< قائمة الدروس

بحث الأصول الأستاذ محسن الفقیهی

43/07/20

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: مباحث الالفاظ/ الوضع/ المشتق

القول الثاني: عدم الاعتبار[1] [2] [3] [4] [5] [6] [7] [8]

قال المحقّق الخراسانيّ (رحمة الله): «الظاهر أنّه لا يعتبر في صدق المشتقّ و جريه على الذات حقيقة التلبّس بالمبدأ حقيقةً و بلا واسطة في العروض[9] كما في الماء الجاري؛ بل يكفي التلبّس به و لو مجازاً و مع هذه الواسطة؛ كما في الميزاب الجاري؛ فإسناد الجريان إلى الميزاب و إن كان إسناداً إلى غير ما هو له و بالمجاز، إلّا أنّه في الإسناد، لا في الكلمة فالمشتقّ في مثل المثال بما هو مشتق قد استعمل في معناه الحقيقيّ و إن كان مبدؤه مسنداً إلى الميزاب بالإسناد المجازيّ و لا منافاة بينهما أصلاً، كما لا يخفى». [10]

یلاحظ علیه: بالملاحظات السابقة.

إشکال في کلام المحقّق الخراساني

إنّ الإسناد في المشتقّ بمعنى الانطباق و كيف يكون الجريان مسنداً إليه! نعم، في الأفعال يكون المسند إلى الفاعل هو المبدأ، لكونه فيها بمعنى النسبة، فالمسند إلى الميزاب هو الجاري لا الجريان، لكنّ التجوّز في إسناده لا يلازم‌ التجوّز في استعماله. [11]

قال المحقق العراقيّ (رحمة الله): «إنّه لا يعتبر في صدق المشتقّ و جريه على الذات تلبّس‌ الذات بالمبدأ حقيقةً، بل يكفي فيه مطلق تلبّسها به و لو عنايةً أو ادّعاءً، كما في «الميزاب جارٍ» بأيّ نحو فرض من العنايات، إمّا بتصرّف في مدلول كلمة و استعمالها في غير معناها الحقيقيّ و إمّا بتصرّف في الإسناد مع إبقاء الكلمة على معناها الحقيقي بأن كان الإسناد- أي إسناد الجريان- إلى غير ما هو له و إمّا بتصرّف في الأمر العقلي بمعنى التصرّف في موضوع الجريان بادّعاء كون الميزاب من مصاديق ما هو موضوع الجريان‌». [12]

أقول: کلامه (رحمة الله) متین.

قال المحقّق الإیروانيّ (رحمة الله): «يمكن دعوى الحقيقة مع ذلك بدعوى وضع المشتقّ للذات المتلبّس بالجريان بالأعمّ من التلبّس الحقيقيّ و المجازي، فمجازيّة التلبّس و الإسناد حينئذٍ لا يستدعى مجازيّة المشتق‌». [13]

أقول: کلامه (رحمة الله) متین.


[1] إنّ تلبّس الذات بالمبدأ بنحو الحقيقة معتبر في صيرورة الإسناد و الحمل حقيقيّاً و ليس بمعتبر في صدق كلمة المشتقّ في نفسها بنحو الحقيقة، خلافاً لصاحب الفصول.
[9] أمّا الواسطة في العروض، فالمراد بها أن تكون الواسطة متّصفةً بصفة معيّنة أوّلاً و بالذات و يتّصف بها ذو الواسطة ثانياً و بالعرض؛ كقولنا جرى النهر، فالواسطة في الجريان هنا هو الماء و هو المتّصف بصفة الجريان أوّلاً و بالذات و إنّما يتّصف بها النهر ثانياً و بالعرض.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo