< فهرست دروس

الأستاذ السيد علي اکبر الحائري

بحث الأصول

40/03/11

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: بحث الأصول / الحسن والقبح مع المصلحة والمفسدة

بعد ان انهى استاذنا الشهيد رضوان الله عليه كلامه في الفرضيات الثلاث المتقدمة تعرض الى ما ذكره المحقق الخرساني رحمه الله في فوائده من بيان شرح الحسن والقبح وربطهما بباب المصلحة والمفسدة ، وحاصل ما ذكره المحقق الخرساني رحمه الله رتبته على نقاط ثلاث:

النقطة الاولى : وهي تطبيق نظرية الفلاسفة في تفسير الخير والشر على الافعال ، وبيان ذلك: ان الفلاسفة ذهبوا الى ان الوجود خير محض وان الشر عدم محض ، فالشيء يتصف بالخير باعتبار ما يلازمه او ما يترتب عليه من الوجودات ، ويتصف بالشر باعتبار ما يلازمه او ما يترتب عليه من الاعدام ، والافعال كذلك فان كل فعل يكون جانب الوجود فيه اقوى واكثر فهو يتصف بالخير ، وكل فعل يكون جانب العدم فيه اقوى واكثر فهو يتصف بالشر.

النقطة الثانية : ان كل قوة من قوى الانسان تنبسط بما يلائمها وتنكمش مما ينافرها ، فالقوة الباصرة مثلا تنبسط لرؤية الازهار والاشجار ، وتنكمش من رؤية الاشياء الكريهة ، فهذا هو حال القوى البشرية فهي تنبسط بما يلائمها وتنكمش مما ينافرها.

النقطة الثالثة : ان القوة العاقلة كباقي القوى وبما انها من اوسع الوجودات وارقاها فانها تنبسط لادراك ما يلائمها وتنكمش عند ادراك ما ينافرها ، فكل فعل اوسع وجودا فهي تنبسط بادراكها له تصورا او تصديقا على اساس المسانخة بينه وبينها ، وكل فعل كان اضيق وجودا ويتغلب عليه العدم فهي تنكمش منه و تتنفر عنه على اساس عدم المسانخة بينهما ، وهذا هو معنى الحسن والقبح العقليين وهو ما نجده في المصلحة والمفسدة .

هذا ما اختاره المحقق الخرساني رحمه الله وقد قال عنه أستاذنا الشهيد رحمه الله ان هذا البيان وان كان الطف ما ذكره الاصوليون في المقام من حيث التطبيق على المصطلحات لكن التحقيق ان كلامه لا يرجع الى محصل ويرد عليه:اولا : اننا حققنا سابقا في بحث اجتماع الامر والنهي ان الحالات النفسية من قبيل الحب والبغض والالم والحزن لا تتعلق بما هو في الخارج ، بل انها تتعلق بما هو موجود في النفس ، لذلك من يرى الورد بقوته الباصرة فانه يلتذ حتى وان كان الورد غير حقيقي بل انه يتوهمه بانه حقيقي وليس ذلك الا لتعلق اللذة النفسية بالصورة الموجودة في صقع النفس للوردة ، اذن اللذة حصلت لان الادراك تعلق بالمدرك بالذات ( وهو الصورة الحاصلة في النفس للوردة ) ولا يتعلق الادراك بالمدرك بالعرض ( وهو الوردة الموجودة في الخارج ) وعلى هذا لنا ان نتسائل : هل ان الانبساط و الانكماش بالمدرك بالعرض يحصل بسبب مسانخته او عدم مسانخته للقوة العاقلة ؟ او انه يحصل بسبب مسانخته او عدم مسانخته المدرك بالذات للقوة العاقلة ؟وبعبارة ثانية : نسأل حينما يحصل انبساط او انكماش للمدرك بالعرض فما هو سبب هذا الانبساط او الانكماش للمدرك بالعرض؟ هل هو بسبب مسانخة المدرك بالعرض للقوة العاقلة يحصل انبساط وفي عدم المسانخة يحصل انكماش؟ ام انه بسبب مسانخة المدرك بالذات للقوة العاقلة يحصل انبساط وفي عدم المسانخة يحصل انكماش؟ فان قلتم : يحصل الانبساط او الانكماش بالمدرك بالعرض بسبب المسانخة وعدم المسانخة للمدرك بالعرض للقوة العاقلة .قلنا : ان هذا غير معقول وذلك لان الموجودات الخارجية لا يمكن ان تتصل بالقوة العاقلة لان القوة العاقلة من الجوانح الداخلية و الوجودات الخارجية انما تتفاعل مع الجوارح لا مع الجوانح .وان قلتم : يحصل الانبساط او الانكماش بالمدرك بالعرض بسبب المسانخة او عدم عدم المسانخة للمدرك بالذات للقوة العاقلة .قلنا : ان هذا ايضا غير صحيح ؛ لان الوجودات الذهنية مجرد صور عن الوجودات الخارجية ، والصور لا تحمل الاثار والخصائص الحقيقية الخارجية فعندما نقول النار حارة لا يعني ان النار التي في ذهني حارة! فالنار التي في الذهن لا تتصف بالحرارة فان هذه الخصوصيات التي من جملتها قوة الوجود وقوة العدم لا فرق بينها في عالم الذهن ، فان المدرك بالذات دائما على حدٍ سواء من حيث قوة الوجود ، فالذهن لديه الصورة من هذه الناحية بمستوى واحد من الوجود فلا يفرق بين وجود العدل و وجود الظلم وان الظلم وجوده اضعف من وجود العدل ! فان هذه خصائص خارجية وهي لا تسري الى الذهن .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo