< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ سامر عبید

بحث الفقه

41/06/13

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: الاجتهاد و التقليد/ علامات بلوغ الذكر العلامة الثالثة : العمر المعين (روايات الثلاثة عشر سنة- الرواية الثالثة)

 

علامات بلوغ الذكر العلامة الثالثة : العمر المعين (روايات الثلاثة عشر سنة):

الرواية الثالثة :

ما رواه الكليني (ره) ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ابن عيسى ، عن الوشّاء ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (ع) ، قال : " إذا بلغ أشدّه ثلاث عشرة سنة ودخل في الأربع عشرة وجب عليه ما وجب على المحتلمين احتلم أم لم يحتلم كتبت عليه السيئات وكتبت له الحسنات وجاز له كلّ شيءٍ إلاّ أن يكون ضعيفاً أو سفيهاً "[1] .

والأقوال في تحديد المراد من العدّة :

القول الثالث : أن يقال بأنّ أقل العدة ثلاثة ، ومن البعيد اجتماع ثلاثة من مشايخ الكليني للتواطئ على الكذب .

وعلّق عليه الأستاذ الأيرواني بأنّه جيد لمن يحصل له الإطئنان بما ذكر .

ويردّه : أنّ حصول الإطمئنان النوعي من ثلاثة مستبعد ، ولو حصل فهو اطمئنان شخصي لا ينتفع به كقاعدة عامّة ، كما أنّ ذلك يعني حجيته لأجل الاطمئنان لا لأجل وثاقة العدة .

القول الرابع : ما اختاره أستاذنا الأيرواني (دام ظلّه) ، وحاصله : أنّه لو استعرضنا مشايخ الكليني لرأينا أن عددهم يبلغ بعد عدّ من تكرر اسمه بألفاظ متعدّة واحداً وثلاثين شخصاً .

فهو يروي عن : 1- علي بن ابراهيم (4957) .2- محمد بن يحيى (3117) .3- حميد بن زياد (361 ).4- أحمد بن إدريس وهو أبو علي الأشعري (803) .5- الحسين بن محمد (663) .6- محمد بن اسماعيل (513) .وهذا يعني أنّ ما يساوي ثلثي الكافي قد رواه عن هؤلاء الستة الثقات ؛ لأنّ عدد أحاديث الكافي (16199) حديثاً وإذا رجعنا إلى بقية مشايخه وجدنا أنّ قسماً كبيراً منهم هم من الثقات أيضاً ، وباقي رواياته يرويها إمّا عن (عدة من أصحابنا ) وقسم صغير منهم ممن لم تثبت وثاقتهم .وبعد هذا نضمّ مقدمة أخرى ، وهي : أنّ التعبير بالعدة يراد به ثلاثة فما فوق ، وبضمّ هذه المقدمة إلى تلك يثبت أنّ احتمال كون مجموع كلّ أفراد العدة الثلاثة هم من البقية المجهولة التي لم تثبت وثاقتهم ، وليس من أولئك الستة التي روى عنها أكثر من ثلثي الكافي ضعيف جداً ، ويتولد اطمئنان بكون واحد على الأقل هو من تلك الستة الثقات . ثمّ لو أخذنا شيئاً آخر بنظر الاعتبار كان حصول الاطمئنان بوثاقة اأحد أفراد العدة أقوى ، وذلك بأن يقال : إنّ العدّة المذكورة في الكافي لها ثلاثة أشكال :1- العدة عن أحمد بن محمد بن عيسى .2- العدة عن البرقي .3- العدة عن سهل .أمّا العدة عن ابن عيسى فيمكن تحصيل الاطمئنان بكون أحدهم محمد بن يحيى باعتبار أنّ محمد بن يحيى يروي عن ابن عيسى كثيراً ، وقلّما يُذكر اسم ابن عيسى بدون أن يقترن معه محمد بن يحيى الذي هو من الأجلّة الثقات .وأمّا العدة عن البرقي فيمكن تحصيل الاطمئنان بكون أحدهم علي بن محمد بن بندار الذي هو ثقة باعتبار أنّ ابن بندار يروي عن البرقي كثيراً .وأمّا العدة عن سهل فيمكن تحصيل الاطمئنان بكون أحدهم ابن بندار أيضاً لكثرة روايته عن سهل .

ثمّ إنّه يمكن ضمّ مقدمة أخرى تسرّع من حصول الاطمئنان ، وهي إنّ اجتماع ثلاثة من مشايخ الكليني - الذي ألّف كتابه ليكون مرجعاً للشيعة إلى يوم القيامة – على الكذب بعيد جداً .

وبالجملة :

إنّ ضمّ بعض هذه القرائن إلى الآخر يولّد بلا إشكال اطمئناناً بوثاقة أحد أفراد العدة ، وهو المطلوب ([2] ).

ويرد عليه :

أولاً : أنّ هذا القول لايختلف عن سابقه سوى بالإجمال والتفصيل ، فإنّ القول الثالث كان يعتمد على الاطمئنان بكون واحدٍ من العدة ثقات ، ولكنه لم يذكر طريق تحصيل الاطمئنان بينما هذا القول ذكر طرق تحصيل الاطمئنان بواسطة تلك القرائن التي ذكرها .

ثانياً : لو تمّ بيانه هذا فإنّما يصحّح العمل بالعدة المباشرة للكليني أعني الواقعة في بداية السند ، وأمّا الواقعة في وسط السند اأو في آخره لا يصحّح العمل بها سوى قرينته الأخيرة ، وهي بحدّ ذاتها لا تخدم الاطمئنان ولا تقوى بمفردها على تشكيله .

ثالثاً : أنّ مرجعية الكافي للشيعة لا تتوقف على وثاقة الرواة ، بل يكفي لتحققها وثاقة الخبر وإن لم يكن راويه ثقة ، وهذا هو مبنى القدماء في حجية الخبر ، ولذا فقد أسند جملة من روايات الكافي إلى من عُرف بالكذب أو الضعف ، كابن أبي الخطاب وغيره .


[2] دروس تمهيدية في القواعد الرجالية، ج1، ص2 .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo