< فهرست دروس

الأستاذ السيد علي اکبر الحائري

بحث الأصول

40/03/02

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: بحث الأصول / بحث الأدلة العقلية/ حجية الدليل العقلي

خلاصة الأبحاث الماضية:في بحث حجية القطع الناشئ من الدليل العقلي وضع اُستاذنا الشهيد رحمه الله مقدمتين:الأولى: في تحرير محل النزاع.والثانية: في أقسام أو طرق استنباط الحكم الشرعي من العقل.ثم قسّم البحث في دعوى انسداد باب العلم بالأحكام الشرعية عن طريق العقل الى ثلاث مراحل:المرحلة الأولى: دعوى قصور الحكم في عالم الجعل.المرحلة الثانية: دعوى قصور الدليل العقلي في عالم الكاشفية.المرحلة الثالثة: دعوى قصور الدليل العقلي في عالم الحجية.وقد مضى البحث في المرحلة الأولى.وأما المرحلة الثانية فقد تكلم اُستاذنا الشهيد رحمه الله في العقل النظري تارةً وفي العقل العملي تارةً اُخرى.أما في العقل النظري فتكلّم تارةً في إنكار حصول اليقين بمعناه الاُصولي أعني الجزم بالحكم الشرعي عن طريق الدليل العقلي سواء كان مضمون الحقانية أو لم يكن، وتارةً اُخرى في إنكار حصول اليقين بمعناه المنطقي أعني حصول اليقين الذي يكون مضمون الحقانية عند أهل المنطق.وقد مضى البحث في إنكار اليقين بالمعنى الاُصولي حيث ناقش اُستاذنا الشهيد رحمه الله في ذلك بعدة وجوه.وأما إنكار اليقين بالمعنى المنطقي فقد تكلم فيه تارةً في القضايا البديهية الست عندهم، وتارة اُخرى في القضايا المكتسبة.أما في القضايا البديهية الست فقد مضى مناقشة اُستاذنا الشهيد رحمه الله في بداهة جملة منها كالتجريبيات والحدسيات والمتواترات، وذكر أن اليقين فيها ليس مضمون الحقانية وإنما يحصل فيها القطع على أساس حساب الاحتمالات.وأما الأخطاء في الفكر البشري التي يضجّ العالم منها، فينحصر سببها في اُمور ثلاثة:الأول : دعوى أن نفس قوانين علم المنطق ليست بديهية. وهذا غير صحيح كما وضّحه اُستاذنا الشهيد رحمه الله.والثاني: دعوى وقوع الخطأ والغفلة في تطبيق علم المنطق. وهذا السبب قال عنه اُستاذنا رحمه الله أنه إن وقع في الفكر البشري فإنما هو في البراهين البعيدة عن البديهيات فينبغي للأخباريين التفصيل بين القياسات القريبة من البديهيات والقياسات البعيدة عنها، كما جاء في كلام الأسترابادي رحمه الله. والثالث: ما لم يلتفت إليه أرسطو ولا الاُصوليون ولا الأخباريون وهو أن مواد الأقيسة كثيراً مّا تكون معتمدة على حساب الاحتمالات التي قلنا بأن اليقين الحاصل منها إنما هو يقين اُصولي بمعنى الجزم وليس يقيناً منطقياً.وقد أثبت اُستاذنا الشهيد رحمه الله أن القطع الحاصل بحساب الاحتمال لا يبتني على كبرى عقلية مقدّرة حتى يرجع الى قياس منطقي، وإنما يبتني على طبيعة الذهن البشري التي لا تتحمّل الاحتمال الضئيل الذي يبقى بالحساب. وهذا ما جاء شرحه وتفصيله في كتاب الاُسس المنطقية للاستقراء.ويقع البحث بعد هذا في العقل العملي.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo