< فهرست دروس

الأستاذ السيد ابوالفضل الطباطبائي

بحث الفقه

41/02/17

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: حديث حول زيارة الإمام الحسين (ع) بمناسبة الأربعين:

حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْكُوفِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْخَيْبَرِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) فِي أَوَّلِ وَلَايَةِ أَبِي جَعْفَرٍ فَنَزَلَ النَّجَفَ فَقَالَ: يَا مُوسَى اذْهَبْ إِلَى الطَّرِيقِ الْأَعْظَمِ فَقِفْ عَلَى الطَّرِيقِ فَانْظُرْ فَإِنَّهُ سَيَأْتِيكَ رَجُلٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْقَادِسِيَّةِ، فَإِذَا دَنَا مِنْكَ فَقُلْ لَهُ: هَاهُنَا رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) يَدْعُوكَ. فَسَيَجِيءُ مَعَكَ.

قَالَ: فَذَهَبْتُ حَتَّى قُمْتُ عَلَى الطَّرِيقِ والْحَرُّ شَدِيدٌ فَلَمْ أَزَلْ قَائِماً حَتَّى كِدْتُ أَعْصِي وأَنْصَرِفُ وأَدَعُهُ إِذْ نَظَرْتُ إِلَى شَيْءٍ يُقْبِلُ شِبْهَ رَجُلٍ عَلَى بَعِيرٍ فَلَمْ أَزَلْ أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَتَّى دَنَا مِنِّي، فَقُلْتُ: يَا هَذَا! هَاهُنَا رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) يَدْعُوكَ، وقَدْ وَصَفَكَ لِي. قَالَ: اذْهَبْ بِنَا إِلَيْهِ. قَالَ: فَجِئْتُ بِهِ حَتَّى أَنَاخَ بَعِيرَهُ نَاحِيَةً قَرِيباً مِنَ الْخَيْمَةِ، فَدَعَا بِهِ فَدَخَلَ الْأَعْرَابِيُّ إِلَيْهِ ودَنَوْتُ أَنَا فَصِرْتُ إِلَى بَابِ الْخَيْمَةِ أَسْمَعُ الْكَلَامَ ولَا أَرَاهُمْ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): مِنْ أَيْنَ قَدِمْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَقْصَى الْيَمَنِ. قَالَ: أَنْتَ مِنْ مَوْضِعِ كَذَا وكَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، أَنَا مِنْ مَوْضِعِ كَذَا وكَذَا. قَالَ: فَبِمَا جِئْتَ هَاهُنَا؟ قَالَ: جِئْتُ زَائِراً لِلْحُسَيْنِ (ع). فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): فَجِئْتَ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ لَيْسَ إِلَّا لِلزِّيَارَةِ!قَالَ: جِئْتُ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ إِلَّا أَنْ أُصَلِّيَ عِنْدَهُ وأَزُورَهُ فَأُسَلِّمَ عَلَيْهِ وأَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): ومَا تَرَوْنَ فِي زِيَارَتِهِ؟ قَالَ: نَرَى فِي زِيَارَتِهِ الْبَرَكَةَ فِي أَنْفُسِنَا وأَهَالِينَا وأَوْلَادِنَا وأَمْوَالِنَا ومَعَايِشِنَا وقَضَاءَ حَوَائِجِنَا.قَالَ: فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): أَ فَلَا أَزِيدُكَ مِنْ فَضْلِهِ فَضْلًا يَا أَخَا الْيَمَنِ؟! قَالَ: زِدْنِي يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ. قَالَ(ع): إِنَّ زِيَارَةَ الْحُسَيْنِ(ع) تَعْدِلُ حِجَّةً مَقْبُولَةً زَاكِيَةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ.

فَتَعَجَّبَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ (ع): إِي واللَّهِ وحِجَّتَيْنِ مَبْرُورَتَيْنِ مُتَقَبَّلَتَيْنِ زَاكِيَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص). فَتَعَجَّبَ فَلَمْ يَزَلْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَزِيدُ حَتَّى قَالَ: ثَلَاثِينَ حِجَّةً مَبْرُورَةً مُتَقَبَّلَةً زَاكِيَةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) [1] .

سؤال: ما هو السر في أفضلية زيارة الإمام الحسين (ع) على الحج؟

يمكن أن نذكر عدة إجابات:

منها: أن الحج المذكور في هذه الروايات ليس المقصود منه حجة الإسلام بل المقصود الحج المستحب، فلذلك لا يأتي إشكال من جهة أفضلية المستحب على الواجب، مضافاً إلى أنه يوجد كثير من الموارد في أفضلية غير الحج على الحج.

منها: أن هذه الروايات تشير إلى حقيقة الحج وهي الإمامة، لأن الإمامة هي حقيقة الحج، والمجتمع الإسلامي الذي يريد أن ينمو ويرتقي فلا بد من الارتباط الوثيق بينه وبين الإمام وبين القيادة الإلهية. كما ورد أنَّ >الإمامةَ اُسُّ الإِسلامِ النّامي<[2] ؛ لأن المجتمع الإسلامي إذا كان مرتبطا مع إمام زمانه ومرتبطًا بالقيادة الإلهية والتوحيدية، فهذا المجتمع يكون مع إمامه وقيادته في كل مورد يُتخذ فيه موقف، وأما لو وقع الفصل بين المجتمع وبين الإمام، فإنه إذا اتخذ الإمام موقفا تجاه الظلم والانحراف، لا تبقى الأمة مع إمامها، ولا تتخذ الأمة موقفا مع الإمام، وكلما ينادي الإمام هل من ناصر ينصرني لا تلبيه الأمة.

ومن هنا ندرك أن الحث على زيارة الإمام الحسين (ع) في الروايات وبيان أفضليته كان لأجل تعزيز العلاقة والارتباط بين الأمة والقيادة.

وروى فضيل: نَظَرَ أبو جَعفَرٍ (ع) إلَی النّاسِ يطوفونَ حـَولَ الكعبة، فَقال: هکذا كانوا يطوفونَ فِي الجاهِلِيةِ، إنَّما اُمِروا أن يطوفوا بِها، ثُمَّ ينفِروا إلَيـنا فـَيُعلِمونا وَلايـتَهُم ومَوَدَّتَهُم، ويعرِضوا عَلَينا نُصرَتَهُم[3] .

وفي رواية أخرى يقول الإمام الباقر (ع) : إنَّما أُمِرَ النّاسُ أن يأتوا هذِهِ الأَحجارَ فَيطوفوا بها، ثُمَّ يأتوا فَيخبِرونا بِوَلايتِهِم، ويعرِضوا عَلَينا نُصرَتَهُم[4] .

وفي رواية أخرى: تَمامُ الحَجِّ لِقاءُ الإِمامِ.[5]

ويقول الإمام الصادق (ع): إذا حَجَّ أحَدُکم فَليختِم حَجَّهُ بِزِيارَتِنا، لِأَنَّ ذلِک مِن تـَمامِ الحـَجِّ. [6]

و منها: أن هذه الروايات تتكفل بترويج نشر ثقافة زيارة الإمام الحسين (ع).


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo