درس خارج فقه استاد توکل

موضوع: احکام الاموات/طهارت / الصلاة على الميت

(کلام السید فی العروة ) مسألة 3: يشترط أن تكون بعد الغسل و التكفين فلا تجزي قبلهما و لو في أثناء التكفين عمدا كان أو جهلا أو سهوا نعم لو تعذر الغسل و التيمم أو التكفين أو كلاهما لا تسقط الصلاة فإن كان مستور العورة فيصلي عليه و إلا يوضع في القبر و يغطى عورته بشي‌ء من التراب أو غيره و يصلى عليه و وضعه في القبر على نحو وضعه خارجة للصلاة ثمَّ بعد الصلاة يوضع على كيفية الدفن.[1]

و فی المسئلة فروع :

الفرع الاول: فی اشتراط کون الصلوة بعد التغسیل و التکفین:

فالمسئلة واضحة لان الاحکام المترتبة علی المیت المسلم فی اصل کیفتیها و نحو اتیانها کلها من الامور التعبدیة و علی الشارع الاقدس بیانها بجمیع ما اراد و قد وردت روایات متعددة بان الواجب اولاً التغسیل ثم التکفین و التحنیط ثم الصلوة ثم التدفین فهذه الامور مترتبة فلزم مراعاتها مع ان کل واحد منها امور مستقلة فاذا وجد مانع فی بعض الامور السابقة بحیث لایمکن تحققه لوجب الاتیان بالواجب الذی کان بعده فلایسقط بسقوط بعض الامور التی کانت قبله.

و اما الکلام فی صورة الجهل و السهو

فنقول : و من الواضح انه اذا لم یتحقق فی مورد الترتیب الذی بینّه الشارع الاقدس لوجب الاتیان بالعمل من ذلک المورد حتی یتحقق الترتیب و لا فرق فی هذا الامر بین ان یکون العلة فی عدم المراعاة هی الجهل او السهو او النسیان و الامر فی العمد معلوم و اذا کانت العلة هی الجهل فلا یکون ذلک عذراً لان المکلف مکلف فی الاتیان بما هو صحیح فی الواقع فالجهل التقصیری لایوجب صحة العمل.

و قال المحقق الخویی : ان الحکم الواقعی فی موارد الجهل باق بحاله و ما اتی به انما کان ماموراً بالامر الظاهری و قد تقدم مراراً ان الاحکام الظاهریة غیر مجزیة عن الاحکام الواقعیة فلابد من اعادة الصلوة بعد التکفین .[2]

اقول : و الظاهر ان المقام لیس من مصادیق الاحکام الظاهریة حتی یقال انها غیر مجزیة عن الاحکام الواقعیة لان الحکم الشرعی قد تبیّن و قد وصل الی المسلمین و قد علموا بما هو الوظیفة و لکن المصلی لاجل جهله و تقصیره لم یطلع بما هو الوظیفة فلیس فی البین حکم ظاهری حتی یبحث عن اجزائه عن الحکم الواقعی او عدمه.

و اما جریان حدیث لاتعاد فی المقام فهو ایضاً غیر صحیح لانه

اولاً : ان الظاهر کما هو المصرح فی الحدیث ان مفاده فی الصلوة التی فیها رکوع و سجود و وقت لا فی صلوة المیت التی لیس فیها رکوع و لا سجود و لا مراعاة الوقت .