بحث الأصول الأستاذ محسن الفقیهی
43/06/26
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع: مباحث الالفاظ/ الوضع/ المشتق
القول الثالث: إن كان لا بدّ من مغايرة مبدأ العنوان المشتقّ مع الذات التي يحمل عليها ذلك العنوان في صحّة الحمل، فاللازم هي المغايرة الواقعيّة، لا المفهوميّة. و إن لم تكن تلزم المغايرة في صحّة الحمل، صحّ الحمل و إن لم تكن مغايرةً في المفهوم أيضاً. [1]
أقول: الصحیح عدم لزوم المغایرة قطّ و إن کانت المغایرة توجب کثرة الفائدة للمخاطب.
القول الرابع: عدم لزوم المغایرة بين المبدأ و الذات، لا مصداقاً و لا مفهوماً [2] [3]
قال المحقّق البروجرديّ (رحمة الله): «الحقّ أنّ التغاير لا مدخليّة له في صحّة الحمل أصلاً، بل التغاير إنّما هو لفائدة الحمل فقط». [4]
أقول: کلامه (رحمة الله) متین؛ کما سبق منّا مفصّلاً ذیل دلیل القول الأوّل.
دلیل القول الرابع
إنّ التغاير لا مدخليّة له في صحّة الحمل أصلاً؛ بداهة أنّه يمكن و يصحّ الحمل في حمل الشيء على نفسه و يقال الإنسان إنسان (مثلاً)، فلا إشكال فيه من حيث الحمل أصلاً، مع عدم التغاير بين المحمول و الموضوع من جهة إلّا أنّه ليس لهذا الحمل فائدة أصلاً، فاشتراط التغاير ليس إلّا لفائدة الحمل لا لصحّة الحمل و إمكانه، كما لا يخفى، (إنتهی ملخّصاً). [5]
أقول: کلامه (رحمة الله) متین.
القول الخامس: عدم اعتبار المغايرة بين المبدأ و الذات، لا مصداقاً و لا مفهوماً، بل المعتبر مغايرة المحمول و الموضوع [6] [7] [8] [9]
أقول: لا فرق بین المبدأ و الذات و الموضوع و المحمول من هذه الجهة، حیث إنّه لا تعتبر المغایرة بینها أصلاً. و إنّما المغایرة لزیادة الفائدة. و لذا یقال الإنسان إنسان العالم عالم و هکذا. و لا إشکال في الحمل أصلاً، کما سبق منّا.
قال المحقق الخوئي (رحمة الله): «الصحيح عدم اعتبار المغايرة بين المبدأ و ما يجري عليه المشتقّ أصلاً، لا مصداقاً و لا مفهوماً، بل المعتبر مغايرة المحمول و الموضوع، لئلّا يلزم حمل الشيء على نفسه. [10]
و قال (رحمة الله) في کتابه الآخر: «إنّه لا يعتبر المغايرة بينهما مفهوماً، فضلاً عن الوجود، نعم يعتبر المغايرة بين الموضوع و المحمول من جهة و الاتّحاد من جهة». [11]
دلیل القول الخامس
قال المحقق الخوئيّ (رحمة الله): «إنّ هذا الاعتبار[12] التزام بلا ملزم، حيث لم يقم عليه برهان و لا يساعده لغة، بل المبدأ قد يكون مغايراً مع الذات مفهوماً و مصداقاً؛ كما في «زيد عالم» و ربما يختلفان مفهوماً، لا مصداقاً؛ كما في «اللّه تعالى عالم» و قد يتّحدان مفهوماً و مصداقاً؛ كما في «الوجود موجود» و «النور منير» و «الضوء مضيء»». [13]
أقول، أوّلاً: قوله: «مغایراً مع الذات مفهوماً و مصداقاً؛ کما في زید عالم» یلاحظ علیه ظاهراً بأنّ زید عالم متغایران مفهوماً، لا مصداقاً.
و ثانیاً: قوله: «و قد یتّحدان مفهوماً و مصداقاً ... » دلیل علی عدم لزوم المغایرة أصلاً حتّی بین الموضوع و المحمول؛ فالدلیل علی خلاف المدّعی.