< فهرست دروس

الأستاذ السيد علي اکبر الحائري

بحث الأصول

40/03/10

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: حجية الدليل العقلي / العقل العملي / اختلاف باب الحسن والقبح عن باب المصلحة والمفسدة

إدامة البحثبسمه تعالىوأمّا على المعنى الثاني، أي على فرض أن يقصد بالمصلحة والمفسدة الكمال والنقص الشخصيين الراجعين الى النفس البشرية بالخصوص لا إلى أي قوة من القوى الإنسان. فلو كان الحسن والقبح تابعين للمصلحة والمفسدة بهذا المعنى لزم أن يكون الحسن والقبح في طول كمال النفس ونقصها، بينما العكس هو الصحيح كما نشهد ذلك بوضوح في حالات التزاحم الحاصلة في عالم المصلحة والمفسدة بهذا المعنى ومن أمثلة ذلك:المثال الأول: لو حصل التزاحم بين الكمال الذي يحصل بكتّمان سر الأخ وبين الكمال الذي يحصل بتعلّم علمٍ من العلوم المهمة، فإن كان الحسن والقبح تابعاً للكمال والنقص فإنه سيكون تابعاً لأقواهما كمالاً، وتعلم العلم المهم يوجب كمالاً أقوى للنفس من كتمان السر، لأنّ ترك التعلم يفقد النفس كمالاً دائماً في حين يؤدي كشف السر إلى زوال كمال لمرة واحدة من ملكة كتمان السر، وبالتالي فلابد أن يترجح كمال العلم ويكون حسناً ولا بد أن يزول القبح عن كشف سر الأخ، في حين أنّنا نرى وجداناً أنّ كتمان السر هو المقدم على حصول العلم المهم وأنّ كشف السر يعد خيانة ورذيلة من الرذائل.المثال الثاني: لو أنّ أحداً كان قادراً على التصرف في النفوس فأوعد صاحبه بأنّك لو كشفت سر أخيك ضمنت لك تكميل ما تفقده من كمال النفس بسبب كشف السر وأجعل نفسك أقوى مما كانت عليه قبل ذلك، فإنّه لا إشكال إن كشفه للسر يعتبر قبيحاً ويعد خيانة حتى لو لم يفقد أي كمال.وأمّا على المعنى الثالث، وهو أن يقصد بالمصلحة والمفسدة الكمال والنقص النوعيين لا الشخصيين، فلو كان الحسن والقبح تابعين للمصلحة والمفسدة بهذا المعنى لزم زوال قبح كشف السر ـ عند القائلين بالقبح الذاتي ـ عند توقف مصلحة عامة كبيرة عليه كتعلم علم ينفع الناس، بينما ليس الأمر كذلك وجداناً، بل إنّ من يفعل ذلك يعدّ خائناً وغير نبيل.نعم، في بعض الأحيان يكون ترك المصلحة بنفسه قبيحاً كترك مداواة الناس فإن هذا المورد يكون تزاحماً بين أمرين قبيحين لا بين قبح ومصلحة فقط كما هو مورد المثال وفي هذه الحالة من التزاحم تتقدم مصلحة مداواة الناس لأن في تركها ارتكاباً لقبح أشد من كشف السر .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo