< قائمة الدروس

بحث الأصول الأستاذ محسن الفقیهی

43/06/07

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: مباحث الالفاظ/ الوضع/ المشتق

کما قال الشهید مصطفی الخمینيّ (رحمة الله): «بناءً على بساطة المشتقّ أو تركّبه من المبدأ و النسبة، لا يتصوّر النزاع المعروف؛ لعدم انحفاظ الذات في الحالتين. و بناءً على تركيبه يتصوّر ذلك». [1]

أقول: بناءً علی کون المشتقّ بسیطاً قابلاً للتحلیل في بعض المصادیق، یصحّ البحث في أنّ المشتقّ الذي یکون قابلاً للتحلیل- مثل زید ضارب- هل هو حقیقة في خصوص المتلبّس بالمبدأ في الحال أو أعمّ من المتلبّس و من انقضی عنه المبدأ؟ و أمّا في أسماء الله- تعالی- حیث إنّها مشتقّات و صفات له- تعالی- عین ذاته- تعالی- لا یتصوّر فیها الانقضاء و لا یتصوّر فیها الترکیب، فلا یأتي فیها هذا البحث. و لذا قلنا إنّ التحلیل العقليّ یلازم المشتق، بل یمکن في بعض المصادیق دون بعض، فلیس الترکیب في ذات المشتقّ ممّا لا بدّ منه؛ فالمشتقّات بسائط و في بعضها قابل للتحلیل و جریان النزاع في بعض المصادیق فقط، لا في کلّ المشتقّات.

المبحث الثالث:في الفرق بين المشتقّ[2] و مبدئه[3]

تحریر محلّ النزاع

إختلف الأصولیّون في الفرق بین المشتقّ و مبدئه؛ فذهب بعض إلی أنّ الفرق بين المشتقّ و مبدئه هو الفرق بين الشي‌ء و ذي الشي‌ء. و ذهب بعض آخر إلی أنّ المشتقّ يكون لا بشرط و المبدأ يكون بشرط لا. و ذهب بعض إلی أنّ المبدأ مغاير للذات و ذي المبدأ في الوجود. و ذهب بعض آخر إلی أنّ الفرق بين المشتقّ و مبدئه اعتباري. و ذهب بعض إلی أنّ المبدأ هو العنوان المبهم من جميع الجهات و لا تحصّل له أصلاً. و المشتقّ عنوان متحصّل. و ذهب بعض آخر إلی أنّ التغاير بين المشتقّ و مبدئه ذاتي؛ فمفهوم المبدأ هو الوصف و مفهوم المشتقّ ذات له القيام. و ذهب بعض إلی أنّ الفارق بین المشتقّ و مبدئه هو الذات. و ذهب بعض آخر إلی أنّ تغاير المشتقّ و المبدأ في المفهوم و تباينهما جوهراً.

قال بعض الأصولیّین (حفظه الله): «إنّه لو قلنا بأنّ مفاد المشتقّ مركّب دالّ على الذات و العنوان و النسبة. أو قلنا بأنّ مفاد المشتقّ بسيط وحداني، أي المعقول و لكن ينحلّ إلى أمور ثلاثة، لكُنّا في غنى عن عقد مسألة باسم «ما الفرق بين المبدأ و المشتق» لأنّ الفرق جوهريّ واضح لا حاجة إلى البيان».[4]

أقول: لأنّ المبدأ- مثل الضرب- لا ذات له و لا عنوان له و لا نسبة له؛ فالفرق واضح؛ أمّا لو کان المشتقّ بسیطاً غیر قابل للانحلال و المبدأ بسیطاً أیضاً، یشکل الفرق بین هذین البسیطین؛ لأنّ المشتقّ بلا ذات و عنوان و نسبة متّحد مع المبدأ. و لا بدّ من بیان الفرق بین البسیطین. و لکن لو قلنا بأنّ الفرق بینهما مثل الفرق بین الکلّيّ و الفرد، کما في القضایا الحقیقیّة، مثل القیام خیر من القعود و العدل خیر من الظلم و هکذا سائر الصفات؛ فیأتي فیها ما یأتي في القضایا الحقیقیّة. و یمکن أن یکون المبدأ جزئیّاً، مثل ضرب زید أحسن من ضرب عمرو و مثل ضرب زید یوم الجمعة في مکان کذا أحسن من ضرب عمرو.


[2] أي: الضارب (مثلاً).
[3] أي: الضرب (مثلاً).

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo