الموضوع: بحث الخمس/ غنائم الحرب/ (الفداء)، (الجزية)، (ما صولحوا عليه)، (ما يؤخذ منهم في الحرب الدفاعية).

متن العروة: ومن الغنائم التي يجب فيها الخمس (الفداء) الذي يؤخذ من أهل الحرب، بل (الجزية) المبذولة لتلك السريّة ـ إلى قوله: ـ على ما يأتي في أرباح المكاسب وسائر الفوائد(1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تحدّث الماتن رحمه الله في هذا المقطع عن أربعة اُمور وهي: (الفداء)، (الجزية)، (ما صولحوا عليه)، (ما يؤخذ منهم في الحرب الدفاعية).

أمّا الأمر الأوّل: وهو (الفداء) فالظاهر أنّ المراد به المال الذي يعطيه الكفار للمسلمين لفكّ أسراهم الذين هم في يد المسلمين.

وأمّا الأمر الثاني: وهو (الجزية) فالظاهر أنّ المراد به ما يؤخذ من الكفار في مقابل قبول دخولهم تحت ذمّة المسلمين. وقد فصّل في الماتن بين الجزية المبذولة لتلك السريّة التي قامت بالقتال معهم، وبين سائر أنواع الجزية، فالأوّل داخل تحت عنوان غنيمة الحرب فيتعلق به الخمس ويقسّم الباقي على المقاتلين، والثاني لا يعتبر من غنائم الحرب بل هو لبيت مال المسلمين فلا بد من صرفه في مصالح المسلمين، والظاهر صحّة هذا التفصيل.

وأما الأمر الثالث: أعني ما صولحوا عليه، فالظاهر أنّ المراد به ـ كما قاله اُستاذنا الشهيد رحمه الله ـ : هو المال الذي يصالح به أموال الكفار بعد مغلوبيتهم في الحرب. وهذا أيضاً داخل في غنيمة الحرب بوضوح.

وأمّا الأمر الرابع: أعني ما يؤخذ منهم في الحرب الدفاعية إن وقعت الحرب داخل بلاد المسلمين بسبب هجوم الكفار على المسلمين فقام المسلمون بالدفاع عن أنفسهم. وهذا أيضاً مشمول لأدلّة وجوب الخمس في غنائم الحرب سواء فسّرت بالعنوان الخاص لغنيمة الحرب أو فسّرت بمطلق الفوائد.