< فهرست دروس

درس خارج اصول استاد سیدمحمود مددی

98/09/20

بسم الله الرحمن الرحیم

 

 


موضوع:
التنبیع الرابع: فی استصحاب التدریجیات /الفصل الرابع: فی التنبیهات /الإستصحاب / الاصول العملیة/ علم الاصول


خلاصه مباحث گذشته:

وقع البحث فی التنبیه الرابع فی استصحاب التدریجیات.

 

1التنبیه الرابع: فی استصحاب التدریجیات

الإستصحاب هو التعبد ببقاء ماکان، و ماکان إما غیر تدریجیّ و إما تدریجیّ.

و إن کان المستصحب من التدریجی هل یجری الإستصحاب فیه؟

1.1مقدمة فی توضیح التدریجیّ

إنه تُذکر لموجوداتِ العالَم تقسیمات باعتبارات مختلفة و من التقسیمات تقسیم الموجودات الی القارّ و غیر القارّ.

القار من القرار و هو موجود یجتمع جمیع اجزائه فی الوجود أی یجتمع معاً، کزید و هذه الشجرة و هذا الحجر و هذا القرطاس و بیاض هذا القرطاس و هذا الغراب و سواد هذا الغراب.

و غیر القار موجودٌ لایجتمع جمیع اجزائه فی الوجود بل اذا وُجد جزء منه انعدم جزئه السابق، کالزمان و هو مثل النهار. فإذا وجد جزء من النهار انعدم الجزء السابق. و کمشی زید من داره الی المسجد فإن مشیه من داره الی المسجد موجود واجد و لایوجد جزء من المشی الا انعدم جزئه السابق. و کالتکلم فإنه لایوجود جزء من التلفظ الا انعدم الجزء السابق.

فإذا شکّ فی بقاء زید استصحب بقائه و اذا شک فی بقاء عدالته استصحب عدالته، و اذا شک فی بقاء اجتهاده استصحب اجتهاده و المستصحب فی جمیع ذلک موجود قار، و کذا یکون المستصحب فی استصحاب بقاء هیأة الجلوس و بقاء هیأة القیام و بقاء الطهارة و بقاء النجاسة موجوداً قارّاً.

فقسَّموا الموجود إلی القار و غیر القار. و قسَّموا غیر القارّ إلی بالذات و بالعرض. و قسَّموا بالذات إلی الزمان و الزمانی. و یکون لغیر القار بالعرض قسمٌ واحدٌ.

المراد من الزمان اجزائه کالنهار و هو اسم لما بین الطلوع و الغروب و کاللیل و هو اسم من الغروب الی الطلوع و کالشهر فإنها قطعة من الزمان یقال لمابین تولد هلال إلی تولد هلال آخر کشهر رمضان و شهر شعبان.

المراد من الزمانی ما یقع فی الزمان کالمشی و الأکل و الشرب و التکلم و الدوران.

فالزمان و الزمانی قسمان لغیر القار بالذات. و اما غیر القار بالعرض هو موجود قار فی نفسه لکنه مقید بقید تدریجی فیکون بلحاظ قیده غیر قارّ کهیأة الجلوس و هیأة القیام، فالجلوس فی النهار موجود تدریجی بالعرض أی یکون التدرج للجلوس بالعرض و للنهار بالذات.

و لیبحث عن الإستصحاب فی التدریجیات فی مقامین:

المقام الأول: فی التدریجی بالذات

المقام الثانی: فی التدریجی بالعرض

1.2المقام الأول: فی التدریجیّ بالذات

یبحث فی هذا المقام عن الإستصحاب تارةً علی نحو مفاد کان التامة و أخری علی نحو مفاد کان الناقصة.

الإستصحاب علی نحو مفاد کان التامة کما اذا شکّ فی بقاء النهار فیستصحب بقائه و شکّ فی بقاء شهر رمضان فیستصحب بقائه، و کما اذا شک فی بقاء الیل فیستصحب بقائه.

و الإستصحاب علی نحو مفاد کان الناقصة کما اذا شک فی کون ساعة السادسة من النهار فیستصحب بقاء النهار لإثبات کون تلک الساعة من النهار و کما إذا شکّ فی کون یوم الثلاثین من شهر رمضان فیستصحب بقاء شهر رمضان لإثبات کون ذاک الیوم من شهر رمضان.

1.2.1الإستصحاب فی الزمان علی نحو مفاد کان التامة

ففی الأول لایعلم بقاء اللیل و لابقاء الشهر، و اللیل موضوع لجواز الأکل و باستصحاب بقائه یثبت جواز الأکل و النهار موضوع لحرمة الأکل و باستصحاب بقائه تثبت حرمة الأکل.

و الظاهر أنه لاإشکال فی استصحاب بقاء الزمان علی نحو مفاد کان التامة لأن النهار موجود من موجودات العالَم و اذا علم بحدوث النهار و شک فی بقائه یستصحب بقائه.

1.2.1.1الشبهة فی جریان الإستصحاب علی نحو مفاد کان التامة

قدتورَد شبهة فی جریان الإستصحاب علی نحو مفاد کان التامة فیقال لایقع الشک فی بقاء النهار فی وسط النهار بل یقع فی جزء لاتعلم جزیئتها للنهار و بتعبیر آخر إن الجزء المشکوک من النهار مشکوک من أول الأمر و لایقین ببقاء النهار فی ذلک الجزء فکیف یستصحب بقاء النهار؟

1.2.1.1.1الجواب: کون الزمان موجوداً وحداً متصلاً

إن الزمان بالنظر العقلی و العرفی لیس الا موجوداً واحداً، فالنهار ـ مثلاً ـ موجود واحد و لایتحقق من آنات متعاقبة، تأتی آنٌ بعد آن، بل هو موجود واحد سیّال من الإبتداء الی الإنتهاء یتولد بتولد جزئه الأول و ینعدم بانعدام جزئه الآخر.

فاجزاء النهار الموهومة لایتجمع فی الوجود و من هذه الجهة لایکون قارّاً بل اذا وجد الجزء الأول من النهار فالجزء الثانی و الثالث معدوم، و إنما یأتی الجزء الأولی اذا انعدم الجزء الثانی و یأتی الجزء الثالث اذا انعدم الجزء الثانی. و لیعلم أنه لایتخلل الفصل بین إتیان الجزء الثانی و انعدام الجزء الأول، بل الجزء الثانی یتصل بالجزء الأول و الجزء الثالث یتصل بالجزء الثانی. کما أن الخط لایتحقق من عدة نقاط متوالیة بل الخط موجود ممتد واحد متصل. و هو امتداد وهمیٌّ للنقطة.

و اتصال کل جزء لاحق بسابقه کمشی زید من داره الی المسجد بمشی واحد بمأة خطوة فإن کل خطویة لاحقة متصلة بخطوة سابقة، فحرکة زید من داره الی المسجد حرکة واحدة بخلاف ما اذا مشی خطوة فسکن ثم مشی خطوة ثم سکن إلی أن بلغت خُطاه المنفصلة الف خطوة فحرکة زید حینئذ من داره الی المسجد الف حرکة.

فالحرکة الواحدة واحدة عند العقل و العرف، و کذالک الأمر فی النهار، فالنهار موجود واحد مستمر عند العقل و العرف.

فالمکلف یعلم بتحقق النهار عند طلوع الشمس و یشک فی بقائه فیستصحب بقائه.

1.2.1.2البحث عن جریان الإستصحاب علی نحو مفاد کان التامة

إنما الکلام فی جریان الإستصحاب فی الزمان و الزمانی علی نحو مفاد کان الناقصة!

کما اذا شک المکلف فی کون هذا الیوم من شهر رمضان و هو یعلم أن أمس من شهر رمضان و هل یجری استصحاب کون هذا الیوم من شهر رمضان.

و کما اذا شک فی کون الساعة السادسة إلی السابعة من النهار ام لا! و هو یعلم بکون الساعة الرابعة و الساعة الخامسة من النهار و هل له أن یجری استصحاب کون تلک الساعة من النهار؟

1.2.1.2.1الأقوال

الرأی المشهور عدم جریان الإستصحاب فی الزمان و الزمانی علی نحو مفاد کان الناقصة.

و فی تجاه ذلک قول المحقق السید الصدر فإنه قال بجریان الإستصحاب فی مفاد کان الناقصة

1.2.1.2.2الأدلة

1.2.1.2.2.1دلیل عدم الجریان: فقدان الرکن الأول

إن الرکن الأول للإستصحاب مفقود هنا، لأنه لایقین بالحالة السابقة، فإن المکلف لایقین له بکون تلک الساعة من النهار کی یستصحب بقائه. فإن الساعة مشکوکة من أول الأمر.

و إن الساعة الخامسة إلی السادسة من النهار یقیناً و هو الآن یقینی ایضاً و اما المشکوک هو الساعة السادسة الی السابعة. بقاء النهار إلی الساعة السادسة یقینیٌّ و الساعة السابعة من اللیل یقیناً و إنما المشکوک ما بین الساعة السادسة الی السابعة و لایقین سابقاً بکون تلک الساعة من النهار!

و کون الیوم الثلاثین من شهر رمضان مشکوک من أول الأمر نعم الیوم التاسع و العشرون من شهر رمضان قطعاً و لاقطع لکون الیوم الثلاثین من شهر رمضان کی یستصحب بقائه!

إن قلت: لم لایجری استصحاب بقاء النهار علی نحو مفاد کان التامة؟

قلت: إن الأثر الشرعی یترتب علی کون تلک الساعة من النهار و استصحاب بقاء النهار علی نحو مفاد کان التامة یثبت بقاء النهار و لایثبت کون تلک الساعة من النهار الا بالأصل المثبت، لأن کون الساعة السادسة الی السابعة من النهار لازم عقلی له.

و کذا کون الیوم الثلاثین من شهر رمضان لازم عقلی لبقاء شهر رمضان و لایثبت الإستصحاب ذلک الا علی الأصل المثبت.

1.2.1.2.2.2دلیل الجریان:

قال المحقق السید الصدر بجریان الإستصحاب فی مفاد کان الناقصة[1] و نسب ذلک الی المحقق العراقی فی تقریراته.

و قد ذکر لجریان الإستصحاب فی الزمان و الزمانی علی نحو مفاد کان الناقصة تقریبین.

التقریب الأول:

إن الساعة المشکوکة متصلة بالساعة السابقة المتیقنة و لیست الساعة المشکوکة منقعطة عن السابقة و هذا الإتصال موجب لتعبد حکم الساعة السابقة المتیقنة علی الساعة اللاحقة المشکوکة.

کان الساعة الخامسة نهاراً قطعاً و یشک فی الاتصاف و زوالها و المفروض أن المشکوکة متصلة بالمتیقنة و أن السادسة هی بقاء الخامسة و استمرارها، و المتیقنة متصفة بالنهاریة و یشک فی اتصاف المشکوکة بالنهاریة، فیستصحب بقاء الصفة للزمان أی یقال إن الساعة الخامسة کان من النهار و هی بقاء الساعة السادسة فیکون السادسة من النهار.

التقریب الثانی:

إذا کان الساعة الخامسة یمکن لنا ان نقول «الزمان یکون من النهار» و اذا کان الساعة سادسة یشک فی کونها نهاراً فیتعبد الشارع بکون تلک الساعة نهاراً ایضا. لأن الزمان امر متصل واحد و یتعبد الشارع ببقائه.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo