< قائمة الدروس

بحث الأصول الأستاذ محسن الفقیهی

44/05/22

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: مباحث الالفاظ/ الوضع/الأمر

شاهد القول الثاني

هذا[1] ممّا يشهد عليه الوجدان و يعضده التبادر. [2]

القول الثالث: أنّ صیغة الأمر موضوعة للبعث أو نازلة منزلة البعث[3] [4] (مفاد الهيئة هو البعث[5] و الإغراء) [6] [7] [8] [9] [10] [11] [12]

أقول: هو الحق؛ لوجوه ستأتي.

قال المحقّق الإيروانيّ (رحمه الله): «صيغة إفعل بعث خارجي‌[13] نحو الفعل المدلول عليه بمادّتها[14] ، فهي بالوضع نازلة منزلة البعث و العضلات بالجوارح. و يمكن أن يراد من البعث بالجوارح هو المحرّك للعضلات نحو الفعل، و يمكن أن يراد منه هو أنّ مدلول الصيغة هو من جملة معاليل الإتيان بالفعل و العضلات. و كشفها عن الطلب الحاصل في نفس المولى كشف التزامي ككشف البعث بالعضلات عنه، و ككشف الإتيان بكلّ مقدّمة عن إرادة ذيها». [15]

قال الحجة التبريزيّ (رحمه الله): «إنّ الصيغة موضوعة للبعث و المعاني الذي ذكروا للصيغة لم تكن معاني لها، بل تكون من قبيل الدواعي فعلى هذا معنى‌ الصيغة هو البعث و الباقي يكون من قبيل الدواعي، فكما يكون تارة بعث المولى نحو الفعل لداعي اتيانه كذلك تارة يكون بعثه بداعي التسخير أو التعجيز أو التهديد أو غير ذلك من المعاني»، (إنتهی ملخّصاً). [16]

قال الإمام الخمینيّ (رحمه الله): «هيئة صيغة الأمر مثل «اضرب» موضوعة لإيجاد البعث و الإغراء باستعمالها نحو الفعل، غاية الأمر أنّه يختلف الداعي إلى البعث: فإنّه إمّا لوجود المصلحة في الفعل المأمور به، فالداعي هو إيجاده في الخارج، و إمّا هو نفس البعث من دون وجود مصلحة في الفعل الخارجي، و إمّا أمر آخر، كالتهديد و التعجيز و غيرهما، فالدواعي للأمر مختلفة، لا أنّ صيغة الأمر مستعملة فيها، فإنّها دائماً مستعملة في البعث فقط في جميع موارد استعمالاتها، و إنّما الاختلاف في الدواعي». [17]

 


[1] . أنّها وضعت للطلب الإنشائي. أنّها وضعت لإنشاء الطلب.
[13] . البعث الخارجيّ في قبال البعث الداخلي، و هو المحرّك للعضلات نحو الفعل.
[14] . أي أنّ صيغة افعل بعث نحو الفعل و هو المتعلّق به البعث، مثلاً «إضرب» بعث نحو الضرب، فالمراد من المادّة هي متعلّق البعث المدلول عليه بالصيغة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo