< فهرست دروس

الأستاذ السيد علي اکبر الحائري

بحث الأصول

40/03/24

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: حجية الدليل العقلي/ العقل العملي/ حقّانيّة العقل العملي.

إدامة البحث

وقد ذهب المحقق النائيني والسيد الخوئي رحمهما الى تصوير آخر حاصله: إنّ النسبة في الافعال الاختيارية وفاعلها نسبة الإمكان لا نسبة الوجوب لأنها في طول الاختيار، وقالوا في توضيح ذلك: إنّه يصدر من الإنسان حين العمل أمران: 1ـ إعمال القدرة وهو من أفعال النفس. 2ـ العمل الخارجي وهو من أفعال الجوارح. والأوّل اختياري بنفسه والثاني اختياري بالأوّل.

وترتب الفعل الخارجي على ذلك الفعل النفسي وإنْ كان واجباً لكنّ هذا الوجوب لا ينافي الاختيار لكونه في طول الاختيار أي في طول اعمال القدرة لا في طول الإرادة كما ذهب الى ذلك الفلاسفة، وما كان في طول الاختيار فهو اختياري وإنْ كان ترتّبه على الاختيار واجباً. وبهذا يكون إعمال القدرة خارج عن قاعدة : أنّ الشيء ما لم يجب لا يوجد.

وعلّق عليه اُستاذنا الشهيد رحمه الله:

أولاً: ما دام تطرّق الاستثناء على قاعدة (أن الشيء ما لم يجب لا يوجد) فلماذا لم يجعلوا الفعل الخارجي استثناءً عن هذه القاعدة مباشرةً؟

وثانياً: ماذا يقصد بإعمال القدرة؟

1ـ فهل يقصد به إيجاد القدرة نفسها؟

2ـ أو يقصد به إيجاد المقدور وهو الفعل الخارجي؟

3ـ أو هو أمر ثالث لا هذا ولا ذاك؟

فإذا اختاروا الأوّل قلنا لهم: إنّ إيجاد القدة إنّما هو فعل لله تبارك وتعالى لا للإنسان القادر نفسه.

وإذا اختاروا الثاني قلنا لهم: إنّ الإيجاد عين الوجود وإنّما يختلفان بالاعتبار، وليس كل من الإيجاد والوجود فعلاً مستقلاً عن الآخر.

وإنْ اختاروا الثالث: طالبناهم بتوضيح هذا الأمر الثالث؟

قال رحمه الله: إنّ أساس كل هذه الاشتباهات هو تخيل انحصار النسبة في (الوجوب) و (الإمكان).ونحن ندعي أنّ هناك نسبة اُخرى بين الفعل وفاعله غير الوجوب والإمكان وهي نسبة ( السلطنة) بمعنى (له أنْ يفعل وله أنْ لا يفعل) والأفعال الاختيارية نسبتها الى فاعلها نسبة السلطنة لا نسبة الوجوب ولا نسبة الإمكان. وهذا على مستوى التصور واضح جداً.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo