< قائمة الدروس

بحث الأصول الأستاذ محسن الفقیهی

43/05/08

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: مباحث الالفاظ/ الوضع/ المشتق

الدلیل السادس

إنّ الإمعان في الصيغ يثبت أنّ الواضع يريد توارد المعاني المختلفة على المبدأ و تصوير المبدأ بألوان النسب بينه و بين الذات، فتارةً: يلاحظ المبدأ بما أنّه منتسب إلى الذات بالصدور عنها. و أخرى: بالوقوع على الذات. و ثالثةً: بثبوته فيها، كما في الصفة المشبهة. و رابعةً: بملاحظة الزمان و المكان ظرفاً للمبدأ و هكذا، فالمشتقّ هو المبدأ الملحوظ مع الذات بنسب و إضافات مختلفة. و ما هذا شأنه يكون المحور هو المبدأ لا الذات، فالنسب المختلفة المتداولة تصاغ من المبدأ و تضاف إلى الذات. [1]

أقول: کلامه )حفظه الله) متین.

القول الرابع

إنّ إطلاق المشتقّ باعتبار الماضي حقيقة إذا[2] كان اتّصاف الذات بالمبدأ أكثريّاً، بحيث يكون عدم الاتّصاف بالمبدأ مضمحلّاً في جنب الاتّصاف و لم تكن الذات‌[3] معرضةً عن المبدأ، أو راغبةً عنه، سواء كان المشتقّ محكوماً عليه [4] [5] [6] أو محكوماً به[7] و سواء طرأ الضدّ أم لا[8] . [9]

إشکال في القول الرابع

إنّ المراد بهذه المبادي ملكات الأفعال المعهودة و لو مجازاً، لا نفسها؛ فانقضاؤها إنّما يكون بزوال الملكة. و معه لا ريب في عدم صحّة الإطلاق. [10]

أقول: إشکاله (رحمة الله) وارد.

دلیل القول الرابع

إنّهم يطلقون المشتقّات على المعنى المذكور من دون نصب القرينة، كالكاتب و الخيّاط و القارئ و المتعلّم و المعلّم و نحوها و لو كان المحلّ متّصفاً بالضدّ الوجودي؛ كالنوم و نحوه. [11]

إشکال في الدلیل

إنّ تلك المشتقّات إن اعتبرت من حيث صيرورة مباديها ملكات لمحالّها، فصدقها بدون القرينة عليها حال عدم التشاغل بالمبادي لا يثبت المدّعى. و إن اعتبرت بحسب نفس مباديها، فلا نسلّم أنّها تطلق على من قام به المبدأ في الماضي من غير قرينة، مع أنّ ما ذكر من أغلبيّة الاتّصاف ممّا لا أثر له في الأمثلة المذكورة. [12]

أقول: إشکاله (رحمة الله) وارد.

القول الخامس

الحقّ هو الفرق بين ما اذا كان مبدئه[13] بمعنى الكون و ما كان بمعنى الإيجاب أو القبول. و بعبارة أخرى: بين ما كان بمعنى الثبوت أو بمعنى الحدوث بأن ‌يقال: إنّه حقيقة في المتلبّس في الأوّل و في القدر المشترك في الثاني. [14]

أقول: لا كلّيّة لهذه القاعده؛ إذ لا ضابطة لتعیین ذلك؛ فالقاتل و السارق هل من قبیل الأوّل أو الثاني و هکذا الضارب؟ فقد یشكّ في کون بعض المشتقّات من قبیل الثبوت أو الحدوث، فلا ینحلّ بذلك المشکل.

 


[2] في ط: إن.
[3] في ب: بالذات.
[4] .سوره نور، آيه 2.‌ ﴿الزَّانِيَةُ وَ الزَّانِي فَاجْلِدُوا ...﴾ .
[5] .سوره مائده، آيه 38. ﴿وَ السَّارِقُ وَ السَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا ...﴾.
[6] .سوره توبه، آيه 5. ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ ...﴾.
[7] كقولك: زيد مشرك‌ أو قاتل أو متكلّم.
[8] كذا في ط. و في سائر النسخ: أو لا.
[13] المشتق.
[14] . مناهج الاحکام و الاصول، النراقی، احمد، ج1، ص35.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo