< قائمة الدروس

بحث الأصول الأستاذ محسن الفقیهی

44/05/03

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: مباحث الالفاظ/ الوضع/الأمر

الإشکال الرابع

أقول: لا مترادف في البین؛ أي ما وقع أوّلاً هي الإرادة و ما وجد بعد التصوّر و التصدیق هو الطلب. الطلب غیر الإرادة و الإرادة غیر الطلب و همان أمران متباینان و لیس الأمر کما یقول المحقّق الخراسانيّ (رحمه الله) من أنّهما مترادفان و إن شئت قلت: إذا قلنا «الإرادة» فهي منصرفة إلی الإرادة اللفظیّة و إذا قلنا «الطلب» فهو منصرف إلی الطلب التشریعي؛ بل هما أمران متباینان و حیث یوجد هذا لا یوجد ذاك.

إشکال في اتّحاد الطلب و الإرادة مفهوماً

قال بعض الأصولیّین(حفظه الله): «أمّا المرحلة الأُولى أي وحدتهما مفهوماً فهو غير تام للفرق بينهما بوجوه:

1. المفهوم من الطلب، غير المفهوم من الإرادة، بدليل عدم صحّة استعمال الطلب مكان الإرادة و بالعكس يقول سبحانه: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾[1] و لكن لا يصحّ أن يقال يطلب اللّه منكم اليسر و لا يطلب منكم العسر.

قال رسول اللّه(ص): «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم»[2] فلا يقوم مكانه الإرادة، بأن يقال إرادة العلم فريضة على كلّ مسلم و مسلمة.

تستعمل الإرادة فيما إذا كان المراد قريب الوصول غير محتاج إلى مقدّمات كثيرة، بخلاف الطلب فانّه السعي الذي يكون الوصول إلى المطلوب رهن مقدّمات كثيرة.

الإرادة أمر قلبي جانحي، و الطلب أمر خارجي جارحيّ.

و مع هذه الاختلافات كيف يمكن ادّعاء الترادف بين اللفظين، و انّهما متحدان مفهوماً!».[3]

أقول: کلامه (حفظه الله) متین.

إشکال في اتّحاد الطلب و الإرادة إنشاءاً

قال بعض الأصولیّین (حفظه الله): «أمّا المرحلة الثانية: مرحلة الإنشاء و الاعتبار فالمشكلة فيها تكمن في أنّ الأُمور الاعتبارية، بما أنّها أمور عرفية ترجع حقيقتها إلى جعل مثال لأمر خارجي ملموس كالزوجية و المالكية، و أمّا الأُمور البعيدة عن الحسّ القائمة بالنفس كالإرادة، فلا تمس الحاجة إلى جعل فرد اعتباريّ منها حتى يسمّى بالإرادة الإنشائية أو بالترجّي أو التمنّي الإنشائيين، بل غاية ما يطلبه العقلاء في تلك الموارد، إظهارها و إبرازها.

و أمّا الطلب فلا مانع من جعل فرد انشائي يقوم مقام فرد تكويني، فانّ الإنسان ربّما يطلب خروج زيد من البيت، فتارة يقوم بالتكوين، فيأخذه بيده و يُخرجه منه، و أُخرى بإنشاء ذلك الأمر التكويني، بالإشارة باليد أو الحاجب، أو التكلّم بلفظ أخرج.

و بذلك اتضح انّه ليس لنا إرادة إنشائية، و أمّا الطلب فله وجود تكويني و إنشائي، و معه كيف يمكن أن يتّحدان في مقام الإنشاء مع أنّه ليس للإرادة فرد إنشائي!».[4]

أقول: کلامه (حفظه الله) متین.

إشکال في اتّحاد الطلب و الإرادة مصداقاً

قال بعض الأصولیّین (حفظه الله): «أمّا المرحلة الثالثة: أي عدم اتحادهما مصداقاً، فلأنّ الإرادة التكوينيّة من الأُمور النفسانيّة موطنها النفس و الطلب من الأُمور الجوارحية، موطنها الخارج عن حيطة النفس، فكيف يمكن الحكم باتحادهما!».[5]

أقول: کلامه (حفظه الله) متین.

 


[2] .الكافي- ط الاسلامية، الشيخ الكليني، ج1، ص30. و جاء فیه: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ [الکلیني: إماميّ ثقة] عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ [القمّي: إماميّ ثقة] عَنْ أَبِيهِ [إبراهیم بن هاشم القمّي: مختلف فیه و هو إماميّ ثقة علی الأقوی] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيِّ [مهمل] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ [عبد الله بن الحسين بن زيد: مهمل] عَنْ أَبِيهِ [الحسین بن زید ذو الدمعة: مختلف فیه و هو إمامي، ثقة ظاهراً] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص).‌ (هذه الروایة مسندة و ضعیفة؛ لوجود حسن بن أبي الحسین الفارسيّ و عبد الله بن الحسين بن زيد في سندها و هما مهملان).

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo