< فهرست دروس

درس خارج اصول

استاد علی اکبر رشاد

91/11/07

بسم الله الرحمن الرحیم

 موضوع: تقسيمات دلالت
 أما کلامه في المقام الثاني ملخصاً، وهو البحث عن الموضوع له للحروف:
 قال (رحمه الله):الكليّة المتنازع فيها في الحروف، انّما هي بمعنى أنّ ما توجِده لفظة «من» في جميع الإستعمالات معنى واحد بالهويّة و الحقيقة، و تكون الخصوصيّات اللاحقة لذلك المعنى بتوسّط الإستعمالات خارجةً عن حقيقة المعنى، لازمةً لتحقّقه في موطن الإستعمال، نظير خصوصيّة القيام بالمحلّ الّذي هي من لوازم وجود العرض مع عدم قوام هويّته به؛ و هذا بخلاف ما إذا قلنا بجزئيّة المعنى الحرفي، فإنّه تكون تلك الخصوصيّات حينئذٍ مقوّمةً لهويّة المعنى الحرفي و داخلةً في حقيقته.
 إذا عرفت المتنازع فيه في المقام فنقول: إنّ الحقّ هو كليّة المعنى الحرفي، و كون الموضوع له في الحروف عامّاً كالوضع، إذ لا منشأ لتوهّم الجزئيّة و كون الموضوع له خاصّاً إلاّ أحد الأمرين:
  الأوّل: إعتبار كون المعنى الحرفي قائماً بالغير، فيتوهّم أنّ الخصوصيّة اللاحقة للمعنى بتوسّط ذلك الغير مما يتقوّم بها هوية المعنى الحرفي.
 الثّاني: إعتبار كونه إيجاديّا، و من المعلوم أنّ الشّي‌ء ما لم‌يتشخّص لم‌يوجَد، و التشّخص مساوق للجزئيّة؛ هذا.
 ثم قال: و لكنّ كلاًّ من هذين الوجهين لايصلح أن يكون مانعاً عن كلّية المعنى الحرفي.
 امّا الأمر الأوّل: فلوضوح أنّ وجود المعنى الحرفي خارجاً يتقوّم بالغير، لا هويته و حقيقته، و فرق بين ما كان من لوازم الوجود، و بين ما كان من لوازم الهوية. و الحاصل: انّ المعنى الحرفي لمّا كان إيجاد معنى في الغير، فتُوُهّم أنّ الخصوصيّة اللاحقة للمعنى بتوسط الغير مقوّمةٌ لهويّة المعنى الحرفي، و كأنه غُفِل من أنّ خصوصيّة الغير ليست مقوّمة لهويّة المعنى، بل هي من لوازم وجود ذلك المعنى، كما كان القيام بالغير في العرض من لوازم وجوده، و ليس مقوّماً لهويّته.
 و امّا الأمر الثّاني: فلوضوح أنّ كونه إيجاديّا لاينافى كلّية المعنى إلاّ بناء على القول بعدم وجود الكلّي الطّبيعي، و إلاّ فبعد البناء على وجوده لايبقىٰ مجال لتوهّم أنّ كون المعنى إيجاديّا ينافى كلّيته، لأنّه لانرى إختلافا بين ما يوجد بـ«من» في جميع موارد إستعمالاتها، كما نرى الإختلاف بين ما يوجد بـ«من» و ما يوجد بـ«إلىٰ»، حيث إنّ ما يوجد بـ«من» نسبة إبتدائيّة و مايوجد بـ«إلىٰ» نسبة إنتهائيّة، و هذا بخلاف ما يوجد بـ«من» فإنّه معنى واحد في جميع الإستعمالات. و لو كان المعنى جزئيّاً لكان مايوجد بقولك: سرت من البصرة مباينا لما يوجد بقولك: سرت من الكوفة، كمباينة زيد مع عمرو، بداهة تباين الجزئيّات بعضها مع بعض، و حيث نرىٰ انّه لايكون هناك إختلاف و تباين في النّسب الإبتدائية التي توجدها لفظة «من» في جميع موارد الإستعمالات، فيعلم أنّ لفظة «من» موضوعة للقدر الجامع بين مايوجد في تلك الموارد، و لانعنى بكليّة المعنى الحرفي إلاّ ذلك؛ فتأمّل جيّداً.
 فتحصل من جميع ما ذكرنا انّه لا جامع بين المعنى الحرفي و المعنى الاسمي، و انّ الحروف وضعت لإيجاد معنى في الغير بالقيود الأربعة المتقدّمة، و الأسماء وضعت بإزاء المفاهيم المقرّرة في وعاء العقل، فتأمّل .
 هذا تمام كلامه(قده) في المعاني الحرفيّة مع تلخیص منا.( فوائدالأصول‌، ج 1، ص33 ـ 49 )

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo