< قائمة الدروس

بحث الأصول الأستاذ محسن الفقیهی

43/05/07

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: مباحث الالفاظ/ الوضع/ المشتق

الدلیل الرابع

قال المحقّق النائینيّ (رحمة الله): «إنّه بعد القول بالبساطة و خروج الذات عن مفهوم المشتق، لا محيص عن القول بوضعه لخصوص المتلبّس»‌. [1]

و قال (رحمة الله) بعد أسطر: «أنّه لا يمكن القول بالوضع للأعمّ مطلقاً، سواء قلنا بالبساطة، أو قلنا بالتركيب و إن كان الأمر على البساطة أوضح؛ لما عرفت من أنّ المشتقّ- بناءً على البساطة- ليس إلّا عبارةً عن نفس الحدث لا بشرط و اللفظ إنّما يكون موضوعاً بإزاء هذا المعنى. و بعد الانقضاء لم يبق حدث حتّى يتوهّم كونه حقيقةً فيه، كما أنّه عند انعدام الصورة النوعيّة في الجوامد لم يبق ما هو الموضوع له». [2]

أقول: کلامه (رحمة الله) صحیح و لکن قد قلنا باختلاف الموادّ و الهیئات و أنحاء التلبّسات، مع أنّ تلبّس کلّ شيء بحسبه. و لا یقع تحت ضابطة كلّيّة؛ نعم، یصحّ أن یقال بأنّ الغالب في المشتقّات عند غالب الناس هو الظهور في المتلبّس بالمبدأ في الحال عند الإطلاق. و هذا کافٍ في مقام الاستنباط في موارد الشكّ في الآیات و الروایات و کلمات العرف و المؤمنین.

الدلیل الخامس

الواقع أنّ قليلاً من التدبّر و التأمّل في إطلاقات المشتقّ كافٍ في رأينا؛ للجزم بوضعها للمتلبّس بالمبدأ خاصّةً؛ لأنّ المشتقّ له مادّة و هيئة، أمّا المادّة فموضوعة للدلالة على الحدث. و أمّا الهيئة فللدلالة على نسبة ذلك الحدث إلى الذات و تلبّسها به على اختلاف أنحائه و كيفيّاته و هي فرع وجود الحدث و عدم انقضائه. [3]

أقول: کلامه (رحمة الله) متّخذ من النائینيّ (رحمة الله) و توضیح له و العرف قد یخالف في ذلك في مثل القاتل و السارق و الظالم و أمثالها و البحث عرفيّ لا فلسفي؛ فالصحیح ما ذکرناه في الملاحظة السابقة.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo