< قائمة الدروس

درس فلسفة الأصول - الأستاذ رشاد

35/01/21

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: نظريّة الخطابات القانونية ـ مقترحاتنا في تحسين تقرير النّظريّة وتنسيقها في قوالبها القشيبة / 25
الثّاني: البحث عن خصائل مخاطَب الخطاب وخصائصِه ( بما هو المتلقّي والمکلَّف )، ونسمّيه المبدأ المخاطبي :
الإنسان کمخاطب الدّين، يمتلک خصائل و ذاتيّات خاصّة و يَنتحل بأوصاف وخصوصيّات معيّنة؛ نشير ببعض هذه الخصائل والخصائص في مايأتي، إحترازاً عن التطويل:
4. فمنها أنّه هو مفطور بالفطرة الإلهيّة، و تدلّ عليها بعض الآيات مثل « فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتي‌ فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْديلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ»[1] وهو بمقتضی فطرته يطلب الکمال، والخير، والعدل، والعلم، و...
5. ومنها أنّ ـ إضافةً علی مفطوريّة الإنسان بفطرة ملکوتيّة ـ له طبيعة ناسوتيّة أيضاً، وهذا يقتضی إنتحالَه بخصائل رديئة أيضاً في عرض الخصائص الکماليّة؛ فلوجود الإنسان ساحتان: العُلويّ والسُّفلي / الرّوحانيّ والجسماني.
6. ومنها أنّ الإنسان ذواللبّ، أي يمتلک موهبة العقل الإلهيّة، فهو يقدر علی تعرّف الهدی من الضلال، وتمييز الصّدق عن الکذب؛ فله أن يختار بين الهداية و الضّلالة؛ وبما أنّه متعقّل مختار فهو مسؤول عن نفسه في إطاري العلم والعمل.
7. ومنها أنّه هو إجتماعي الطّبع، فساحات حيات آحاد الإنسان معرضة لتزاحم المنافع، فلهذا يحتاج المجتمع الإنسانيّ إلی شريعة عادلة تعالج التزاحمات؛ ورغم هذا کلّ إنسان راع و کلّ راع مسؤول عن رعيّته، فهو مسؤول عن عشيرته ومعاشريه، بل بنی نوعه طرّاً.
8. ومنها أنّه رغم إمتلاک الإنسان طاقاتٍ راقيةً في ساحتي النّظر والعمل، له مضايق کثيرة أيضاً في إطارَيِ العلم والعمل؛ فهو کمتلقّي الشّريعة الإلهيّة ومجريها، محدَّدُ الطّاقة في تلقّيها ومضيّقُ السّعة في تطبيقها.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo