< فهرست دروس

الأستاذ السيد ابوالفضل الطباطبائي

بحث الفقه

41/03/29

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: العلم والعمل:

رضي الدين أبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي : يقول مولاي أبي طول الله عمره الفضل بن الحسن : هذه الاوراق من وصية رسول الله صلی‌الله علیه و آلهلأبي ذر الغفاري ـ ـ التي أخبرني بها الشيخ المفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله المقرئ الرازي والشيخ الأجلّ الحسن بن الحسين بن الحسن أبي جعفر محمد بن بابويه ـ رضي الله عنهما ـ إجازة قالا : أملى علينا الشيخ الأجلّ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي وأخبرني بذلك الشيخ العالم الحسين بن الفتح الواعظ الجرجاني في مشهد الرضا (ع) ، قال : أخبرنا الشيخ الامام أبو علي الحسن بن محمد الطوسي ، قال : حدثني أبي الشيخ أبو جعفر، قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن المطلب الشيباني ، قال : حدثنا أبو الحسن رجاء بن يحيى العبرتائي الكاتب سنة أربع عشر وثلاثمائة وفيها مات، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن ميمون ، قال : حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الاصم، عن الفضيل بن يسار ، عن وهب بن عبد الله الهناء ، قال حدثني أبو حرب بن أبي الاسود الدئلي ، عن أبي الاسود قال : قدمت الربذة فدخلت على أبي ذر جندب ابن جنادة ـ رضي الله عنه ـ فحدثني أبوذر قال : دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله (ص) في مسجده فلم أرَ في المسجد أحداً من الناس إلا رسول الله (ص) وعلي (ع) إلى جانبه جالس فاغتنمت خلوة المسجد فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أوصني بوصية ينفعني الله بها؟ فقال (ص): نعم وأكرم بك يا أبا ذر إنك منا أهل البيت وإني موصيك بوصية فاحفظها، فإنها جامعة لطرق الخير وسبله ، فإنك إن حفظتها كان لك بها كفلان......

يا أَبا ذَرٍّ : مَن أُوتي مِنَ العِلمِ ما لا يبكيهِ لَحقيقٌ أَن يَكونَ قَد أُوتي عِلما لا يَنفعُهُ ، لِأَنَّ اللّه َ نَعَتَ العُلماءِ فَقالَ عَزَّوَجَلَّ : إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَـنَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا *وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا)

يا أَبا ذَرٍّ : مَن استَطاعَ أَن يَبكيَ فَليَبكِ، وَمَن لَم يَستَطِع فَليُشعِرُ قَلبَهُ الحُزنَ وَليَتَباكَ ، إِنَّ القَلبَ القاسيَ بَعيدٌ مِنَ اللّهِ تَعالى وَلَكِن لا يَشعُرونَ. [1]

نقاط مهمة في الحديث:

1 - هذا الحديث يحكي عن ارتباط وثيق بين العلم والايمان والخشية.

2 – تأثير القرآن والمعنويات في قلوب علماء الدين.

3 –الملاك المهم في تعريف العلماء هو التوجه الى الله تعالى وإظهار الخضوع في محضر الله تعالى ولو بالسجود على الأرض.

4 – البكاء ظاهرة تدل على الخشية الباطنية. أي أن العالم إذا يبكي بمجرد التوجه الى آيات من القرآن الكريم فهذا يدل على استعداد قلبه للخشوع والخضوع في محضر الله.

5 – العلم وسيلة ظاهرية لا بد من الاستفادة منها لإصلاح الباطن وبلوغ مقام القرب الى الله تعالى.

أي كلما كان علم الانسان أكثر لا بد من يزداد إيمانه وخشيته و بكاؤه أكثر وأكثر.

6 – إن هذه الظاهرة أي ظاهرة البكاء تدل على أمور عديدة منها التوكل كما كان يتوكل الأئمة المعصومون (ع).

وروي‌ عن‌ سيّد الساجدين‌ وزين‌ العابدين‌ (ع)‌ أنّه‌ قال‌ : "لَمَّا صَبَّحَتِ الْخَيْلُ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، رَفَعَ يَدَيْهِ وَ قَالَ :

اللَهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي‌ فِي‌ كُلِّ كَرْبٍ [2] ؛ وَأَنْتَ رَجَائِي‌ فِي‌كُلِّ شِدَّةٍ ؛ وَأَنْتَ لِي‌ فِي‌ كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِـي‌ ثِقَةٌ وَعُدَّة .كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ ، وَتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ ، وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ ، وَيَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ ؛ أَنْزَلْتُهُ بِكَ ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ ، رَغْبَةً مِنِّي‌ إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ؛ فَفَرَّجْتَهُ عَنِّي‌ ، وَكَشَفْتَهُ ، وَكَفَيْتَهُ. فَأَنْتَ وَلِي‌ُّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ ، وَمُنْتَهَي‌ كُلِّ رَغْبَةٍ".


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo