< فهرست دروس

الأستاذ السيد ابوالفضل الطباطبائي

بحث الفقه

41/02/24

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : من وصايا الله عزّ و جل لعزير :

قال رسول اللّه (ص) : أوحَى اللّه ُ إلى أخي العُزَيرِ عليه السلام :

يا عُزَيرُ ، إن أصابَتكَ مُصيبَةٌ فلا تَشكُني إلى خَلقي ، فقد أصابَني مِنكَ مَصائبُ كَثيرَةٌ ولَم أشكُكَ إلى مَلائكتي.يا عُزَيرُ ، اعصِني بقَدرِ طاقَتِكَ على عَذابي ، وسَلْني حَوائجَكَ على مِقدارِ عَمَلِكَ ، ولا تأمَنْ مَكري حتّى تَدخُلَ جَنَّتي.

فاهتَزَّ عُزَيرٌ يَبكي ، فأوحَى اللّه ُ إلَيهِ : لا تَبكِ يا عُزَيرُ ! فإن عَصَيتَني بجَهلِكَ غَفَرتُ لكَ بحِلمي ؛ لأنّي حَليمٌ لا أعجَلُ بالعُقوبَةِ على عِبادي وأنا أرحَمُ الرّاحِمينَ[1] .

نقاط مهمة في الحديث:

الأولى: هذا الحديث من الأحاديث القدسية والحديث القدسي حسب التعريف الذي ذكره المشهور مضمونه من الله تعالى و لفظه من رسول الله (ص) و هو كما ترون من رسول الله (ص).

الثانية: الخطاب في الحديث لعزير وهو قد وقع موردا للخلاف بين العلماء من حيث نبوته و عدم نبوته، لأن المشهور يعتقدون بنبوته وإن كان القول بخلافه موجود أيضاً.

الثالثة: وان كان الخطاب في الحديث للعزير و لكن المورد لا يخصص الوارد، فمفهوم الحديث عام وشامل للجميع.

الرابعة: وإن كان موضوع الحديث أخلاقياً، ولكنه ليس الهدف الأساس من ذكر هذه الموارد النصيحة من الله لعباده بل يريد الله عز وجل بذلك أن يفعّل عقل الإنسان كي يفكر في ما كل ما يريد أن يفعله.

الخامسة: ما هي المصائب التي يتحملها الله تعالى من عبده؟

مصيبة عدم التوكل عليه وعدم الاعتماد عليه.

مصيبة عدم استحياء العبد من ربه في ارتكاب المعاصي.

مصيبة عدم شكر العبد في محضر الرب.

و مصائب كثيرة كما صرح به في الحديث.

السادسة: الحلم هو الوصف الذي ينجو به العبد من غضب الرب و من عذابه الأليم.

قال الرّاغب: الحلم ضبط النّفس والطّبع عند هيجان الغضب، والصبر هو حبس النفس عن الجزع.

والفرق بينهما أن الصبر يفيد الإنسان، والحلم يفيد الغير أيضاً، لأن خسارة الجزع على النفس، وخسارة الغضب على النفس وعلى الغير.

و نجاة الإنسان العاصي من غضب ربه وعذابه يعود إلى حلم الله لا إلى صبره.

فالله تعالى هو الحليم وإن إطلاق الصابر على الله بمعنى الحليم.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo